ممثلة أميركية أكثر من مشهورة، وتحتفل بعيد ميلادها ال 65 - أي في خريف عمرها - بهز خصرها "عالواحدة ونص" بالرقص الشرقي؟ إنها... جين فوندا: تتخلى عن كل شيء إلا تناقضاتها و"معاركها" حتى في عمر المشيب. ولنذكر أنها أول من رفع شعار "التمارين الرياضية وليس الجراحة" في أشرطة فيديو "الأيروبيك" التي أعطتها شهرة واسعة ولم يمنعها ذلك من إجراء عملية تجميلية لوجهها! قامت فوندا في بداياتها السينمائية بأدوار عدة أعطتها صبغة الحسناء فكانت رمزاً للإغراء بين بنات جيلها، خصوصاً بعد قيامها ببطولة فيلم "باربيللا" لزوجها الأول المخرج الراحل روجيه فاديم الذي كان متزوجاً من بريجيت باردو. وعادت لتفاجئ جمهورها عام 1969 بدورها في فيلم "إنهم يقتلون الجياد، أليس كذلك؟" للمخرج سدني بولوك وقد رُشّحت لجائزة الأوسكار عن دورها فيه. وربما كان نقطة تحوّل في مسيرتها الفنية نحو الأفلام الجدية، توجتها حين نالت جائزتي أوسكار عن فيلميها "كلووت" 1971 و"العودة إلى الوطن" 1978. ويبدو أن حياة فوندا حافلة بالتناقضات. وُلدت في نيويورك وترعرعت في عائلة فنية، والدها هنري فوندا، الذي عُرف بساحر الشاشة، كانت لديه ميول سياسية تتعارض مع السائد في المجتمع الأميركي. وقد يفسّر هذا مواقفها المعارضة بشدة لحرب فييتنام. ولم تتردد في زيارة فييتنام الشمالية خلال تلك الحرب وتعرضت إلى انتقادات عنيفة، خصوصاً بعد ظهورها في صور تحمل مسدساً، وكأنها توجهه نحو الجنود الأميركيين. إلا أنها، وخلف كواليس الإعلام والشاشة، كانت منغمسة في حياة اللهو والفوضى. ومن الواضح أنها أفكار تتعارض بشدة مع توجّهات السلطة السياسية للبيت الأبيض، وفي هذا السياق لا يبدو من المستغرب أن تتعمد الشرطة مضايقة فوندا وتوقيفها عام 1970 بتهمة حيازة حبوب مخدِّرة ثبت لاحقاً أنها مجرد فيتامين. وكان الشرق الأوسط وصراعاته ملعباً لتناقضات فوندا. فقد زارته أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 مبدية تضامنها مع شارون وجنوده الغزاة. وقبل نهاية عام ال2002 بدت وكأنها تنقل البندقية من كتف إلى كتف، وزارت الأراضي المحتلة تضامنا ًمع الشعب الفلسطيني ضد سياسة شارون الإرهابية، فزارت الضفة الغربية وذرفت الدموع عندما التقت والدة شهيدين فلسطينيين. ويبدو أن حياة فوندا كانت تتغير مع تغير أزواجها. فمع روجيه فاديم تألقت سينمائياً، وحين التقت زوجها الثاني توم هايدن لمعت في مجال السياسة و"الرياضة"، واعتزلت الفن فور تزوجها من تيد تورنر صاحب ال"سي. إن. إن." وبدا للبعض وكأنها عادت إلى شعارها الأثير: "من تريد أن تصبح مليونرة عليها أن تتزوج مليونيراً". ولكن السؤل: ماذا ستكون تناقضات فوندا بعد طلاقها أخيراً من تورنر؟