الاستعدادات على نهايتها، التعليمات الاخيرة اعطيت ايام قليلة وتدق ساعة الصفر. تشرين الاول اكتوبر المقبل موعد انطلاقة "هي" عبر الفضاء الى كل امرأة عربية. من هي هذه المحطة ولماذا ومن وراءها؟ رئيس مجلس الادارة والمدير العام نقولا أبو سمح اسم معروف لكثيرين، وهو من الرواد في الرعيل الاول في تلفزيون لبنان. وها هو اليوم يطلق مشروعاً جديداً وفريداً من نوعه في العالم العربي يتمثل بمحطة فضائية للمرأة. بدءاً من الثغرات ويعلق ابو سمح قائلاً: "بالفعل نحن المحطة الاولى من نوعها في العالم العربي، اكثر من ذلك، كنا السباقين حتى على صعيد العالم اجمع، اذ تغيب محطة كهذه عن معظم الشاشات في الدول المتطورة، ولا نجد قنوات مماثلة إلا في أميركا وكندا وفرنسا". ويضيف: "خلال مراقبتي للثغرات التي تقع فيها المحطات التلفزيونية وجدت ان عنصراً اساسياً يفوق عدده نصف المجتمع - إذ يشكل ما يقارب 60 في المئة - منسي من دون ان ينال الاهتمام الذي يستحقه، مع انه يشكل مقدرة شرائية قوية في السوق العربي. فغالبية القنوات الشاملة لا تملك الوقت الكافي للاهتمام بالمرأة لذلك رأينا انه من واجبنا سد الفراغ وعلى هذا الاساس كانت فكرة إنشاء محطة تلفزيونية للمرأة الى ان ابصرت "هي" النور، وفي غضون ايام قليلة تظهر في شكلها الكامل بعد الانتهاء من البث التجريبي". وعن نوعية البرامج التي ستعرضها يجيب ابو سمح "المحطة تتوجه الى المرأة كما يدل اسمها، وخصوصاً الى المرأة العربية التي تستحق ان يخصص لها منبر اعلامي يطرح مشكلاتها ويعالج شؤونها العامة والخاصة. من هنا تتوزع البرامج على كل ما يهم المرأة من موضة وفن وثقافة وجمال وصحة ومطبخ... إلا انه يجب التنبه الى امر اساسي وهو ان "هي" لا تعالج فقط ما يهم المرأة انما ايضاً ما يهمنا للمرأة". وما الغاية المرجوة من وراء انشاء هذه المحطة؟ يجيب ابو سمح: "ما يهمنا هو طرح قضايا المرأة العربية وتطويرها، إضافة الى إلقاء الضوء على المشكلات التي تعاني منها المرأة. فيجب الاّ ننسى اننا لا نزال نعيش في مجتمع ذكوري، لذلك لا بد من توعية المرأة وحثها على اصدار ردود فعل على ما يحدث من حولها. فهي حتى الآن لم تدخل بعد بقوة في المجتمع على رغم ان كلمتها في المنزل مسموعة. لذلك هدفنا تطوير المرأة بمساعدتها من خلال كشف حقيقة ما وصلت اليه في المجالات كافة فنسلط الضوء مثلاً على خوض بعض النساء مجالات كانت بالأمس القريب حكراً على الرجال، وها هي اليوم تخوضها بنجاح لافت على رغم كل المعوقات، فنتعرف الى المرأة الديبلوماسية، والمحامية والميكانيكية والمرأة التي تتمتع بحقيبة وزارية او التي تصبح عضواً في البرلمان او التي تقود الطائرات... ما نريد تبيانه من وراء ذلك هو ان المرأة ليست على هامش المجتمع كما يظن البعض. توضيح من جهة اخرى، تساهم "هي" في توضيح علاقة المرأة بزوجها، فتعمل جاهدة على منع تفكك الاسرة من خلال برامج توعية نستضيف فيها اهل الاختصاص. فهل يجوز مثلاً ان تصل نسبة الطلاق في الخليج العربي الى 70 في المئة؟ هذا الرقم يدل الى مشكلة كبيرة لا بد من حلها وهي تتعلق بالمرأة والرجل معاً، من هنا نحاول الاستماع الى مشكلات المرأة ونحاول حلها بمشورة علماء الاجتماع وأطباء النفس ورجال الدين، فتتسلح المرأة بما نقدمه لها. نحن لا نطالب بثورة، فبالأساس لا وجود للثورات إلا ان كل ما نقوم به هو المطالبة بتقدم المرأة وتوسيع معرفتها وآفاقها وصولاً الى وضعها في مستوى الرجل. وعن إغفال "هي" شريحة كبيرة من المجتمع بتسليط الضوء على المرأة وبالتالي حصر الجمهور بفئة واحدة من المشاهدين يجيب ابو سمح: "إن نسبة النساء في المجتمع تزيد نسبة الرجال الذين لهم قنوات كثيرة تهتم بهم، اما وجود قناة متخصصة للمرأة فنادر جداً. من جهة اخرى لا شيء يمنع ان يكون جمهور "هي" من الرجال. فنسبة كبيرة من الرجال تهتم بالموضة. وعلى صعيد آخر، اعتقد انه لا بد للرجل من ان يشاهد "هي" كي يعي حقيقة المشكلات التي تحيط بالمرأة وعندها يصبح باستطاعته فهمها اكثر وهكذا نكون قد ربحنا معركة كبيرة جداً. ويضم فريق العمل مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، إضافة الى بعض الاسماء المعروفة امثال انجيليك مونس وماتيلدا فرج الله وباتريسيا خليفة وريكاردو كرم، ولها مكاتب في غالبية الدول العربية اما المركز الرئىس ففي لبنان. ولماذا لبنان؟ يجيب ابو سمح "لأسباب عدة أولها ان من الطبيعي بصفتي لبنانياً ان احبذ فكرة البث من لبنان. كما اخذنا في الاعتبار سهولة التعاون مع النساء في لبنان لوجود عدد كبير منهن في المجال الاعلامي او الابداعي. وفي الحقيقة جاءني الكثير من العروض ليكون مقرها دبي الا انني اصررت على لبنان". ويختم قائلاً: "نأمل بنجاح هذه المحطة الذي بدأنا نلمسه من خلال الرسائل التي تردنا وتؤكد حاجة المجتمع الى مثلها. فهدف "هي" جمع النساء العربيات حول محطة واحدة، وهي صوت المرأة العربية حيث تستطيع ان تُنفِّس عن مشكلاتها وهمومها.