أكد الرئيس العراقي صدام حسين ان دول المنطقة وحدها قادرة على منع هجوم اميركي محتمل على العراق. وفيما جدد نائبه طه ياسين رمضان اتهام المفتشين ب"التجسس" قال المستشار عامر السعدي ان لفرنسا "دوراً مهماً" في الجهود الهادفة لحل الأزمة العراقية. ويصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى موسكو غداً، فيما واصل المفتشون عملهم في العراق للأسبوع السادس. اكد الرئيس العراقي صدام حسين أمس ان دول المنطقة وحدها قادرة على منع هجوم اميركي محتمل على العراق. ونقل التلفزيون العراقي عن صدام قوله خلال تسلمه رسالة من رئيس الوزراء التركي عبدالله غل سلمها اليه وزير التجارة الخارجية كورسات توزمن الذي يزور بغداد حاليا ان "فرق التفتيش موجودة، وان التعاون مستمر معها، ولكن اميركا اذا بحثت عن غطاء للعدوان فلا يمنعها غير دول المنطقة". واضاف انه "بالوضوح والافكار الجدية والحوار الاخوي يمكننا الوصول الى افضل الحلول في ميدان التعاون المشترك بما يحقق انجازات كثيرة وقدراً جدياً من استقرار المنطقة". ورأى الرئيس العراقي ان "تركيا التي لا تنقصها الخبرة في الميدان التقني يمكن ان تستثمر خبرتها هذه في الاسواق القريبة منها وبالتحديد في العراق والوطن العربي". وقال التلفزيون ان توزمن سلم صدام رسالة خطية من رئيس الوزراء التركي عبدالله غل تتعلق ب"موقف تركيا مع وحدة العراق وشعبه وجهودها المبذولة لترجمة ذلك على كل الاصعدة". كما تضمنت الرسالة "رغبة الحكومة التركية في توسيع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع العراق وتعزيزه في الميادين كافة، ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الجارين الى ما كان عليه قبل فرض الحصار الجائر انطلاقا من مبادئ حسن الجوار والأخوة والصداقة والدين التي ميزت علاقات العراقوتركيا عبر التاريخ". الى ذلك، قال مستشار الرئيس العراقي اللواء عامر السعدي أمس ان لفرنسا "دوراً مهماً" تقوم به في الجهود الهادفة الى حل الأزمة العراقية. وكان السعدي يتحدث الى صحافيين بعدما استقبل في بغداد وفداً من مواطنين فرنسيين يدعون الى عدم شن حرب على العراق، ورفع الحظر الدولي المفروض عليه. وقال السعدي رداً على سؤال: "بالتأكيد ان لفرنسا دوراً مهماً تضطلع به حتى لا تترك الأمر كله بأيدي الاميركيين والبريطانيين". من جهته، اتهم نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان مفتشي الأممالمتحدة بالتجسس في الوقت الذي تفقد فيه الخبراء امس ثمانية مواقع على الأقل بحثاً عن أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية. ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن رمضان اتهامه الاسبوع الماضي بأن المفتشين ينفذون "عمليات استخبارية" لكنه اكد ان بغداد ستواصل التعاون معهم. ولفت رمضان الى ان المفتشين يقومون بعمليات استخبارية، اذ ان الطريقة التي يباشرون بها عملياتهم والمواقع التي يزورونها لا علاقة لها بأسلحة الدمار الشامل. وأضاف ان العراق، وعلى رغم ذلك، يتعاون مع فرق التفتيش في محاولة لكشف "الأكاذيب". وذكر مسؤولون عراقيون ان خبراء من لجنة الأممالمتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية توجهوا امس الى ثمانية مواقع على الأقل في كل أنحاء العراق. وتوجه فريق من خبراء الصواريخ الى مدينة البصرة في جنوب البلاد، في حين ذهب فريق آخر الى موقعين تابعين لهيئة التصنيع العسكري في الفالوجة على بعد نحو 50 كيلومتراً شمال غربي بغداد. وفتش فريق ثالث منشأة جابر بن حيان التابعة لهيئة التصنيع في مدينة الموصل في شمال العراق على بعد نحو 375 كيلومترا شمال العاصمة. البرادعي الى موسكو ويصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي غداً الى موسكو في زيارة تستمر ثلاثة ايام يبحث خلالها في الازمتين العراقية والكورية الشمالية، حسب ما نقلت وكالة "ايتار تاس" للانباء عن مصادر ديبلوماسية. وسيبحث البرادعي مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ومسؤولين روس آخرين في التقدم الذي تم احرازه في عمليات التفتيش في العراق في انتظار نشر التقرير عن اعمال المفتشين في 27 الشهر الجاري. وسيبحث المسؤولون الروس والبرادعي في الأزمة مع كوريا الشمالية التي اعلنت الجمعة انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية.