يبدأ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بداية الشهر المقبل جولة تقوده الى ايران وعدد من الدول الخليجية لحشد التأييد لموقف بلاده الداعي الى ضرورة نزع السلاح العراقي ومعالجة الأزمة العراقية. واجتمع سترو في لندن أمس مع وزير الخارجية الأردني مروان المعشر وبحث معه في قضيتي العراق وفلسطين. لندن - "الحياة"، رويترز - بدأت بريطانيا أمس اتصالات مكثفة تركز على الأزمة العراقية وإمكان عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط وفقاً لما طرحه رئيس الوزراء البريطاني أخيراً في هذا الاتجاه. واجتمع سترو أمس مع نظيره المعشر الموجود حالياً في لندن. وأفادت مصادر في وزارة الخارجية البريطانية ان النقاش ركز على تطورات الأوضاع في العراق والأزمة الفلسطينية. وأوضحت ان سترو أكد خلال الاجتماع الأفكار التي طرحها رئيس الوزراء توني بلير أمام مجلس العموم الثلثاء في شأن ضرورة التخلص من أسلحة الدمار الشامل العراقية. وأوضح ان بريطانيا تعمل من أجل اصدار قرار حازم من مجلس الأمن يحدد المطلوب من العراق على نحو واضح. وشدد سترو خلال اللقاء ايضاً على تصميم بريطانيا على احراز تقدم في عملية السلام واستئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ووقف التدهور الحالي. وفي شأن جولة سترو، رفضت مصادر وزارة الخارجية تحديد الدول التي تشملها لأن الاستعدادات لا تزال جارية. وتوقع مسؤولون ان تبدأ الجولة في السابع من الشهر المقبل بعد انتهاء المؤتمر السنوي لحزب العمال في مدينة بلاكبول. وتناول سترو موضوع العراق في مناسبتين أخريين في لندن أمس، احداهما صدور التقرير السنوي لوزارة الخارجية في شأن حقوق الانسان في العالم، إذ ركز على "المعاملة الوحشية التي يمارسها النظام العراقي ضد شعبه". وكانت المناسبة الثانية ادلاء الوزير بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان في شأن العراق. وقال الوزير أمام اللجنة ان "اصدار قرار في مجلس الأمن ليس أمراً ضرورياً بشكل مطلق للقيام بعمل عسكري ضد العراق اذ هناك صلاحيات كافية في القرارات التي اصدرها المجلس". لكنه أوضح ان حكومته تفضل اصدار قرار جديد، قبل أي عمل عسكري لأنه يجعل هذا العمل "مقبولاً سياسياً". على صعيد آخر رويترز، أعيد نحو ثلاثة آلاف جندي بريطاني كانوا مخصصين للقيام بمهمات رجال إطفاء الى التدريب العسكري، في خطوة زادت التكهنات عن استعداد بريطانيا للمشاركة في الهجوم الاميركي المحتمل ضد العراق. ومعظم الجنود من المشاة ومهندسين من قوة "الرد السريع"، الا ان وزارة الدفاع أصرت على انه لم يتخذ بعد قرار ضرب العراق. وأعلنت الوزارة في بيان ان "هذا تخطيط للطوارئ للسماح لهذه الوحدات الأكثر استعداداً بمواصلة التدريب العسكري ومنحها المرونة اللازمة لتنفيذ عمليات عسكرية اذا لزم الأمر". وتأكيداً على عدم اتخاذ أي قرار بعد في ما يتعلق بالهجوم على بغداد، أضاف البيان: "ما زالت الحكومة تركز بشدة على الديبلوماسية. ولكننا في الوزارة لا بد أن نتأكد من اننا نتخذ خطوات معقولة لضمان قدرتنا على تنفيذ المهمات التي نكلف بها".