وصف محلل عسكري سيناريو الحرب ضد العراق بأنه سيشبه العمليات العسكرية في الحرب العالمية الثانية ، معترفا بان عمليات القوات الخاصة ستقترن بهجوم على الأرض. وكتب المحلل العسكري وليم اركين في صحيفة "لوس انجلس تايمس" ان حربا محتملة في العراق ستشبه العمليات العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية وحرب الخليج (1991)، أكثر منها حرباً مستقبلية. وقال ان "رامسفيلد أقر خطة حرب للعراق تشبه انزال النورماندي عام 1944 وعمليات الحرب العالمية الثانية، أكثر مما تشبه رؤيته المميزة لحرب مرنة وخاطفة"، مشيرا الى ان هذه الخطة تنص على اللجوء الى القوات الخاصة والعمليات الاستخبارية، إلا ان هذه لا يفترض ان تشكل الجهد الاساسي الذي سيسمح بالسيطرة على البلاد. وذكر ان عمليات القوات الخاصة ستقترن ب"نوع من الهجوم على الارض حصل تدريب الجيش وتجهيزه على اساسه منذ بداية الحرب الباردة". جاء ذلك في الوقت الذي يتواصل فيه تدفق القوات الاميركية الى المنطقة، اذ اعلن مسؤول عسكري اميركي في الدوحة رفض ذكر اسمه ان مركز القيادة المتقدم الذي أقيم في قطر ينتظر وصول ما بين 800 والف خبير استراتيجي من جميع رتب الجيش الاميركي وفروعه قبل نهاية هذا الشهر. 350 ألف رجل للهجوم في غضون ذلك نقلت شبكة التلفزيون الأميركية "اي بي سي" معلومات عن مصادر عسكرية أميركية تفيد بان الولاياتالمتحدة قد تكون بحاجة الى اكثر من 350 الف رجل لمهاجمة العراق والتمكن لاحقا من احتلاله، وهو رقم يتجاوز ما كان يعتقد الرئيس جورج بوش انه كاف. ويتزامن نقل هذه المعلومات عن مصادر لم تكشف عن هويتها مع إعطاء وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد أوامر بإرسال المزيد من القوات الى منطقة الخليج ما سيرفع عدد الجنود الأميركيين في المنطقة الى نحو 150 الف رجل في منتصف الشهر المقبل. وأفاد مسؤولون في المارينز ان أكثر من 50 الف جندي من المارينز بينهم القسم الأكبر من قوة المارينز المتمركزة في كامب بندلتون (كاليفورنيا) تلقوا أوامر بالانتشار في منطقة الخليج. وحسب التلفزيون فان هذا الانتشار يمكن ألا يكون سوى البداية على أن يرتفع العدد الى اكثر من 350 الف رجل لاحقا. وتوضح شبكة التلفزيون الأميركية أن عدد الجنود سيكون مرتبطا بالنجاحات التي سيحرزها الجيش في المراحل الأولى من الحرب، وبقوة المقاومة العراقية، وفي ما اذا كان العراقيون سيستخدمون السلاح الكيميائي. ونقلت شبكة "اي بي سي" عن مسؤولين أميركيين قولهم انه من الممكن جدا أن تقوم الولاياتالمتحدة باحتلال بعض مناطق العراق وتأمين الغذاء اللازم للملايين من سكانها، في الوقت الذي تواصل فيه القتال لاحتلال مناطق أخرى من البلاد. وفي بودابست، اعلن المسؤول في وزارة الدفاع المجرية ايشتفان غينيسي ان 150 رجلاً من الشرطة العسكرية الاميركية وصلوا الى قاعدة تاشار للاشراف على تدريب ثلاثة آلاف من العراقيين المقيمين في المنفى. وفي أنقرة، كشف مسؤول في السفارة الاميركية ان مسؤولين اميركيين وصلوا الى تركيا لتفقد القواعد الجوية ومنشآت اخرى قد تستخدم في اي هجوم على العراق. ونفى مصدر في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان تكون القوات والعتاد الاميركية التي تنقل الى الخليج في رحلات جوية تجارية هدفا لهجمات ارهابية محتملة، واصفاً المعلومات الصحافية في هذا الشأن بأنها مغلوطة. وفي لندن، بث تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان قوات بريطانية مختصة في المسائل اللوجيستية وصلت الى الكويت لاعداد تدخل محتمل في العراق، موضحا ان الفرقة اللوجيستية ال102 ستكلف بعمليات النقل وتزويد القوات الارضية المنتشرة في المنطقة. وكان ابحار حاملة الطائرات "آرك رويال" السبت الماضي اعطى اشارة انطلاق تعزيز الحضور العسكري البريطاني في منطقة الخليج.