صعّدت واشنطن تهديداتها ضد بغداد مع اعلان وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون امس ارسال تعزيزات عسكرية جديدة من بينها ارسال سبع سفن اضافية الى الخليج، كما بحث البنتاغون في دور القوات الاميركية في العراق بعد الحرب من دون استبعاد إسناد مهمة حكم العراق الى القوات الاميركية لاسابيع او شهور بعد عزل الرئيس صدام حسين. وفي غضون ذلك اعلنت واشنطن ان طائرات من التحالف الاميركي البريطاني قصفت منشآت للاتصالات في جنوبالعراق. وعلى صعيد الاستعدادات للحرب المحتملة على العراق ايضاً، ذكرت تقارير اعلامية بريطانية ان لندن ستعلن غداً نشر 14 ألف عسكري في الخليج. وفي مقابل ذلك رفضت المانيا طلب واشنطن الى الحلف الاطلسي نشر صواريخ "باتريوت". الى ذلك اعلنت تشيخيا ان اكثر من مئة جندي من قواتها سيغادرون نهاية الشهر الى الكويت للقيام بتدريبات لتعزيز وحداتها المتخصصة في الاسلحة الكيماوية. صعد البنتاغون تهديده ضد بغداد مع اعلان تعزيزات عسكرية مستمرة وبينها على الارجح اسطول من حاملات الطائرات، ويمارس الضغط على الدول المجاورة كي تساهم في حرب محتملة ضد العراق. ووقع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اخيراً أوامر بنشر حوالى 62 الف رجل في الخليج ما سيرفع الى اكثر من 150 الفاً عدد الجنود الاميركيين في هذه المنطقة والدول المجاورة بحلول منتصف شباط فبراير. ويقول البنتاغون ان عديد القوات الاميركية سيرتفع بسرعة كبرى. وقال الناطق العسكري الكولونيل دايف لابان الجمعة انه حتى الآن هناك حوالى 66 الف جندي في الشرق الاوسط بينهم 20 الفاً في الكويت وعددهم سيرتفع مع وصول السفن. وذكر بأن أوامر رامسفيلد تتعلق "بتعزيز القدرات لكنها تترك لمختلف الاسلحة الجو والبر والبحرية والمارينز حرية اختيار الوحدات" واعلان مغادرتها. سبع سفن وأبحرت الجمعة سبع سفن حربية من كاليفورنيا الى الخليج وعلى متنها عشرة آلاف عسكري من عناصر المارينز والبحرية الاميركية. وبين السفن "يو اس اس بونوم ريتشارد" التي تنقل مروحيات وطائرات "هاريير". وفي كامب لوجون كارولاينا الشمالية، شرق تلقى سبعة آلاف عنصر من المارينز خطة عملهم يومي الاربعاء والخميس "لكنهم لن يغادروا من دون شك على الفور" كما اعلنت الناطقة العسكرية اللفتانت ماريسول كانتو لوكالة فرانس برس. وقالت الناطقة ان ثلاثة آلاف جندي من هذه الوحدة ينتمون الى الفيلق الثاني من المارينز وسيرافقهم اربعة آلاف لوجستي من مجموعة الدعم الثانية. ويفكر وزير الدفاع الاميركي في ارسال اربع حاملات طائرات اضافية الى المنطقة. وقال البنتاغون ان هذه الفكرة "عرضت" في اطار أوامر الانتشار الجديدة التي اصدرها رامسفيلد. وحاملة الطائرات كونستلايشن موجودة في الخليج وهاري ترومان في البحر المتوسط. وطلبت البحرية الاميركية من حاملة الطائرات "ابراهام لنكولن" ان تكون مستعدة في غرب المحيط الهادىء كما وضعت حاملتي طائرات اخريين "كيتي هوك" في اليابان و"جورج واشنطن" على الساحل الشرقي للولايات المتحدة في وضع تأهب للابحار في غضون 96 ساعة. ويقول خبراء ان زيادة عدد القوات الآن تعطي القوات الاميركية القدرات اللازمة لشن هجوم عسكري كبير على العراق. نشر "باتريوت" لكن مجلة "دير شبيغل" الالمانية اكدت في عددها الذي يصدر غداً ان الحكومة الالمانية رفضت الطلب الاميركي الى حلف شمال الاطلسي في حال نشوب نزاع مع العراق يقضي بنشر بطاريات صواريخ "باتريوت" الاعتراضية لحماية تركيا. ورداً على سؤال عن هذه المعلومات اعلن الناطق باسم الحكومة الالمانية ان "الاميركيين يجرون حالياً مشاورات مع الحلف الاطلسي والمحادثات سرية". وذكرت المجلة ان المانيا