في وقت أكد العراق أمس انه "سيستخدم كل وسيلة ممكنة" لإلحاق الخسائر بالقوات التي تحاول غزوه، أوردت تقارير ان وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أعدت خطة الهجوم على العراق التي ستبدأ في آذار مارس المقبل وستتضمن إطلاق نحو 400 صاروخ "كروز" في اليوم الأول وحده من العمليات، مما يزيد على مجموع ما أُطلق من صواريخ على العراق خلال حرب الخليج الثانية عام 1991. ذكر تقرير تلفزيوني ان خطة حرب أميركية تقضي بإطلاق 300 أو 400 صاروخ "كروز" يومياً في آذار مارس المقبل في بداية الحرب على العراق، أي بما يزيد على اجمالي عدد الصواريخ التي اطلقت خلال حرب الخليج بكاملها. وتكهن مسؤولون ومحللون اميركيون منذ شهور بأن الهجوم على العراق سيكون خاطفاً وضخماً ويهدف الى أخذ بغداد على حين غرة. وقدّم التقرير الذي بثته شبكة الاخبار التلفزيونية الاميركية "سي.بي.اس" نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع الاميركية، تفاصيل جديدة عن استراتيجية "البنتاغون"، في وقت تبني ادارة الرئيس جورج بوش حشوداً عسكرية لمحاولة اقناع الرئيس صدام حسين بأن القوة ستستخدم اذا لم ينزع اسلحته. ورفض ناطق باسم "البنتاغون" التعليق. لكن صحيفة "واشنطن بوست" انضمت الى شبكة "سي.بي.اس" في توقع ان يكون آذار الموعد المحتمل لبدء العمليات العسكرية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولي دفاع ومحللين أمس السبت انه على رغم عمليات نشر القوات خلال الاسابيع الخمسة الماضية فإن "البنتاغون" بدأ للتو ارسال عناصر قتالية الى الخليج ولن يتسنى حشد القوة اللازمة لغزو العراق قبل اواخر شباط فبراير أو آذار. وبث تلفزيون "سي.بي.اس" ان خطة المعركة المسماة "الصدمة والرعب" تركز على "التدمير النفسي لرغبة العدو في القتال أكثر من التدمير الفعلي لقواته المسلحة". وأضاف: "اذا التزم البنتاغون بخطته الحربية الحالية... ففي يوم ما من اذار سيطلق سلاح الجو والبحرية ما يتراوح بين 300 و400 صاروخ "كروز" على اهداف في العراق، بما يزيد على ما اطلق خلال حرب الخليج الأولى التي استمرت 40 يوماً. وتدعو الخطة في اليوم الثاني الى اطلاق ما يتراوح بين 300 و400 صاروخ آخر". وخلال حرب الخليج في 1991 اجتاحت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدةالكويت ودمرت فرق الحرس الجمهوري العراقي في اضخم معركة دبابات منذ الحرب العالمية الثانية. لكن شبكة التلفزيون ذكرت ان الهدف هذه المرة سيكون القيادة العراقية، وان الخطة القتالية وضعت بحيث "تتجاوز الفرق العراقية كلما امكن". وأرسلت وزارة الخارجية الاميركية برقيات الى السفارات في كل انحاء العالم لحض الاميركيين في الخارج على ان يكونوا مستعدين لمغادرة مقار اقاماتهم بسرعة تحسباً لأي سبب طارئ، في اول تحذير شامل من نوعه. ولم يعلق مسؤول كبير في وزارة الخارجية عندما سئل هل لهذه البرقيات صلة بعمل عسكري محتمل ضد العراق. وتنصح الرسالة المواطنين الاميركيين بتجهيز الادوية الخاصة بهم وجوازات السفر والاوراق المهمة والاحتفاظ بمخزون مناسب من الطعام حال حدوث اي اضطرابات سياسية او كوارث طبيعية او هجمات "ارهابية". وقالت الناطقة باسم الخارجية سوزان بيتمان الجمعة ان "الوزارة تطلب من كل السفارات والقنصليات الاميركية في انحاء العالم ارسال... رسائل الى الاميركيين تبلغهم