تسعى الولاياتالمتحدة الى "جمع تبرعات" للمساهمة في تحمل نفقات الحرب المحتملة على العراق، فيما غادرت طلائع من القوات الاسترالية الى الخليج وسط معارضة داخلية. قال دوف زاخايم، مراقب حسابات وزارة الدفاع الاميركية ان الولاياتالمتحدة تعتزم السعي لجمع تبرعات للمساهمة في تحمل نفقات أي حرب تقودها واشنطن على العراق على رغم المعارضة الدولية المتزايدة للتسرع في استخدام القوة. وقال زاخايم: "هل سنحاول الحصول على مساعدة؟" واضاف: "بلا شك. ولماذا لا نفعل. اننا لا نفعل هذا من أجل مصلحتنا وحدنا". ويقول الرئيس جورج بوش انه لم يقرر بعد شن هجوم على العراق، لكنه اذا فعل فان حلفاء كثيرين للولايات المتحدة لا يريدون الحرب الآن من غير المحتمل ان يساهموا في نفقاتها. وفي خلال شهر من غزو العراق للكويت في آب اغسطس عام 1990 بدأت حكومة الرئيس جورج بوش الاب آنذاك حملة ديبلوماسية لاقناع حلفاء الولاياتالمتحدة بالمساهمة في تحمل نفقات الحرب على العراق. وبفضل هذه الحملة كان نصيب دافعي الضرائب الاميركيين من نفقات الحرب نحو سبعة بلايين دولار، وهو جزء ضئيل من الكلفة الاجمالية للحرب. لكن زاخايم لم يشر الى مقدار ما يتوقع ان تصل اليه تكاليف حرب خليج جديدة، فيما تراوحت التقديرات بين مئة بليون و200 بليون دولار لغزو العراق واحتلاله بعد الحرب. ، ولفت زاخايم الى أن "البنتاغون" لم يضع بعد موازنة لحرب مع العراق، فيما يتوقع كثيرون ان تطلب حكومة بوش 14 بليون دولار من الانفاق العسكري الاضافي في السنة المالية المقبلة. في غضون ذلك، غادرت كتيبة أولى من القوات الاسترالية سيدني أمس متوجهة الى الخليج، على رغم معارضة الرأي العام الاسترالي الذي يأخذ على الحكومة المحافظة تسرعها في اتخاذ هذا القرار من دون انتظار موافقة من البرلمان أو ضوء أخضر من الأممالمتحدة. وقام معارضون من دعاة السلام بالتعبير عن استيائهم في وجه رئيس الوزراء جون هاورد والقادة العسكريين الذين اختلطوا بعائلات الجنود المغادرين الى الخليج على متن حاملة الطائرات "كانيمبلا" من مرفأ سيدني. ومن المقرر ان تغادر وحدات كوماندوس من القوات الخاصة الاسترالية اليوم الى الشرق الأوسط، منطلقة من بيرث. وفوجئت استراليا الاربعاء باعلان رئيس الوزراء المحافظ جون هاورد، أحد أكبر أنصار سياسة الحزم التي يتبعها الرئيس الاميركي جورج بوش حيال العراق، عن مغادرة هذه الكتيبة الأولى من العسكريين. ولم تقرر استراليا، حتى الآن، ما إذا كانت ستنضم الى أي هجوم على العراق، وتقول ان الهدف من ارسال السفينة "كانيمبلا" هو "تأقلم" قوة قوامها 350 جندياً على متنها على أحوال الشرق الأوسط للاستعانة بهم إذا دعت الحاجة. الى ذلك، أجرى رئيس الأركان البريطاني الأميرال مايكل بويس امس محادثات مع نظيره التركي الجنرال حلمي اوزكوك تركزت على الأزمة العراقية. ولم يدل الأميرال بأي تصريح للصحافيين. وتأتي زيارة رئيس الأركان البريطاني الى تركيا اثر زيارة الاثنين لنظيره الاميركي الجنرال ريتشارد مايرز الذي بحث في الأزمة العراقية مع المسؤولين الاتراك. على صعيد آخر، نفى ضابط في سلاح البر الفرنسي امس ان يكون طلى آلياته ودباباته بلون "الصحراء" تحسباً لاحتمال مشاركة فرنسا في حرب على العراق. واخذ وزير الدفاع الالماني السابق فولكر روهي الرئيس الحالي للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان على فرنسا تأكيدها بأنها ترغب في تحاشي اندلاع الحرب "مع طلائها دباباتها بلون الصحراء كي تكون مستعدة لكل الاحتمالات".