على رغم أن مشوار ايمان الحصري الإعلامي لم يتجاوز عشر سنوات بعد إلا أنه شهد محطات عدة، بداية من عملها في قناة «النيل للأخبار» عام 2002 كمراسلة ثم مقدمة أخبار ليسند إليها في ما بعد تقديم برامج «صباح جديد» و «المشهد» و «عالم الديبلوماسية» ثم البرنامج الحواري «البيت بيتك»، لتحط الرحال في قناة «الحرة» من خلال برنامج «هن». وتوضح الحصري أن المدير الإقليمي لقناة «الحرة» في الشرق الأوسط سليمان أبو زيد رشحها لهذا البرنامج، وقد تحمست كثيراً للفكرة عندما عرضت عليها من دون ان تخفي حنينها إلى العمل الإخباري الذي انطلقت منه لأنه «العنصر الذي شكّل فكرها وتكوينها كمذيعة». وعن دور المحطة في تكريس شهرة الإعلامي ونجاحه، تقول: «بالطبع تلعب المحطة دوراً كبيراً لكن هذا لا ينفي حقيقة أن الإعلامي إذا لم يكن مميزاً لن تستطيع أي محطة إعلامية إبرازه مهما حاولت لأن المتلقي أذكى بكثير مما نتخيل. ومع انتشار الفضائيات وتنوع الوجوه أصبح يستطيع التمييز في شكل قاطع بين الحقيقي والمزيف. واعتقد بأن قناة «الحرة» تسعى دائماً لاستقطاب الوجوه الواعدة وإبرازها وتؤمن بما يسمى صناعة النجم». وعن نظرة شريحة من الجمهور إلى البرامج النسائية كنسخ مكررة، تقول: «برنامج «هن» يختلف شكلاً وموضوعاً عن البرامج النسائية الأخرى، إذ نعالج المشاكل في شكل موضوعي من خلال عرض المشكلة واستضافة حالات تتحدث عن تجربة خاصة بها ثم نناقش الموضوع مع اختصاصي، بعدها تنضم إلينا شخصية عامة وبارزة في مجال العمل النسائي لتسليط الضوء على الموضوع في شكل عام». وتشير الحصري إلى أن البرنامج يتميز بالجرأة في تناول الموضوعات لأنه لا توجد امامه اي خطوط حمر. وتضيف: «يحافظ البرنامج على الشكل الجدي بعيداً مما يعرف عن البرامج النسائية من كونها تتناول الموضوعات في شكل سطحي. إذ أن الحلقة الواحدة من «هن» تضم خمسة ضيوف من دول وجنسيات مختلفة فضلاً عن أربع مقدمات يتمتعن بالثقافة والوعي. كما أن بعض الموضوعات أثار النقد تجاه البرنامج إلا أنه نجح في النهاية في تسليط الضوء على وضع المرأة المسكوت عنه في عالمنا العربي في المجالات السياسية والاجتماعية والقانونية كافة». ولكن إلى أي مدى عرقلت المحظورات الاجتماعية في العالم العربي مناقشتهن لبعض المواضيع الحساسة؟ تجيب: «المحظورات الاجتماعية ربما تظهر في الإعلام الحكومي، أما في قناة «الحرة» لا توجد محظورات، وكل الموضوعات مطروحة للنقاش بجرأة. هذا لا يعني أننا نتحدى مجتمعاتنا بل على العكس نحن نطرح الموضوعات من خلال الحالات والتقارير التي يعدها زملاؤنا من مختلف الدول العربية ونحاول تقديم مجموعة من الحلول ونترك الحكم في النهاية إلى من يهمه الأمر». وعن أبرز المواضيع التي أثارت جدلاً بعد طرحها في البرنامج، تجيب: «أثارت الكثير من الموضوعات جدلاً واسعاً بدليل العدد الكبير الذي يصل إلى البرنامج من التعليقات المؤيدة والرافضة. ومن أكثر الحلقات التي أثرت فيّ شخصياً حلقة الاغتصاب التي استضفنا فيها فتاة تحدثت عن حالة الاغتصاب التي تعرضت إليها في قسم الشرطة الذي لجأت إليه لحمايتها ولم تستطع أن تتغلب على دموعها وبكت وكِدْتُ أبكي معها وهي تتحدث عن التفاصيل». وتوضح الحصري أنها تميل إلى الحياد عند مناقشة قضايا خاصة بالمرأة حتى لا تتهم بمحاولة تحريض النساء، «ولكن في بعض الأحيان يفرض الموضوع ذاته بحيث لا يمكن أن يقف المذيع فيه موقفاً حيادياً مثل موضوع الختان الذي لا يمكن أن يقبله عقل ولا منطق ولا يتفق عليه لا امرأة ولا رجل». وعن مدى التوافق بينها وبين زميلاتها الثلاث في البرنامج، تقول: «دعينا نتفق على أن وجود أكثر من مذيع للبرنامج الواحد يصعب مسألة إدارة الحوار كون كل مذيعة من مذيعات البرنامج تنتمي إلى دولة وثقافة مختلفة، وربما يحدث في الكثير من الأحيان اختلاف في وجهات النظر، لكن ربما ولد هذا نوعاًَ من روح المنافسة دفعت كل واحدة إلى إظهار أفضل ما لديها كمقدمة. وبطبيعة عملنا سوياً لمدة طويلة حدث هذا التوافق»! وتشير الحصري إلى أن البرامج النسائية ساهمت في توعية المرأة العربية وستساعد في زيادة وعي المرأة وحقوقها وتذكير صانع القرار بأن هناك نصف المجتمع ينادي ويطالب بحقوقه لأنه «لا يضيع حق وراءه مطالب». وتضيف: «قديماً كانت مساحة الموضوعات التي تناقش قضايا المرأة تحتل مساحة ثانوية في البرامج، بالتالي لم تكن المساحة تسمح بعرض المشكلة في الشكل الكافي ومن ثم تقديم الحلول والنصائح. أما الآن فهناك عدد كبير من البرامج النسائية منها ما يأخذ شكلاً جدياً مثل «هن» أو برامج أخرى يغلب عليها طابع المنوعات ولكن في الحالين الرسالة موجودة».