الاستعدادات قائمة لعقد مؤتمر عام للمعارضة العراقية كتوطئة لتوسيع قاعدة عمل المعارضة في هذه المرحلة وكذلك لجعل المعارضة العراقية شريكاً فاعلاً في عملية تغيير النظام. ومن النتائج المهمة التي يريد المؤتمر المقبل تحقيقها شرعية واسعة وصدقية للقرارات والتوصيات التي سيخرج بها، خصوصاً في الظروف التاريخية الحرجة التي يمر بها العراق. مؤتمر المعارضة المقبل يبدأ مرحلة تنتهي بعودة العراق من الديكتاتورية الى ظل دولة القانون. وعلى هذا الاساس نرى الاهتمام الذي يوليه العراقيون الى هذا المؤتمر، اذ عقدوا العزم على العمل على إنجاحه والخروج بقرارات تنقل العراق من حال المواجهة مع العالم الى حال العيش بسلام مع الأسرة الدولية. وعلى هذا الأساس ينبغي ان تتم المشاركة الفاعلة والحقيقية للعراقيين في شؤونه والانغماس في الاعداد له وتأمين جميع الامكانات لانجاحه، ويتم ذلك من اطياف وتيارات الشعب العراقي بألوانه الفكرية والدينية والمذهبية والعرقية والاجتماعية والثقافية. لكننا نعتقد بأن طريقة تنظيم مؤتمر المعارضة المقبل تنطوي على خطأ كبير. فما يؤسف له ظهور دلائل تشير الى وجود خطط تحدد المشاركة في المؤتمر المقبل بعدد قليل من المندوبين وعدد محدود من التنظيمات السياسية. فلا يوجد مبرر تنظيمي او اداري او سياسي لعقد هكذا مؤتمر. في الحقيقة يلاحظ المتتبع للشأن العراقي في دوائر العراقيين المنتشرة في الشتات دعوات ورسائل موقعة من مئات من العراقيين تطالب بتوسيع المؤتمر عددياً ونوعياً. ومع احترامنا للأطراف الستة التي تقوم بتنظيم المؤتمر حالياً وما تمثل من شرائح المجتمع العراقي فإنها لا تستطيع ادعاء تمثيل جميع التيارات والأطياف السياسية والدينية والعرقية. ومع تقديرنا للنضال والجهاد المتواصل للأطراف هذه ضد النظام العراقي فإنه من غير المفضل ان يحصر التمثيل فيها. نحن ندرك انه لا يمكن ان يضم المؤتمر القادم في شكل دقيق كل المجموعات العراقية لملايين العراقيين المنتشرين في المنافي. ولكن من الممكن ان يحتوي على تيارات واتجاهات عريضة يمكن تشخيصها واعتبارها تمثل معظم إن لم نقل كل التوجهات والنشاطات السياسية والثقافية والفكرية للعراقيين في المنافي. إن الخوف والقلق اللذين يساوران مجموعة الستة يمكن ان نتفهمه، لعلنا نلخصه بثلاثة مواضيع تمنعها من مؤتمر موسع وشامل بدلاً من مؤتمر محدود العدد ومحصور التنوع. 1- القلق من ان المؤتمر الموسع تصعب ادارته ويمكن ان يؤدي الى الفوضى والانقسامات والتكتلات. 2- مشكلة اختيار الاعداد الكبيرة للمشاركين الذين لم ينتظموا في الاحزاب او الحركات السياسية. 3- قلق بعض اطراف مجموعة الستة من ان نتائج المؤتمر الموسع لا تنسجم مع سياساتها المعلنة وما تريد ان يحققه المؤتمر. لا بد من ان نعترف ان هذه المواضيع واقعية وحقيقية ومهمة لكنها ليست بنفس أهمية عملية بناء معارضة ديموقراطية ومشروعة تصنع مستقبل الديموقراطية وحكم القانون في عراق المستقبل. لا يوجد سبب او مبرر للاعتقاد ان مؤتمراً موسعاً ستسوده الفوضى وعدم التنظيم، لأن العراقيين يدركون انهم يمرون في منعطف خطير في