تكثفت الاتصالات والمحادثات الاقليمية في ايران على خلفية الحرب الاميركية المتوقعة على العراق. وتسلم الرئيس الايراني محمد خاتمي رسالة من أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح حملها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الصباح، فيما اجرى رئيس الوزراء التركي عبدالله غل محادثات أمس في طهران التي سيصلها الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء. أكد الرئيس محمد خاتمي لدى استقباله الشيخ صباح الأحمد أمس انه "على رغم الخسائر التي تكبدتها ايرانوالكويت جراء مهاجمتهما من جانب العراق، فإن طهران لا توافق على شن أي هجوم عسكري أجنبي على العراق"، وشدد على ضرورة تسوية الأزمة بصورة سلمية من خلال انصياع العراق للقرارات الدولية الصادرة عن الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وحذر من استغلال اسرائيل "الأجواء الحالية من أجل التمادي في قمعها للشعب الفلسطيني". واعتبر خاتمي ان "تقدم المنطقة واستقرارها بحاجة الى استتباب الأمن"، وانه "لا بد من البحث عن جذور الأمن من داخل هذه المنطقة للحيلولة دون التوغل والوجود الأجنبي فيها". وركز نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية على خطورة الوضع في المنطقة، وضرورة امتثال العراق للقرارات الدولية من أجل انقاذ شعبه من الكارثة. ووصف العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي بأنها "طيبة"، مشيراً الى إمكان تسوية بعض المشاكل القائمة من خلال التعاون وتبادل الآراء. وكانت الأزمة العراقية في صلب المحادثات التي اجراها رئيس الوزراء التركي عبدالله غل مع المسؤولين الايرانيين، خصوصاً الرئيس محمد خاتمي. وحذرت طهران بلسان نائب الرئيس محمد رضا عارف من خطورة أي قرار احادي الجانب ضد العراق، وقال ان "ايران تعارض أي هجوم على العراق. فالمسألة العراقية يجب أن تحل بالطرق السلمية". ودعا نائب الرئيس الايراني كل الدول الاسلامية والعربية الى التعاون لايجاد حل سلمي للأزمة العراقية. وأضاف: "التجربة اثبتت انه لا يمكننا أن نثق بالولايات المتحدة. فهي ان شنت هجوماً على العراق فإنه لا مجال للشك في أن دور بقية دول المنطقة سيأتي لاحقاً". وقال: "من حسن الحظ ان ايران وتركيا لهما مواقف متقاربة جداً في شأن المسألة العراقية". وقال عارف: "اننا نرى ان أي اعتداء سيحصل، سيمهد لاعتداءات أخرى". ويشير هذا الموقف الى ما كانت اعلنته طهران من أن واشنطن تستهدف تغيير أكثر من نظام في المنطقة بعد الانتهاء من ملف العراق. وتشكل محادثات رئيس الوزراء التركي في طهران صفحة جديدة في ملف العلاقات بين البلدين بعد فوز التيار الاسلامي التركي في الانتخابات. وكان رئيس الوزراء التركي حذر في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في الرياض من خطورة الوضع الحالي في المنطقة، وقال بعد محادثات مع قادة المملكة "ان الوقت يضيق واذا ما نشبت الحرب فسنواجه جميعاً الخطر. لذلك يجب علينا ان نبذل كل ما نستطيع لمنع نشوب الحرب قبل ان يفوت الأوان". واكد تطابق "وجهات النظر السعودية والتركية بشأن ضرورة منع الحرب وايجاد حل سلمي للوضع الراهن في العراق"، واشار الى انه استعرض مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وقادة المملكة خلال محادثاته امس "بعض الآراء والأفكار المطروحة في شأن ايجاد حل سلمي للأزمة" وانه "تم الاتفاق على العمل المشترك لتحقيق الهدف". ورفض الإفصاح عن الآراء والاقتراحات المطروحة. من ناحيته اكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ان المملكة وتركيا تعملان من أجل الإعداد لحل سلمي للوضع الراهن في العراق، واعرب عن تفاؤله بإمكان تجنب الحرب.