ساد شعور بالقلق بين الوسطاء في بورصة النفط الدولية في لندن امس بعدما اقترب سعر برميل خام القياس الاوروبي "برنت" من حدود 32 دولاراً تسليم شباط فبراير المقبل، محققاً نصف دولار زيادة على سعر اقفاله اول من امس وبعدما تجاوز سعر "سلة اوبك" 30.5 دولار للبرميل وارتفاع الخام الاميركي الخفيف الى 33.8 دولار للبرميل. ويخشى الوسطاء والمحللون من ان يؤدي اختفاء الامدادات العراقية، فور بدء الحرب، الى بلوغ البرميل مستوى 40 دولاراً "حتى لو بقيت الامدادات من دول مجاورة على مستوياتها". ويعود قلق الوسطاء والمتعاملين الى ان "الحرب على العراق قد تؤدي الى الضغط باقصى الحدود على القدرات الانتاجية لاحتياط دول اوبك وحتى للدول المنتجة من خارجها" كما قال ستيف تيرنر المحلل في "كومرزبنك". ارتفع سعر برميل "برنت" الخميس في تعاملات نشطة في بورصة لندن الى70،31 دولار بعدما اكد رئيس لجنة الاممالمتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش هانس بليكس في بروكسيل ان على العراق ان يبذل جهوداً اكبر لتجنب الحرب. ووصل "برنت" في عقود شباط الى 80،31 دولار قبل ان يستقر على سعر 31.7 دولار بعدما فتح على 36،31 دولار في سلة الاسعار مرتفعاً من 22،31 دولار لاغلاق الاربعاء. ويبقى برنت على اعلى مستوى له منذ عامين حيث لم يصل الى هذا السقف منذ الأول من كانون الاول ديسمبر 2000 حين وصل الى 32،32 دولار. وقال روبرت لاغلين المتعامل في شركة "جي ان آي" للوساطة ان "ارتفاع الاسعار ناجم عن تعليقات بليكس حول تفاقم الوضع في العراق" مشيرا الى ان العراقيين "لا يقدمون ما يكفي من المعلومات". واضاف لاغلين: "يبدو اننا نتجه تدريجاً الى حرب في العراق لا يريدها احد". وقال ديفيد توماس المحلل في "كومرزبنك" ان "المسألة العراقية تبقي السوق في حال غليان مستمرة حيث تشكل عاملا اساسياً يفسر ارتفاع الاسعار". وكان التداول بخام "برنت" فتح على ارتفاع مع تفاقم المخاوف من حدوث نقص كبير في الامدادات ناجم عن الاضراب الفنزويلي المستمر منذ ستة اسابيع وشبح الحرب في العراق. وفتح "برنت" في عقود شباط، التي انتهى التعامل فيها امس مرتفعاً ثمانية سنتات ليصل الى 31.30 دولار للبرميل في حين ارتفعت عقود آذار مارس ستة سنتات الى 30.20 دولار للبرميل. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف سنتين الى 33.32 دولار للبرميل على شبكة اكسيس للمعاملات الالكترونية. ثم الى 33.86 دولار. واغلقت اسعار النفط الاربعاء مرتفعة 60 سنتاً بعدما طلبت الولاياتالمتحدة من حلفائها في حلف شمال الاطلسي المساندة في حال نشوب حرب في العراق، واظهرت بيانات المخزونات الرسمية ان احتياطات الخام الاميركية انخفضت الى مستويات شبه حرجة. واوردت ادارة معلومات الطاقة الاميركية حدوث انخفاض كبير في احتياطات النفط الخام وقالت ان المخزونات تزيد الآن قليلاً على الحد الادنى الذي تحتاجه المصافي قبل ان تضطر لخفض انتاج البنزين ووقود التدفئة. ودعا معهد النفط الاميركي، وهو مؤسسة خاصة تمثل صناعة النفط في الولاياتالمتحدة، الى عدم استخدام الاحتياط الاستراتيجي الذي تملكه الحكومة الاميركية على رغم الانخفاض الشديد في المخزونات الاميركية بسبب الاضرابات المستمرة في فنزويلا منذ اكثر من شهر. وقال كبير المحللين في المعهد جون فيلمي في مؤتمر صحافي عقده الاربعاء "لا ارى سبباً لاستخدام الاحتياط الاستراتيجي من النفط في الوقت الراهن". واضاف "يجب الا نلمس هذا الاحتياط... ولا يمكن اعلان حال الطوارئ الآن اعتماداً على الاحصاءات". وكان المعهد نفسه اعلن ان مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة انخفضت بمعدل 3،3 مليون برميل الاسبوع الماضي اي اقل من نصف الارقام التى اعلنتها وزارة الطاقة الاميركية. يُشار الى ان الاحتياط الاستراتيجي من النفط في الولاياتالمتحدة عبارة عن مخزونات حكومية وخاصة تستخدم عند الحاجة لسد النقص في امدادات السوق. وكانت هذه المخزونات تقررت في عهد الرئيس جيرالد فورد عام 1975 بعد الازمة النفطية الاولى عام 1973-1974. واستنادا الى معهد النفط الاميركي فان المخزون الاستراتيجي الحالي يعادل 600 مليون برميل وهو الاعلى منذ 1975 ويوازي استيراد الولاياتالمتحدة لمدة 300 يوم من نفط الشرق الاوسط.