وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى هجوم شخصيات من النخب السياسية العربية على الجامعة بأنه "نوع من جلد الذات"، محذراً من أن القضاء عليها "يمثل انتحاراً جماعياً للعرب". وقال موسى في حديث إلى "الحياة" إن الجامعة "أكبر تجمع إقليمي بعد الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، والقضاء عليها يعني انتحاراً جماعياً للعرب، وعلينا أن نعي أن العالم العربي يعيش مرحلة دفاع والجامعة تسعى إلى الانفتاح على المجتمع، ولكن لا يمكن أن أصفق وحدي". وعدّ التطورات على الساحة العراقية "أحد الانجازات التي ساهمت فيها الجامعة من دون أن يلتفت أحد إلى دورها". وأضاف: "إن قرار مجلس الأمن بعودة المفتشين إلى العراق وتأجيل الحرب وليس إلغاؤها أمور لعبت الجامعة دوراً بارزاً فيها وكسب الوقت لمصلحة العرب. ونعمل حالياً على إقناع دول العالم بأن المفتشين يجب أن يمنحوا الفرصة الكاملة لإتمام مهمتهم من دون ضغوط أو محاولات للتأثير في قراراتهم. لدينا في الجامعة برنامج عمل للتعامل مع المسألة العراقية والقضية الفلسطينية، ونسعى إلى تطوير أنفسنا ونستمع إلى النقد ونناقشه. لكن جلد الذات أمر مستغرب. قبل أن نتوجه إلى العالم الخارجي يجب أن نتفق مع أنفسنا. أن وسائل الإعلام العربية تمارس حرباً ضروساً بعضها ضد بعض". ورأى موسى أن "الخلافات مسألة صحية لكن اسلوب التعامل معها يجب أن يتغير، علينا أن نتصالح مع أنفسنا ثم نبدأ بممارسة عمل مشترك". ولاحظ أن مصر والمملكة السعودية وسورية تعرضت لهجوم شديد من جانب وسائل إعلام غربية فاضطرت كل دولة وحدها إلى أن تدافع عن نفسها. لكن هذا لا يكفي والدفاع يجب أن يكون جماعياً". ونفى أن تكون الجامعة فشلت في تسويق صورتها الايجابية، وقال: "وضعنا خطة بعد اختيار الدكتورة حنان عشراوي ناطقاً باسم الجامعة ووافق عليها الجميع، وحددنا مبلغ 20 مليون دولار موازنة حتى نبدأ فلم يأت منها جنيه واحد". ونبه إلى أن العالم العربي يواجه للمرة الأولى في تاريخه تحدياً حقيقياً يتعلق بمستقبله، وأضاف: "استخدمنا كثيراً طوال تاريخنا عبارات من الوزن الثقيل، مثل اللحظات التاريخية والظروف الخطيرة والمواقف الفارقة" حين لم تكن الأوضاع تحتاج إلى مثل تلك العبارات للتعبير عن المعاناة التي نعيشها. وأرى أن كل ذلك يمكن أن يصلح لوصف المرحلة التي يعيشها العرب اليوم". وذكر أنه "لا يمكن إصلاح ما جرى في خمسين عاماً في سنة أو سنتين. بدأنا عملية الإصلاح، ونتمنى أن نستمر فيها ونناقش حتى من يطالبون بحل الجامعة، أما التهجم فنرفضه"، لافتاً إلى دور الجامعة في التعاطي مع الأزمة التي تفجرت إثر إقدام ليبيا على المطالبة بالانسحاب من عضويتها، وقال: "ناقشنا المسؤولين الليبيين وهم أعلنوا الآن أنهم لن يسنحبوا وتليقنا منهم مقترحات سنطرحها على الجميع لمناقشتها". وتمنى أن يدرك الجميع أن تلاقي المواقف العربية واتفاقها "صار ملزماً للجميع قبل أن تؤكل الدول العربية واحدة تلو الأخرى".