لندن - "الحياة" الفضيحة الجديدة في لندن تعد بمزيد من التفاصيل المثيرة، وتكاد تعطي لبريطانيا حق التعادل مع أميركا، و... فضيحة مونيكا لوينسكي. والبطل الذي صعد إلى قمة هرم السلطة تدفعه المرأة الحديد رافعاً شعار الاخلاق والقيم، تمرغ سمعته امرأة أحبها لأربعة أعوام ثم تخلى عنها بقسوة. التفاصيل الساخنة بدأت تتكشف منذ يومين مع نشر وزيرة الدولة السابقة، إدوينا كوري، مقابلة تمهد لمذكراتها التي بدأت بنشرها، وفيها تكشف علاقتها السرية و"المتوثبة" مع جون ميجور. وتحولت المسألة سريعاً الى كرة ثلج متدحرجة تشغل بال الرأي العام البريطاني. خصوم الرجل الذي كان رئيساً لحكومة بريطانيا بين 1990 و1997 يريدون محاكمته، سياسياً وقضائياً. صورة هذا الرجل ذي الشعر الشائب الذي مثّل لدى الطبقة السياسية البريطانية المحافظة كل ما هو رصين وملتزم بالقيم العائلية، انهارت. قال معتذراً: "هذا الحدث الوحيد في حياتي الذي يشعرني بالخزي". لكن هذا لا يكفي. أول المقاضين أصدقاؤه الذين تساقطوا على درب الوزارة، حينما تخلى عنهم واحداً تلو الآخر، بسبب اشتداد الحملات الاعلامية عليهم. ميجور الذي يبلغ من العمر 59 عاماً، والذي يقوم بدورة لالقاء محاضرات في الولاياتالمتحدة، كان يحمل لواء الفضيلة. حملته المستمرة كانت تجري تحت شعار: "العودة إلى المبادىء". وليظهر "صدقه" أرغم وزراء ومساعدين له على "الاستقالة" من مناصبهم في كل مرة كانت أخبار حياتهم العاطفية والجنسية غير السوية تخرج إلى العلن، ومنهم ديفيد ميلور أحد أقرب الأصدقاء اليه. الصحافيون المتمرسون في تمريغ سمعة المشاهير في الوحل يشحذون أقلامهم بانتظار الفرصة الذهبية التي ستتاح لهم للدخول في حياة ميجور العاطفية وتفاصيلها، اذا مثل رئيس الوزراء السابق أمام القضاء ليبرر موقفه. هذه الفرصة قد تتيحها دعوى ينوي رفعها ناشرو مجلة ساخرة اضطرت الى الاقفال لدفعها تعويضات إثر خسارتها دعوى قدح وذم وقف وراءها ميجور بعد اتهامه بعلاقة غرامية مع إحدى صديقات العائلة. مجلتا "ذي نيوستايتسمان" و"سكاليواغ" الساخرتان نشرتا عام 1993 خبراً زاعمتين أن ميجور على علاقة غرامية بكلير لاتيمير، المالكة لشركة تموين تزود رئاسة الوزراء طعاماً، والتي كانت على علاقة ود مع عائلة زعيم المحافظين السابق وعائلته. وما فعله ميجور يومها، ربما لردع أي وسيلة إعلامية أخرى تريد الغوص في أسرار حياته، كان تشجيع لايتير على رفع دعوى قدح وذم ضد المجلتين. وكسبت السيدة الدعوى، وانتهت بتسوية حصلت بموجبها على تعويض لا يتجاوز ألف جنيه، في حين تحملت المجلتان نفقات المحامين الباهظة... لينتهي الأمر "سكاليواغ" إلى إغلاق أبوابها بعد تآكل وضعها المالي. لاتيمير قالت مغتاظة، بعدما تجاهلتها عائلة ميجور إثر الدعوى، إنها استخدمت بيدقاً في لعبة علاقات عامة أراد منها رئيس الوزراء السابق حماية حياته الخاصة بعيداً عن الصحافة، وأنه استخدمها "طعماً" في الدعوى التي حطمت حياتها. أما ديفيد برايس، محامي "سكاليواغ" فلمّح إلى نيته رفع دعوى لمقاضاة ميجور وجره الى المحاكم لمناقشة حياته الخاصة، لأن التسوية المالية التي أدت الى انهيار المجلة لم تكن لتتم لو كان اعترف بأنه أقام علاقة جنسية غير شرعية. الفضيحة أثارت تعليقات غير متوقعة. الليدي ماري آرتشر، صديقة ميجور، أسفت لذوقه الهابط في انتقاء عشيقته!