سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل مصور وجرح 4 عسكريين اميركيين بتحطم طائرة في الخليج ، وروسيا وفرنسا ترفضان ضرب العراق . بوش باشر حملة تعبئة داخلية وخارجية وبريطانيا مستعدة لدفع "ضريبة الدم"
نيويورك - موسكو، لندن، الكويت - "الحياة" أكد الرئيس جورج بوش خلال اتصال مع نظرائه الروسي والصيني والفرنسي انه لم يتخذ بعد قراراً بضرب العراق، لكنه يسعى الى "جعل العالم اكثر سلماً". لكن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغه شكوكه بمبرر الهجوم على بغداد. كما جدد الرئيس جاك شيراك موقفه الداعي الى العودة الى الاممالمتحدة لحل الأزمة. فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير استعداده "لدفع ضريبة الدم" للحفاظ على العلاقات بين لندن وواشنطن. واعتبر الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ضرب العراق عمل "غير حكيم". ورحبت الولاياتالمتحدة بأنباء عن حصول خبراء دوليين على صور تشير الى وجود انشاءات جديدة في العراق كان لها صلة ببرنامجه النووي. وأعلنت السفارة الأميركية في الكويت عن تحطم طائرة عمودية تابعة للبحرية صباح أمس في شمال الخليج، ما أدى الى مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح. وقال بيان السفارة ان الطائرة وهي من نوع "سي اتش - 60 سي هوك" سقطت في البحر عند الثامنة صباحاً لأسباب لم تحدد بعد، ما أدى الى مقتل مصور مدني كان على متنها وإصابة أربعة من العسكريين من طاقمها بجروح. وشدد بوش خلال اتصاله ببوتين وشيراك وجيانغ زيمين على "ضرورة جعل العالم أكثر سلماً"، وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر ان رئيسه اكد لنظرائه انه لم يتخذ بعد "أي قرار" لهجوم عسكري على العراق. وقال لهم انه سيرسل مسؤولين اميركيين الاسبوع المقبل الى العواصم الثلاث لمواصلة المشاورات. وأوضح ان "الهدف من هذه الاتصالات هو التطرق الى الوضع في العراق". وأشار الى ان "صدام حسين يشكل تهديداً وأننا في حاجة الى العمل معاً لجعل العالم أكثر سلماً". لكن الناطق باسم الكرملين اليكسي غروموف قال ان بوتين اعرب لبوش عن "شكوكه الكبيرة" بوجود مبرر لضرب العراق. وقال: "خلال المحادثة، اعرب الرئيس عن شكوك كبيرة في شأن تبرير استخدام القوة ضد العراق، سواء من وجهة نظر القانون الدولي أو من المنظور السياسي العام". واضاف انه "في هذا السياق، تم التأكيد على ضرورة تنسيق الجهود السياسية والديبلوماسية من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الموجودة ذات الصلة بالعراق". ونفى السفير الروسي لدى الأممالمتحدة سيرغي لافروف ان يكون العراق يشكل خطراً يهدد جيرانه أو غيرهم، وقال في حديث الى "الحياة" نصه صفحة 3: "ليست لدينا أدلة أو حقائق" على ذلك. وأضاف ان "المسألة بكاملها متعلقة بالأدلة بصورة غير افتراضية أو نظرية". وقال: "إذا كان العراق يشكل خطراً فعلياً فإننا نريد الاطلاع على الوقائع. ونحن لم نطلع على شيء لا من لجنة الأممالمتحدة للتحقق والرصد والتفتيش "انموفيك" أو غيرها". وزاد :"نعتقد بأن مصلحة الجميع تكمن في ضمان عدم استئناف العراق برامج اسلحة الدمار الشامل والوسيلة الوحيدة هي نشر المفتشين في العراق". أما شيراك فأعلن أمس ان المجتمع الدولي يجب ان يبدي "حزما" ازاء العراق ولكن اتخاذ اجراءات عسكرية ضده يعود الى الاممالمتحدة. وافادت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان شيراك قال لبوش ان "رد المجتمع الدولي يجب ان يكون حازما وان يكتسي شرعية كاملة". واضافت أن "المجتمع الدولي يواجه مشكلة حقيقية تتمثل في السهر على عدم انتشار الاسلحة وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي". ونظرا الى ان "مراقبة الاسلحة ضروري للامن الاقليمي" ترغب فرنسا بالتالي في "عودة مفتشي الاممالمتحدة الذين غادروا العراق في كانون الاول/ ديسمبر 1998 من دون شروط ولا عراقيل". في نيويورك، قال مسؤولون في الأممالمتحدة امس ان خبراء تابعين للمنظمة الدولية يعكفون على درس صور فضائية للعراق رصدوا فيها انشاءات جديدة في عدد من المواقع التي كانت لها صلة في السابق ببرنامج بغداد لتصنيع أسلحة نووية. لكن الخبراء اكدوا انهم لا يستطيعون استنتاج شيء من التغيرات قبل ان يتمكن مفتشو الأسلحة من الوصول الى المواقع ورؤيتها على الطبيعة. وقال مارك جودزيكي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا: "نرى تغيرات على الأرض، لكننا لم نستنتج شيئاً". وجدد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في باريس أمس، معارضته توجيه أي ضربة للعراق، مؤكدا ان ذلك سيشكل عملا "غير حكيم" ويؤدي الى زيادة التوتر الدولي.واعتبر ان رغبة بوش بالتشاور مع الاسرة الدولية قبل اي عمل عسكري "أمر مشجع".