سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تدرس تزويد الأردن بطاريات "باتريوت" ... وشيراك يشدد على دور مجلس الأمن . بلير يدعم التخلص من صدام بغطاء دولي ودول الخليج تجدد معارضتها ضرب العراق
لندن، جدة، جوهانسبورغ - "الحياة" - تصاعدت الضغوط على الولاياتالمتحدة كي لا تتحرك ضد العراق من دون موافقة مجلس الأمن. وكرر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس قوله إن "العراق يشكل خطراً على المنطقة وعلى بقية العالم"، واعداً بنشر ملف خلال أسابيع يتضمن أدلة على هذا التهديد، ومشيراً للمرة الأولى إلى ضرورة إطاحة النظام العراقي، وأكد أن على واشنطن ان لا تتحرك بمفردها. كما جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك معارضته أي تدخل عسكري ضد بغداد من "طرف واحد". وفيما أعلن مجلس التعاون الخليجي رفضه أي هجوم على العراق، داعياً واشنطن إلى التراجع عن موقفها والاصغاء إلى أصدقائها، علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية غربية أن الإدارة الأميركية تدرس تزويد الأردن بطاريات صواريخ "باتريوت" ومقاتلات اعتراضية لمواجهة أي محاولة عراقية للهجوم على إسرائيل عبر الأجواء الأردنية. وأعرب نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي طارق عزيز بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس عن استعداد بلاده للتعاون مع الأممالمتحدة ل"حل جميع المسائل". وأعلن بلير أمس أن ملفاً مفصلاً يتضمن أدلة على التهديدات التي يمثلها النظام العراقي "سينشر في الأسابيع المقبلة"، مشيراً للمرة الأولى إلى ضرورة قلب نظام صدام حسين. ومع تأكيده أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بضرب العراق، شدد بلير لهجته ازاء النظام العراقي الذي قال إنه يشكل "تهديداً فريداً وحقيقياً" لمنطقة الخليج والعالم. وقال في مؤتمر صحافي عقده في منطقته الانتخابية في سيدجفيلد شمال بريطانيا ان النظام العراقي مستمر في انتاج اسلحة دمار شامل. وأضاف: "اعتقد ان الأفضل نشر الملف الذي يتضمن التهديدات العراقية في الاسابيع المقبلة... من المؤكد ان النقاش شهد تطوراً. في البدء كنت اعتقد اننا لن ننشره قبل اتخاذ القرارات الرئيسية... ولكن ربما من الأفضل ان نبادر الى ذلك الآن". وقال: "الكثير من العمل انجز حتى الآن"، ويبقى "الحصول على بعض المعلومات". ويأتي إعلان بلير بعد دعوة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى نشر "كل المعلومات المتوافرة" حول العراق، في حديث إلى "هيئة الاذاعة البريطانية" بثت مقتطفات منه الاحد. في جدة، أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي رفضهم أي عمل عسكري ضد العراق، داعين بغداد إلى قبول عودة المفتشين الدوليين لتفادي الضربة. وأشار بيان صحافي صدر عن اجتماعاتهم التي استمرت يومين، إلى قرار قمة بيروت العربية الرافض أي عمل عسكري "موجه إلى أي بلد مسلم أو عربي"، تفادياً لتعرض الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ل""الخطر"، مؤكدين تمسكهم بقرار القمة العربية الأخيرة. وقال الوزير العُماني المسؤول عن الشؤون الخارجية، يوسف بن علوي، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس حالياً: "نحن نرى ان أي عمل عسكري من الولاياتالمتحدة ضد العراق أمر مرفوض". وأضاف: "نتطلع إلى موقف عربي واضح وقوي بهذا الشأن يصدر عن اجتماع مجلس الجامعة العربية الوزاري غداً الأربعاء في القاهرة". وزاد ان "الأممالمتحدة هي المسؤولة عن متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بأسلحة الدمار الشامل وغيرها"، داعياً العراق إلى "ابداء التعاون التام مع الأممالمتحدة بإعادة المفتشين الدوليين تمهيداً لرفع الحصار عن الشعب العراقي". إلى ذلك، علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية غربية ان واشنطن تدرس احتمال تزويد الأردن بطاريات صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ وطائرات مقاتلة اعتراضية لمواجهة احتمال شن العراق هجوماً على اسرائيل عبر الاجواء الاردنية لتوسيع دائرة الحرب في حال حسمت واشنطن قرارها إطاحة النظام العراقي بالقوة. وذكرت المصادر ان خبراء وزارة الدفاع الاميركية "يشعرون بالقلق" إزاء احتمال اقدام العراق على "عمل يائس" في حال تعرضه لهجوم عسكري اميركي، بشن هجوم بالطائرات والصواريخ على اسرائيل عبر الاجواء الاردنية. ولم تستبعد ايضاً ان يقدم العراق على "هجوم استباقي" في حال تبين له ان لا مفر من ضربة اميركية ساحقة، لجر اسرائيل الى الحرب واحداث مزيد من الانشقاق في الموقف العربي.