فيما بدا ان اسرائيل تسابق الزمن بملاحقتها قادة المقاومة الفلسطينية قبل اللقاء المحتمل بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز بوساطة المانية، المح بيريز نفسه امس الى احتمال عدم انعقاد الاجتماع، واعرب مسؤولون اميركيون عن شكوكهم في انعقاده على رغم ترحيبهم به. ومن جانبه شكك عرفات في "تمتع بيريز بسلطة اتخاذ القرارات"، وقال في حديث الى وكالة الانباء الصينية، لمناسبة زيارته للصين، واعتبر ان "امتلاك تلك السلطة شرط للقائه مع اي مسؤول اسرائيلي". واضاف ان "سلطة القرار هي بين يدي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وليست مناطة بوزير خارجيته". راجع ص 3 و 4 وعلى رغم ان اسرائيل بادرت الى تصعيد عملياتها ضد الفلسطينيين فإن بيريز اشار امس في وارسو الى احتمال الغاء اجتماعه مع عرفات في حال "وقوع عملية ارهابية توقع عدداً كبيراً من الضحايا الاسرائيليين". واعرب عدد كبير من مسؤولي الادارة الاميركية عن شكهم اول من امس في واشنطن في عقد لقاء عرفات - بيريز. ومع عدم استبعاد امكان اللقاء، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب ريكر انه "لم ير بعد أي اشارة" توضح ان الاجتماع سيعقد. واوضح مسؤول آخر في الخارجية الاميركية فضل عدم الكشف عن هويته ان الوزير الالماني نفسه يبدو متفاجئاً بالبعد الاعلامي الذي اتخذته مبادرته. واشار هذا المسؤول الى ان وزير الخارجية كولن باول تحادث هاتفياً مع فيشر بعد لقاءاته مع عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وان الديبلوماسي الالماني اعرب عن مفاجأته. وقال مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان واشنطن، على رغم ترحيبها باللقاءات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لم تر بعد اي اشارة الى ان شيئاً ما سيحصل قريباً". واستنكر المصدر الاميركي نفسه تصريحات لنائب وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جدعون عزرا الاحد الماضي دعا فيها الى تصفية اقارب الانتحاريين الفلسطينيين، خصوصاً آباءهم، وقال ان واشنطن تعتبر هذا الكلام "مسيئاً ويستحق التنديد". واضاف ان واشنطن طالبت اسرائيل بأن تنأى بنفسها عن هذه التصريحات. تصعيد عسكري وشهدت الاراضي الفلسطينية سخونة ملفتة وتصعيدا عسكرياً اسرائيلياً حادا ضد الفلسطينيين منذ الاعلان عن الاجتماع المحتمل بين عرفات وبيريز. فبعد قتل قوات الاحتلال ستة فلسطينيين، اربعة في نابلس واثنين في قطاع غزة اول من امس، نفذت امس محاولة فاشلة لاغتيال العقيد جهاد المسيمي، رئيس جهاز التحقيق الجنائي في مدينة نابلس وهو من قياديي "فتح" باطلاق صاروخين على سيارته التي كان فيها مع مرافقه في منطقة رفيديا قرب المدينة، ما ادى الى جرحه في احدى قدميه. وكانت مروحيات "أباتشي" عسكرية اسرائيلية اطلقت الاربعاء أربعة صواريخ على سيارتين في وادي غزة مستهدفة القيادة العسكرية ل"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس"، ما أدى الى استشهاد بلال الغول من جهاز الأمن الوقائي وهو نجل يحيى الغول مهندس صناعة المتفجرات الذي كان يستقبل سيارة أخرى الى جانب محمد ضيف المطلوب الأول لقوات الاحتلال وسعد العرابيد.