تاريخ بلدهم وهم حريصون على الخروج بنتائج ايجابية تحدد مصير بلدهم لعقود كثيرة. إن إدارة المؤتمر والترتيبات التي تسبقه وجدول اعماله عناصر اساسية تحدد النتائج التي سيتوصل اليها، كذلك فإن عملية اختيار الوفود المشاركة في المؤتمر الموسع ينبغي ألا تعتبر عملاً شاقاً. المفتاح الحقيقي هو في تشكيل لجنة اختيار المشاركين من اجل تشخيص نوعهم وعددهم من دون التعرض لشرعية اللجنة التحضيرية الحالية وعدم فرض اعداد كبيرة عليها من اجل حفظ التوازنات العرقية والدينية والمذهبية والسياسية. يمكن ان يتم ذلك من خلال الاتفاق مسبقاً على اختيار لجنة جديدة تعطي الصلاحية للجنة التحضيرية الحالية باختيار نصف المشاركين من الاحزاب والحركات السياسية مجموعة الستة ويمكن اختيار النصف الآخر من خارج اعضاء "مجموعة الستة" اي من المجموعات المدنية وحقوق الانسان والجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والدينية والمهنية العراقية المنتشرة في بلاد الشتات. وتشمل هذه المجموعات منظمات نسائية، وأكاديمية وجمعيات مهنية أطباء، مهندسون، اساتذة جامعيون وأدباء وشعراء وكتاباً وفنانين ومفكرين ومنظمات لاجئين وناشطين وإعلاميين مستقلين من اسلاميين وغيرهم ومجموعات ضغط سياسية واعلامية وكذلك تجمعات قبلية مختلفة. الشتات العراقي يعد بالملايين ويحتوي على تيارات وأطياف وفاعليات متنوعة، وهو يعكس الطبيعة العراقية في داخل الوطن وينبغي ألا نفرض على هذا الموزاييك العراقي شكلاً واحداً من التفكير او التصور من خلال تحديد طبيعة التمثيل للوفود المشاركة في المؤتمر القادم للمعارضة العراقية. من المهمات الرئىسة للمؤتمر ان نظهر للعالم ان العراقيين موحدون مع التنوع وهم يد واحدة في رفض الديكتاتورية والاستبداد لإقامة البديل الديموقراطي الفيديرالي الخالي من الاضطهاد الطائفي والعرقي والديني في عراق المستقبل. وسيكون المشهد رائعاً عندما نرى هذه التيارات المختلفة تناقش في شكل حر وصريح إقامة عراق حر خال من الاضطهاد وسيكون المشهد حياً عندما نرى كل التوجهات منغمسة في عمل فاعل لنقل مستوى الكفاح والنضال الى درجة أعلى لنظهر امام العالم الوزن الحقيقي للمعارضة العراقية كونها الممثل الحقيقي والشرعي للشعب العراقي. وتكون الصدمة كبيرة للمبادئ التي كافح من أجلها ملايين العراقيين في الداخل والخارج حين يتم التسريع بإقامة المؤتمر وتسيطر حسابات قصيرة الأمد. ينبغي للمؤتمر ان يكون موسعاً عدداً وتنوعاً من اجل ان يكون اميناً لأهداف العراقيين في الخارج والداخل من خلال إشراك اكبر عدد من الاطياف العراقية من اجل ضمان تحقيق الديموقراطية وبناء المجتمع المدني في عراق المستقبل. وعلى هذا الاساس ندعو الاخوة في مجموعة الستة في اللجنة التحضيرية الى: 1- الالتزام بمؤتمر موسع عدد المشاركين فيه لا يقل عن 500. 2- تشكيل لجنة تحضيرية جديدة من 14 عضواً 7 من مجموعة الستة و7 أعضاء من شخصيات معروف عنها انغماسها في عمل المعارضة العراقية. 3- تشكيل مجموعة تضع برنامج المؤتمر والنتائج المتوخاة منه. * أحد الموقعين على اعلان شيعة العراق - لندن.