يصل نائب الرئيس العراقي طارق عزيز إلى أنقرة الاثنين المقبل في زيارة وُصفت بأنها "حاسمة"، يقابل خلالها الرئيس أحمد نجدت سيزر وينقل إليه رسالة من الرئيس صدام حسين، ويعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء بولند أجاويد ووزير الخارجية شكري سيناغوريل. وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة ل"الحياة" إن طارق عزيز جاء "ليضع النقاط على الحروف" بالنسبة إلى الموقف التركي من التهديدات الأميركية. وأشارت هذه المصادر إلى أن أنقرة تشعر بحرج تجاه بغداد "إذ أن على أجاويد أن يبحث الآن على أجوبة أخرى بدلاً من تلك التي اعتاد أن يقولها في لقاءاته مع المسؤولين العراقيين حول ضرورة التزام العراق قرارات الأممالمتحدة، خصوصاً بعد سماح بغداد بعودة المفتشين إلى أراضيها". وتأتي زيارة المسؤول العراقيلأنقرة استكمالاً لجولة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في بعض الدول العربية التي طالبها بعدم تقديم أي دعم للولايات المتحدة. وسيحاول خلال لقائه المسؤولين الأتراك التركيز على المصالح المشتركة بين أنقرةوبغداد والضرر الذي ستلحقه الضربة بتركيا اقتصادياً وسياسياً. وسيكون طارق عزيز في أنقرة في وقت افتتاح أكراد العراق برلمانهم في أربيل بعد ثماني سنوات من تعطيله بسبب الخلافات التي سادت بين جلال الطالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ومسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني. وتنظر أنقرة إلى ذلك بقلق لأنه قد يكون خطوة على طريق توحيد الصف الكردي للمطالبة بحكم فيديرالي. وتركز الأوساط التركية على ما أعده الحزب الديموقراطي الكردستاني في دستور مقترح لعراق ديموقراطي فيديرالي، يتقاسم فيه الأكراد السلطة مع الحكومة المركزية. واعتبر وزير الخارجية التركي شكري سيناغوريل ذلك مقدمة لمطالبة أكراد تركيا بحكم ذاتي شبيه بالذي قد يحصل أكراد العراق عليه.