بالاستعداد لحال طوارئ". قصف موقع اتصالات وأعلن الجيش الاميركي ان طائرات حربية تشارك في حراسة منطقة "حظر الطيران" التي تفرضها الولاياتالمتحدة وبريطانيا فوق جنوبالعراق، هاجمت منشأة للقيادة والاتصالات للدفاع الجوي العراقي مساء الجمعة. وأوضحت القيادة المركزية الاميركية في بيان في موقعها على الانترنت أمس السبت ان الهجوم وقع الساعة السابعة والنصف مساء بتوقيت غرينتش الجمعة رداً على "تهديدات عراقية معادية لطائرات الائتلاف". واضاف البيان انه يجري حالياً تقويم الخسائر. والضربة السابقة التي وجهتها الطائرات الاميركية والبريطانية التي تحرس منطقة "حظر الطيران" فوق جنوبالعراق كانت في 19 الشهر الجاري عندما هاجمت مواقع لاتصالات الدفاع الجوي في المنطقة بين مدينتي الكوت والناصرية. واقامت الولاياتالمتحدة وبريطانيا منطقتي "حظر الطيران" فوق شمال العراقوجنوبه عقب حرب الخليج عام 1991 لحماية الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب من انتقام القوات العراقية. ولا يعترف العراق بالمنطقتين. وفي سيلوبي جنوب شرقي تركيا، أفادت وكالة "فرانس برس" ان الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني نشر مدفعية مضادة للطائرات على حدود المناطق التي يسيطر عليها في كردستان والقريبة من تركيا. كذلك لاحظت الوكالة ان الاستعدادات العسكرية كانت واضحة أيضاً على الجانب التركي من الحدود. وأشارت الى تركيز جسر متحرك فوق نهر هيزيل الصغير الذي يعبر الحدود بين العراقوتركيا قرب منطقة سيلوبي، والى تركيز آلات تصوير تعمل بالأشعة ما فوق الحمراء. وفي نيودلهي، قال رئيس البرلمان العراقي السيد سعدون حمادي أمس ان بلاده ستستخدم كل وسيلة ممكنة لقتال أي من يغزو اراضيها من دون مبرر. ونفى احتمال تنحي الرئيس صدام حسين. وقال للصحافيين في نيودلهي ان هذا الكلام تمنيات ودعاية زائفة، وان العراق سيصمد ويقاتل وسيستخدم كل وسيلة ممكنة لالحاق اضرار وخسائر ضد من يحاولون غزوه من دون مبرر. وقال حمادي الذي يشارك في احتفالات العيد الذهبي للبرلمان الهندي، انه يأمل بأن تساند الهند وايران وتركيا ودول عربية بغداد. وتابع ان العراق لا يريد هذه الحرب ولكن اذا شنت الولاياتالمتحدة حرباً ضد العراق فإنه لن يجد بديلا سوى الصمود والقتال. وشدد على ان ليس لدى العراق اسلحة دمار شامل وان الهدف الوحيد للولايات المتحدة هو السيطرة على احتياطات النفط العراقية الكبيرة. واكد ان العراق قدم لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة كل ما طلبوه، وان العراق يتوقع ان يؤدي المفتشون عملهم بحرفية واستقلالية والا يتدخلوا في شؤون العراق. واضاف ان اميركا تريد السيطرة على احتياطات النفط في المنطقة وتصفية الكفاح الفلسطيني. في غضون ذلك، واصلت القوات الاميركية مناورتها في الكويت، وفرض الجيش الاميركي امس تعتيماً تاماً على المناورات التي بدأها قبل 11 يوماً في الصحراء الكويتية على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود مع العراق. ويتوقع ان تصل هذه المناورات الى ذروتها مساء اليوم. وسيقوم نحو 700 جندي مدعومين بمئتي عربة عسكرية، بمحاكاة هجوم على اهداف معادية في عملية شبيهة بعملية "عاصفة الصحراء" التي قامت بها القوات الاميركية سنة 1991 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.