ذكرت مصادر عسكرية اميركية ان واشنطن ربما تحتاج الى 350 ألف رجل في الحرب المحتملة على العراق، في غضون ذلك أعلن ناطق باسم الرئيس جورج بوش انه لم يحدد جدولاً زمنياً مسبقاً للتدخل في العراق. وعلى صعيد آخر، نفى وزير الخارجية الارلندي بريان كوين ان يكون مطار شانون في ارلندا استخدم لنقل معدات حربية اميركية الى الخليج، فيما أعلن ان قوات اميركية وصلت أخيراً الى اسرائيل حيث تشارك في مناورات عسكرية مشتركة. وذكرت معلومات صحافية ان واشنطن تريد نشر مقاتلات خفية في تركيا. أعلن آري فلايشر الناطق باسم الرئيس جورج بوش الاثنين ان الرئيس الاميركي لم يضع جدولا زمنيا مسبقا في شأن تدخل عسكري محتمل في العراق. ورداً على ان بوش كان شدد على الاممالمتحدة لاعتماد قرار يأمر بغداد بنزع اسلحتها بسرعة، اجاب آري فلايشر "ان الرئيس طلب في 12 ايلول سبتمبر ان يتم اعتماد قرار ينص على عودة المفتشين خلال ايام او اسابيع وليس خلال شهور". وتابع: "تم اعتماد القرار بعد شهرين وهو ينص على عودة المفتشين الى العراق مع تعزيز نظام التفتيش وهذه العملية لا تزال جارية وهي تتضمن سلسلة من التواريخ والمراحل التي بدأ تنفيذها". واضاف: "ان الرئيس لم يحدد جدولا زمنيا" لتدخل عسكري محتمل ضد النظام العراقي في حال رفضت بغداد ازالة ما تملك من اسلحة الدمار الشامل كما تطلب منها الاممالمتحدة. واكد ان "لا شيء تغير في هذا الشأن". ورددت وزارة الخارجية الاميركية صدى هذه التصريحات. وقال الناطق باسمها ان "المشكلة ليست جدولا زمنيا اعتباطيا. المشكلة هي نزع سلاح العراق". تحريك قوات اميركية الى ذلك، نقلت شبكة التلفزيون الاميركية "اي بي سي" معلومات عن مصادر عسكرية اميركية تفيد ان الولاياتالمتحدة ربما تحتاج الى اكثر من 350 الف رجل لمهاجمة العراق والتمكن لاحقا من احتلاله، وهو رقم يتجاوز ما كان يعتقد الرئيس جورج بوش بأنه كاف. ويتزامن نقل هذه المعلومات عن مصادر لم تكشف هويتها مع اعطاء وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أوامر بارسال مزيد من القوات الى منطقة الخليج ما سيرفع عدد الجنود الاميركيين في المنطقة الى نحو 150 الف رجل في منتصف الشهر المقبل. وافاد مسؤولون في مشاة البحرية الاميركية المارينز ان اكثر من خمسين الف جندي من المارينز بينهم القسم الاكبر من القوة المتمركزة في كامب بندلتون كاليفورنيا تلقوا اوامر بالانتشار في منطقة الخليج. وذكر التلفزيون ان هذا الانتشار يمكن الا يكون سوى البداية على ان يرتفع العدد الى اكثر من 350 الف رجل لاحقا. وتوضح شبكة التلفزيون الاميركية ان عدد الجنود سيكون مرتبطا بالنجاحات التي سيحرزها الجيش في المراحل الاولى من الحرب، وبقوة المقاومة العراقية، وفي ما اذا كان العراقيون سيستخدمون السلاح الكيماوي. ونقلت شبكة "اي بي سي" عن مسؤولين اميركيين قولهم انه من الممكن جداً ان تحتل الولاياتالمتحدة بعض مناطق العراق وتأمين الغذاء اللازم للملايين من سكانها، في الوقت الذي تواصل القتال لاحتلال مناطق اخرى من البلاد. الخبراء الاميركيون في انجرليك من جهة اخرى، اوردت صحيفة "ملييت" أمس ان الولاياتالمتحدة تريد نشر مقاتلات خفية في تركيا في حال شن حرب على العراق مشيرة الى ان ال150 خبيراً عسكريا اميركيا الذين وصلوا اخيرا الى تركيا مكلفون اساسا بتفقد المطارات لهذا الغرض. وان واشنطن تريد نشر طائرات "اف 117" و "بي-2" قادرة على تجنب الرادارات العراقية في حال نشوب نزاع. ووصل الخبراء الاميركيون الاثنين الى قاعدة انجيرليك الجوية في جنوبتركيا حيث توجد نحو خمسين طائرة اميركية وبريطانية مكلفة مراقبة منطقة الحظر الجوي في شمال العراق. وسيتفقد الخبراء ضمن فرق صغيرة خلال العشرة ايام المقبلة عددا من المطارات والموانئ العسكرية. وبحسب صحيفة "ملييت" سيتفقد الخبراء الاميركيون، خصوصاً مطارات ديار بكر وباتام وملطية - ارهاك وكورلو وموس في الجنوب - الشرقي قرب الحدود العراقية، اضافة الى ميناءي مرسين واسكندرون على ضفاف المتوسط. ارلندا تنفي المساعدة في نقل معدات حربية وفي ارلندا، نفى وزير الخارجية بريان كوين استخدام طائرات عسكرية اميركية مطار شانون في غرب ارلندا لنقل معدات حربية الى منطقة الخليج. وكان متظاهرون نصبوا خيماً خارج المطار الذي يزعمون بأنه يستخدم مركزاً للقوات الاميركية التي تنقل الى منطقة الخليج. وقال كوين: "ان استخدام المطار من قبل القوات الاميركية أمر مخالف لقوانيننا الحيادية في ارلندا". 200 جندي اميركي لمناورات في اسرائيل وفي القدسالمحتلة، قالت مصادر أمنية امس ان نحو 200 جندي اميركي وصلوا الى اسرائيل في الأيام القليلة الماضية للاشتراك في مناورات عسكرية مشتركة في الوقت الذي تستعد الدولة اليهودية لإعلان حال التأهب تحسباً لضربة اميركية محتملة ضد العراق. وذكرت المصادر ان القوات الاميركية احضرت معها ثلاث بطاريات صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ لاستخدامها في المناورات التي تجري كل سنتين وتغير موعدها لتسبق أي عملية اميركية في العراق. إلى ذلك، أعلن ناطق باسم القوات الأميركية في الكويت أمس أن قيادة هذه القوات بدأت برنامجاً للتطعيم ضد الجدري، تحسباً للرد على هجمات محتملة ضد وحداتها بواسطة جرثومة الجدري. وأوضح أن أول العسكريين تلقياً للطعم سيكونون أفراد مكافحة الجدري والعاملين في العيادات والمستشفيات، ثم سيعمم ذلك على الجنود في باقي الوحدات إلا من يتم استثناؤهم إدارياً أو طبياً. وأشار إلى أن القيادة تعتبر تطعيم أفراد القوات قبل التعرض للهجوم هو أفضل طريقة لضمان حماية هذه القوات وحتى تتمكن من متابعة مهماتها.