وفي اليوم الاول لعقد المؤتمر استأثر الاخوان بالحيز الاكبر للكلمات. والهدف من ذلك توجيه سير المناقشات بحسب الوجهة التي يريدها الاخوان. اما في اليوم التالي، فقد دارت المناقشات حول آلية تطوير "ميثاق الشرف الوطني" الذي اقترحه "الاخوان المسلمون" قبل عام. وفي اليوم نفسه، حتى وقت متأخر من الليل، تم التوصل الى اتفاق حول الهيكل العام للميثاق. وفي اليومين الثالث والاخير توج المؤتمر ببيان ختامي لم يوقع عليه كل المشاركين. ومن تراتبية سير المؤتمر نستجلي حقائق، منها ان مؤتمر "الاخوان" ليس الا تكتيكاً مرحلياً للخروج من العزلة التي يعانون منها، سواء داخل الوطن السوري او خارجه، ومحاولة لكسب بعض الفئات التي كانت على تناقض مستمر معها، وهي القوى اليسارية الشيوعية والقومية العربية والسورية والكردية. اما الهدف الآخر فهو لملمة صفوفهم المبعثرة في الداخل، وإيجاد موطئ قدم عبر مغازلة القيادة السورية، وإعلانها ان هذا المؤتمر ليس موجهاً ضد احد. لكننا نستطيع ان نجزم ان ما تحدث عنه "الاخوان" على انه صفحة جديدة في علاقاتهم مع القيادة والقوى الوطنية، ليس استراتيجية جديدة، بل هو تكتيكات مرحلية صرفة. فكيف لنا ان نصدق ان المناقشات التي تمت في اليوم الثاني بين "الاخوان" وبعض الشخصيات الماركسية والقومية، اثمرت تطابقاً في وجهات النظر في يوم واحد، واجتماع مطول، وكلنا يعلم حجم الخلافات الايديولوجية الكبيرة في ما بينهم؟ وهل قدم "الاخوان" هذا الكم من التنازلات الا لمجرد إبعاد الفشل عن المباحثات؟ ثم ما الجديد الذي طرحه الاخوان في ميثاقهم؟ فما قالوا انه الاهداف العامة، كبناء الدولة الحديثة، وبناء الانسان، وتحدي المشروع الصهيوني والسعي الى تحقيق الوحدة الوطنية، ما هو الا خطوات قطعت القيادة السورية شوطاً كبيراً فيها فما مبرر هذا الميثاق؟ والتساؤل الآخر هو هل قدم هذا الميثاق جديداً للأكراد حتى قام بتوجيه الدعوات لبعض هذه القوى؟ ربما كان هذا هو السبب في عدم توقيع الطرف الكردي الوحيد المشارك على الميثاق. وكنا نتمنى عدم مشاركة هذا الطرف من الأساس في فاعليات المؤتمر اسوة ببقية القوى السورية في الداخل، والتي قاطعت المؤتمر لاكتشافها الاهداف التي ارادها "الاخوان" منه، والتي ذكرتها سابقاً. وما تلون الاخوان بالقومية العربية تارة، وبالقومية السورية تارة، وبالألوان السياسية كافة، الا دليلٌ على محاولة إظهار مقدرتهم على استيعاب كل هذه الاطياف السياسية. دارا أحمد - كاتب كردي سوري بالبريد الالكتروني