وهولندا فقط قادرتان على تأمين بطاريات صواريخ "باتريوت" الاعتراضية، فالاولى تملك 30 منها والثانية خمسة. ويعني نشر هذه الصواريخ الالمانية ارسال مئات الجنود الالمان الى شرق الاناضول. وقرر المستشار الالماني غيرهارد شرودر ووزيرا الخارجية يوشكا فيشر والدفاع بيتر شتروك رفض هذا الطلب "بضمير مرتاح" كما نقلت المجلة عن مستشار لشرودر. وفي مقابل ذلك، اعلن وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك في حديث الى صحيفة "هاندلسبلات" الالمانية التي تصدر غداً، تأييده تقديم بلاده مساعدات انسانية لجرحى اميركيين محتملين في حال حصول هجوم على العراق. العراق بعد الحرب وفي واشنطن، صرح مسؤولون عسكريون اميركيون بأنه قد يتم اسناد مهمة حكم العراق للقوات المسلحة الاميركية لأسابيع او شهور بعد نجاح اي عملية عسكرية لعزل الرئيس صدام حسين. وقال المسؤولون ان الولاياتالمتحدة تعمل في شأن خطط لخلق الاستقرار اللازم في حال اسقاط صدام كي يشكل العراقيون حكومة جديدة نيابية في بغداد. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية طلب عدم نشر اسمه ان "العمليات العسكرية لا تتوقف في نهاية العمليات الحربية. هناك دور يمكن للقوات المسلحة ان تلعبه يمكن ان يوفر الظروف الملائمة لانتعاش حكومة نيابية". القوات البريطانية وفي لندن، نقلت صحيفة "ذي صن" الشعبية امس عن مصادر وزارية قولها ان وزير الدفاع البريطاني جيف هون سيعلن غداً نشر ما لا يقل عن 14 الف عنصر من القوات المسلحة في الخليج استعداداً للحرب المحتملة على العراق. واوضحت الصحيفة ان سبعة آلاف عنصر من الفرقة الاولى المسلحة ومقرها في المانيا، سيرسلون الى الخليج مع 150 دبابة على الاقل من نوع "تشالنجر-2". واضافت ان مجموعة ثانية تضم سبعة آلاف عنصر من وحدات النخبة في الكتيبة السادسة عشرة للهجوم الجوي ستنشر ايضاً في هذه المنطقة. وبذلك سيرتفع عديد القوات البريطانية في الخليج الى 25 الفاً. الاستراليون يؤيدون من جهة اخرى، جاء في استطلاع للرأي نشرته صحف عدة كبرى في سيدني وميلبورن امس ان 62 في المئة من الاستراليين يعتبرون انه لا يجوز ان تدخل بلادهم في صراع مسلح في العراق الا بشرط واحد وهو ان تكون الحرب بموافقة الاممالمتحدة. وأقر 6 في المئة فقط من الاستراليين ارسال قوات الى العراق من دون موافقة الاممالمتحدة. واعتبر شخص من ثلاثة ان حرباً ضد العراق امر غير مقبول مهما كانت الظروف، حسب الاستطلاع. قصف منشآت في جنوبالعراق على صعيد آخر، اعلن الجيش الاميركي ان طائرات من التحالف الاميركي - البريطاني قصفت منشآت عراقية للاتصالات في موقعين في جنوبالعراق الجمعة رداً على اطلاق الدفاعات الجوية العراقية النار على طائرات للتحالف. وقصفت المقاتلات موقعين تابعين للشبكة البصرية بين الكوت وعين الناصرية. قوات تشيخية من جهة اخرى، قال وزير الدفاع التشيخي ياروزلاف تورديك امس ان 107 جنود تشيخيون سيغادرون الى الكويت في نهاية الشهر الجاري في مهمة تستهدف تعزيز الوحدة التشيخية المتخصصة في الاسلحة الكيماوية والبيولوجية المتمركزة فيها. ونقلت "وكالة الانباء الكويتية" عن تورديك الذي كان تحدث الى الصحافيين في تصريح نقلته "وكالة الانباء التشيخية" ان الوحدة تقوم بتدريبات مع القوات الاميركية في دولة الكويت منذ عام تقريباً للمساهمة في جهود مكافحة العمليات الارهابية. ويأتي تصريح تورديك عقب موافقة البرلمان التشيخي امس على مشاركة الجيش في الحملة العسكرية المحتملة على العراق. وكانت الولاياتالمتحدة طلبت من الحكومة التشيخية ارسال الوحدة الخاصة التي شاركت في حرب تحرير الكويت عام 1991 والقادرة على اكتشاف مواد بيولوجية وكيماوية.