سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأميركيون استدرجوا الشيخ المؤيد ورفيقه الى فرانكفورت بعد ورود اسميهما في اعترافات الناشري . واشنطن وصنعاء تتنازعان أمام قضاء المانيا لتسلم يمنيين مشتبه بعلاقتهما ب "القاعدة"
دخلت الولاياتالمتحدة واليمن في معركة قضائية في المانيا بعدما طلبتا، كل على حدة، تسليمهما المواطنين اليمنيين الشيخ محمد علي حسن المؤيد ومساعده محمد يحيى زايد اللذين أوقفتهما السلطات الالمانية في فرانكفورت أول من أمس بطلب من السلطات الاميركية. وأعلن امس ناطق باسم النيابة العامة في فرانكفورت ا ف ب، رويترز ان اليمنيين الموقوفين اصبحا قيد الاعتقال واقتيدا الى سجن هيس في المقاطعة، وستتخذ المحكمة العليا في فرانكفورت لاحقاً قراراً بشأن تسليمهما. وأوضح مصدر قضائي ان هذا القرار لن يتخذ سريعاً بسبب وجود طلبين بتسليمهما من الولاياتالمتحدة واليمن. واعتبرت النيابة العامة ان على السلطات الاميركية ان "تبرهن مادياً" شكوكها بشأن اليمنيين وبعد ذلك يبحث القضاء في طلبات الابعاد. غير ان القرار النهائي يعود الى الحكومة الالمانية حسب ما قالت رئيسة المحكمة بريجيت تيلمان ووزارة العدل الالمانية. وبعد هذه الاعتقالات، تخشى الشرطة الجنائية الالمانية تزايد مخاطر الهجمات التي تستهدف مدنيين ومنشآت المانية في الخارج، بحسب صحيفة "تاغشبيغل ام سونتاغ" التي نقلت عن مصدر قوله ان هذه المخاطر قد تكون اشد في الخارج منها داخل المانيا. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ما يمكن اعتباره تبريراً للطلب الاميركي بتوقيف المؤيد ورفيقه، اذ قالت ان اسميهما وردا في اعترافات الناشط اليمني في "القاعدة" عبدالرحيم الناشري، الذي اعتقل قبل اسابيع في الامارات وسلم الى الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة ان المؤيد ورفيقه استدرجا عملياً الى فرانكفورت. علمت "الحياة" ان الشيخ المؤيد ينتمي الى حزب "التجمع اليمني للإصلاح" الاسلامي المعارض، وكان انتخب مجدداً عضواً في مجلس الشورى في "التجمع" قبل نحو اسبوعين في المؤتمر العام الثالث للحزب، الذي شهد اغتيال السياسي الاشتراكي البارز جارالله عمر على يد قاتل متشدد يدعى علي أحمد جارالله. وعلم ايضاً ان الشيخ المؤيد الذي سافر من دون علم حزبه، يدير مركزاً خيرياً وتعليمياً يدعمه "الاصلاح" ويختص بتدريس علوم القرآن الكريم، والمركز ملحق بمسجد الإحسان الذي يقع في الحي الجنوبي للعاصمة صنعاء، حيث يؤم الشيخ المؤيد المصلين ويخطب فيهم. وكانت السلطات الالمانية احتجزت المؤيد ومرافقه محمد يحيى زايد. وتقدمت السفارة الاميركية في صنعاء بطلب رسمي الى الحكومة اليمنية للتعاون في السماح للحكومة الالمانية بتسليم الموقوفين الى السلطات الاميركية بغية التحقيق معهما للاشتباه بعلاقتهما أو انتمائهما الى تنظيم "القاعدة". الا ان صنعاء رفضت الطلب الاميركي ودعت الحكومة الالمانية الى تسليمها الموقوفين باعتبارهما مواطنين يمنيين وينبغي التحقيق معهما في بلدهما والتأكد من سلامة موقفهما القانوني حيال التهم الاميركية الموجهة اليهما وبالتالي اتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية في حقهما. وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء ان السلطات اليمنية لم تكن لديها شبهات في شأن نشاطات المؤيد وزايد. وقالت ان الجانب الاميركي لم يدرج اسميهما في قوائم المطلوبين بتهم ارهابية أو المشتبه بعلاقتهم مع "القاعدة". ومعروف ان الحكومة اليمنية تتسلم مثل هذه القوائم الاميركية بحكم التعاون بين الجانبين في مكافحة الارهاب. وبحث امس وزير الداخلية اليمني اللواء رشاد العليمي قضية احتجاز المؤيد ورفيقه مع السفير الالماني في صنعاء فيرنر زيمبرش. واكدت مصادر متطابقة ان الوزير اليمني جدد المطالبة بتسليم الموقوفين الى صنعاء، ورفض السماح بتسليمهما الى السلطات الاميركية. وفيما اكد "التجمع اليمني للإصلاح" الذي ينتمي اليه الشيخ المؤيد انه لا توجد أي شبهات على المؤيد، فإنه رجح ان هناك معلومات خاطئة تلقتها الحكومة الاميركية وتستهدف واحداً من اعضائه البارزين. وقال مصدر في "الاصلاح" ل"الحياة" امس ان التجمع كلف لجنة من اعضائه لمتابعة قضية احتجاز المؤيد وزايد في فرانكفورت، والاتصال بالسفارتين الاميركية والالمانية للوقوف على أسباب "الاحتجاز غير المبرر قانوناً". وأضاف ان "التجمع" كلف محامياً في المانيا لمتابعة القضية والاتصال بالمؤيد ورفيقه ومحاولة توضيح موقفهما والعمل على اطلاقهما. وابدى المصدر استغرابه قائلاً: "نعتقد انهما ضحية وشاية كاذبة تستهدف تجمع الاصلاح الذي يناهض كل أشكال التطرف والغلو ويدين الارهاب، خصوصاً ان المؤيد اعيد انتخابه مجدداً في مجلس شورى الاصلاح". واكد المصدر ان المؤيد غادر اليمن من دون علم الحزب بهدف العلاج في المانيا لأنه مصاب بالسكري والضغط المرتفع في الدم "ونعتقد انه حصل على مساعدة علاجية من وزارة الأوقاف، اذ انه موظف فيها بدرجة مستشار".