ما حصل في قائمة مرشحي "ليكود" للانتخابات المقبلة لجهة تفوق أنصار المنافس المهزوم على زعامة الحزب بنيامين نتانياهو على أنصار زعيم الحزب ارييل شارون، تكرر في حزب العمل. اذ تفوق أنصار الزعيم السابق للحزب بنيامين بن اليعيزر على أنصار الزعيم الجديد للحزب عمرام متسناع، الأمر الذي يعد خسارة للتيار اليساري في الحزب. اعتبر الزعيم السابق لحزب العمل، أبرز صقوره بنيامين بن اليعيزر، قائمة مرشحي الحزب للكنيست الجديدة التي افرزتها الانتخابات الداخلية أول من امس جيدة لأنها تبث رسالة الى ناخبي تيار الوسط وعبر عن ارتياحه للنتائج قائلاً: "كنت أخشى ان تكون القائمة يسارية متطرفة". وحقق الوزير السابق الجنرال في الاحتياط ماتان فلنائي انجازاً باهراً بحلوله أولاً في الانتخابات التمهيدية ليدرج رابعاً على لائحة الحزب بعد تخصيص الأماكن الأولى لزعيم الحزب عمرام متسناع وبن اليعيزر وشمعون بيريز. وسارع فلنائي الى القول انه سيعانق متسناع من اليمين "لأن بعض مواقفه السياسية متهاون جداً". وجاء رئيس الكنيست ابراهام بورع ثانياً تلته الوزيرة دالية ايتسيك والوزير الصقر افرايم سنيه. وحملت النتائج مفاجآت بإبعاد عدد من حمائم الحزب عن الأماكن المضمونة وفي مقدمهم الوزير السابق يوسي بيلين والنواب تسالي ريشف ويوسي كاتس، ما يؤكد نجاح معسكر بن اليعيزر في بسط سيطرته على اعضاء الحزب الذين اطاحوه عن زعامة الحزب قبل أقل من شهر. وجاءت الانتخابات بوجوه جديدة أبرزها رئيس "موساد" السابق داني ياتوم والأمين العام للحكومة السابقة اسحاق هرتسوغ والوزيرة السابقة الحمائمية يولي تمير. وانتخب الناشط العربي في الحزب غالب مجادلة في المرتبة ال20 خلفاً للنائب نواف مصالحة وجاء بعده الوزير السابق صالح طريف في المكان المخصص للدروز. وعبر عدد من أعضاء الحزب عن امتعاضهم من قيام بن اليعيزر وأنصاره بتوزيع "قوائم تصفية" أرادوا منها اضعاف معسكر متسناع وتصفية الحساب مع بيلين الذي قاد الحملة لإطاحة بن اليعيزر عن زعامة الحزب. واقترح النائب ايفي اوشعيا على بيلين ان يحل محله في المكان ال25، غير المضمون أصلاً حيال استطلاعات الرأي بأن لا ينجح "العمل" في الفوز بأكثر من 20 - 23 مقعداً في الكنيست الجديدة. ورأت زعيمة حركة "ميرتس" سابقاً ان الثلاثي بن اليعيزر وبيريز وسنيه الذي منح الشرعية "للأعمال البربرية التي أقدمت عليها حكومة الوحدة الوطنية ضد الفلسطينيين" سيكبل يدي متسناع الذي يتقدم للناخب الاسرائيلي بطرح سياسي جديد. الى ذلك، انشغل المعلقون الاسرائيليون في الشؤون الحزبية في قراءة نتائج انتخاب اللجنة المركزية لحزب "ليكود" اليميني وقائمة الحزب للانتخابات الوشيكة، واتفقوا على اعتبارها انتصاراً مهماً لصقور الحزب بزعامة بنيامين نتانياهو وانها ستنعكس حتماً على سلوك رئيس الحكومة شارون لدى تكليفه المتوقع بتشكيل الحكومة الجديدة. ولفت هؤلاء، باستهجان واضح، الى حقيقة ان شارون أضحى الشخصية الأكثر اعتدالاً في الحزب. وكتب دان مرغليت في صحيفة "معاريف" ان شارون تلقى صفعة مدوية، اذ يترأس قائمة لا يتفق اقطابها في الأماكن العشرة الأولى مع سياسته متوقعاً ان يضطر شارون الى ابقاء نتانياهو في منصبه وزيراً للخارجية "إذا أراد الهدوء داخل حزبه". واضاف ان شارون سيكون رئيس حكومة "وحيداً في برج دبابته" بعدما نجح مركز ليكود في تكبيل يديه ورفض السلام "ولم تعد مسألة التنازلات المؤلمة من صلاحيته وحده".