فتحت ردود الفعل الإيجابية التي تلقتها المطربة السورية وعد البحري على كليبها الغنائي الجديد «أنام شلون»، كلمات علي الغامدي وألحان أحمد محيي وتوزيع مدحت خميس، شهيتها للتفكير جدياً في تقديم أغنيات خليجية، وتعقد حالياً جلسات مع عدد من الشعراء والملحنين المتخصصين في الأغنيات الخليجية لاختيار عدد من الأعمال الجديدة. وقالت البحري ل «الحياة» إن اتجاهها إلى الأغنيات الخليجية جاء بعدما اكتشفت أن جمهور الخليج ذوّاق ويحترم الطرب والأغاني الأصيلة، ويعشق الشعر ويأنف الفن الهابط. وأكدت أن الغناء بلهجات مختلفة يعد مهارة وليس محرّكه العائد المادي، كما يروّج البعض. وأضافت: «لو كان كذلك لأمكن تقديمه في قاعات مغلقة يتم نسيانها بمجرد الانتهاء منها. وأنا أحب تقديم أعمال تعيش إلى الأبد، ولدي القدرة على الغناء بكل اللهجات العربية، ومنها المصرية والشامية والخليجية والمغاربية وأيضاً بالإنكليزية والتركية، إلى جانب الأغاني التراثية والحديثة والشبابية. وبصفة عامة أختار الأغنية التي تحتوي على فكرة جديدة، ويكون موضوع كلماتها جديداً واللحن غير مكرر أو منسوخاً من أي أغنية أخرى». ولفتت إلى أن ألبومها الذي طرحته في بداية العام الحالي تأثر كثيراً بالأحداث السياسية التي يمر بها العالم العربي، خصوصاً أنها كانت تعلّق عليه أمالاً كبيرة، وهو ما دفعها لأن تجمع فيه بين الرومانسي والطربي والجاز والهيب هوب. كما ضم أغنية هي عبارة عن معالجة اجتماعية حول حقوق المرأة. وتعترف البحري بأن العلاقات الشخصية والشللية في الوسط الفني محبطة للفنان «خصوصاً للفنانين الحقيقيين، وهذا في رأيي سبب عدم وجود طفرة فنية، إذ لدينا إفلاس فني، وأصبحنا نملك فنانين حقيقيين يعدون على أصابع اليد الواحدة». وتشير إلى أن ثورات الربيع العربي أثرت سلباً في سوق الأغنية. وتقول: «كل أنواع الفنون تأثرت سلباً، وفي مقدمها الغناء الذي يحتاج إلى هدوء واستقرار، سواء لإطلاق الألبومات الغنائية، أو لإقامة المهرجانات والحفلات». وعن رأيها في الفيديو كليب والأغنيات المنفردة، وما إذا كان يمكن أن تكون بديلة للفنان من الألبوم، تجيب: «أنا معها كبداية أو مقبلات، لجس نبض السوق والشارع، وتعريف الجمهور بالفنان، وحفظ حقوقه الفنية على الأقل، ولكن يبقى الألبوم هو الجوهر». وكشفت أنها لم تدرس الغناء دراسة أكاديمية، بل «ورثت حلاوة الصوت من أمي وجدتي اللتين تتمتعان بصوتين رائعين. وبعدما حصلت على بكالوريوس في إدارة الأعمال، درست الموسيقى بشكل شخصي ولم التحق بأي معهد متخصص، وأن تدربت على أيدي أساتذة متخصصين، كما درست أساسيات العزف على آلة العود على الموسيقار نصير شمة». وترى البحري أن غناء شارات المسلسلات التلفزيونية يمثل أحد المتنفسات المهمة للمغني في ظل حالة الركود في سوق الكاسيت. وتقول: «بعد مسلسل أسمهان غنيت تترات مسلسل «مسألة كرامة» لحسن يوسف وعفاف شعيب وريم البارودي، إلى جانب 32 رباعية داخل أحداث المسلسل. ومن المقرر أن أغني في مسلسل «مداح القمر» الذي يتناول قصة حياة الموسيقار الراحل بليغ حمدي عدداً من الأغنيات». أما برامج المسابقات الغنائية المنتشرة حالياً فترى المطربة السورية أنها «مهمة لاكتشاف المواهب الجديدة، وعليها توظيف الأصوات الجيدة التي تظهر من خلالها وتتبناها في شكل صحيح، وأن لا يقتصر الاهتمام على فترة البرنامج». ولا تفكر البحري في التمثيل مثل بعض زميلاتها من المطربات، «أفضل التخصص في الغناء، ولا أحب تشتيت ذهني في شيء غيره، خصوصاً أنني لم أجرب نفسي في التمثيل».