رغم الضغوط الاميركية والانتقادات الدولية، قررت حكومة آرييل شارون إبقاء الحصار على مقر الرئيس ياسر عرفات، كما كثّفت عملياتها العسكرية مستهدفة قطاع غزة بتوغل واسع وضربات صاروخية نجا منها القيادي البارز في الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس محمد ضيف الذي تعتبره اسرائيل "المطلوب الرقم 1". ووصفت "حماس" محاولة الاغتيال بأنها "جريمة وحشية" وتعهدت مواصلة المقاومة في اسرائيل. وبدا امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ماض بوتيرة متسارعة نحو هدفه المعلن اجتياح قطاع غزة بالكامل، متذرعاً مرة اخرى بالحرب الاميركية المحتملة على العراق. ونقل عن شارون قوله خلال اجتماعه مع اعضاء في حزب ليكود ان اسرائيل "أقدمت على تنفيذ العملية في رام الله لاعتبارات بعيدة المدى ومن اجل الجؤول دون ان تكون لدى الفلسطينيين قدرة عالية على تنفيذ عمليات تمهيداً للعمل العسكري في العراق". وقررت الحكومة الاسرائيلية امس مواصلة حصار مقر عرفات، على رغم ما تردد من انباء متضاربة عن "استعداد" شارون لحل الازمة بعد تزايد الانتقادات الاميركية والدولية. وكانت مصادر أمنية اسرائيلية اشارت الى ان الدولة العبرية "تنظر في عدد من الحلول لوضع حد للأزمة، بينها تسليم المطلوبين" الموجودين في مقر عرفات الى "جهة دولية". وأضافت ان "إسرائيل تأخذ أقوال الرئيس جورج بوش ضمن اعتباراتها، ولكن من غير الممكن ان يتمتع المطلوبون بحصانة في أي منطقة فلسطينية". وأشار مسؤول في مكتب شارون الى امكان القبول بابعاد "المطلوبين" بدلاً من التمسك باعتقالهم وتسليمهم. الى ذلك، أعلن وزير الحكم المحلي صائب عريقات انه لا يوجد على جدول أعماله أي لقاء مع الاسرائيليين أمس، مشترطاً لعقد اي اجتماع السماح لممثلي اللجنة الرباعية بلقاء عرفات. وكان مبعوثا الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي الى الشرق الأوسط تيري رود لارسن وميغيل موراتينوس قدما طلبين لوزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، اثناء لقاء ضم ايضاً السفير الاميركي دان كيرتزر لدخول "المقاطعة" ولقاء عرفات المحاصر. وقالت المصادر الاسرائيلية ان كيرتزر لم يبد رغبة في المشاركة في اللقاء مع عرفات، لكنه لم يعارض عقد مثل هذا اللقاء. ميدانياً، شنت مروحيات عسكرية اسرائيلية هجوماً على حي الشيخ رضوان، أحد الأحياء السكنية المكتظة في مدينة غزة، وقت خروج التلاميذ من المدارس، مستهدفة بحسب المصادر العسكرية الاسرائيلية "المطلوب الأول" للأجهزة الأمنية الاسرائيلية محمد ضيف. لكن الصواريخ الاسرائيلية اخطأته وقتلت فلسطينييْن وجرحت أكثر من ثلاثين آخرين، نصفهم أطفال. وفيما اكدت مصادر "حماس" ان ضيف نجا من محاولة لاغتياله، اشارت مصادر طبية الى اصابته فيما أصرت اسرائيل على انه قتل. وكانت قوات الاحتلال قتلت ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية، أولهم نشأت شبارة، احد قادة الجناح العسكري ل"حماس" قرب قرية كفر لبد قضاء طولكرم. وقالت مصادر اسرائيلية ان شبارة قتل أحد أفراد وحدة "كوماندوز" في البحرية الاسرائيلية خلال اشتباك مسلح في منطقة جبلية كان شبارة يختبئ فيها. وقُتل فلسطيني 52 سنة على شرفة منزله عندما اطلق الجنود النار على مجموعة من الفلسطينيين في مدينة طولكرم، كما فارقت الطفلة الرضيع غرام محمد 14 شهراً الحياة بعد استنشاقها غازاً مسيلاً للدموع اطلقه الجنود وسط مدينة الخليل.