في سنوات قليلة، استطاع الممثل الشاب، مصطفى شعبان أن يثبت اقدامه في الساحة السينمائية المصرية عبر الكثير من الاعمال المتميزة التي نالت اقبالاً جماهيرياً ونقدياً بارزاً. فمنذ فيلمه الاول "الشرف" امام فاروق الفيشاوي وجيهان فاضل الذي اعتبر اولى خطواته الفنية الناجحة، حقق حضوراً واضحاً كممثل موهوب، ثم توالت افلامه الاخرى: "فتاة من اسرائيل" و"انفرج يا سلام" و"النعامة والطاووس" و"سكوت حنصور" و"مافيا"، الى جانب عدد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، كان من اهمها مسلسل "عائلة الحاج متولي". وفي الوقت الذي يحقق فيلمه الاخير "مافيا"، من اخراج شريف عرفة وبطولته امام منى زكي وأحمد السقا نجاحاً كبيراً في القاهرة، التقينا مصطفى شعبان في اروقة مسرحيته الجديدة على خشبة المسرح القومي بعنوان "تحب تشوف مأساة" من تأليف لينين الرملي واخراج خالد جلال وبطولته امام نور اللبنانية، وكان هذا الحوار: كيف كانت بدايتك مع التمثيل والفن؟ - بدأت وأنا طالب في الجامعة كممثل مسرح، ثم عملت مع الفنان الكبير محمد صبحي في مسرحيته "بالعربي الفصيح" وجسدت فيها شخصية شاب جزائري. ومن خلالها اختارني المخرج السينمائي زكي فطين عبدالوهاب لفيلمه "رومانتيكا" ثم المخرج "سيد سعيد" لفيلم "القبطان" امام النجم محمود عبدالعزيز. في ذلك الوقت كانت السينما تقدم ما يقرب من ستة افلام فقط كل عام، ولم تكن في حالها الراهنة، بعد ذلك اختارني المخرج محمد راضي في فيلمه "فتاة من اسرائيل" ومن بعده فيلم "حائط البطولات" الذي لم يعرض بعد، ثم توالت افلامي "الشرف" مع فاروق الفيشاوي وجيهان فاضل، وعن هذا الدور حصلت على جائزتين من مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي وجائزة الاوسكار للسينما المصرية، و"اتفرج يا سلام" مع ماجد المصري وإلهام شاهين، و"سكوت حنصور" للمخرج يوسف شاهين وأمام لطيفة وروبي وأحمد بدير وماجدة الخطيب، و"النعامة والطاووس" للمخرج محمد ابو سيف وأمام لبلبة وبسمة، ثم فيلم "خلي الدماغ صاحي" ايضاً لمحمد ابو سيف وأمام داليا مصطفى وسامي العدل، وفيلم "مافيا" الذي يعرض حالياً امام احمد السقا ومنى زكي وأحمد رزق. وماذا عن تجربتك مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "سكوت حنصور" التي لم تلق النجاح المنتظر لها؟ - أعتقد ان بساطة هذا الفيلم مقارنة بأفلام شاهين الاخرى هي التي صدمت الجمهور، وجعلت الكثيرين لا يصدقونه وبالتالي يهاجمون الفيلم لأنه ساذج او بسيط، لكنني ما زلت أحترم تجربتي مع هذا المخرج الكبير، لأنني تعلمت منه دروساً كثيرة جداً، ولانني كنت اتعامل مع مؤسسة كبيرة اسمها يوسف شاهين وليس مجرد مخرج يحاول ان يجرب شيئاً جديداً، وبالتالي فإنني لم اهتم بالهجوم الذي شنه بعضهم على هذا الفيلم. فيلمك الاخير "مافيا" حقق نجاحاً كبيراً في رأيك ما سبب هذا النجاح، خصوصاً أن الفيلم بعيد عن موجة الكوميديا السائدة الآن في السينما المصرية؟ - فيلم "مافيا" هو نتاج عمل استمر لأكثر من خمسة شهور متواصلة، واعتقد اننا كفريق عمل كانت في داخلنا جميعاً رغبة في تقديم شيء جديد وطازج على مستوى التكنيك السينمائي المطروح الآن في العالم، ولم تكن وصفة الكوميديا الرائجة الآن ضمن اهدافنا، لأننا نطرح قضية وطنية في الاساس، تدين أو تعالج مشكلة الارهاب الدولي الذي يريد تشويه صورة مصر والبلاد العربية امام العالم اجمع، وتصويرنا على اننا بلاد غير آمنة، وهي قضية الساعة. إذاً فنحن نجحنا لأن "مافيا" يعالج مشكلة راهنة وليست قديمة، اضافة الى الشكل السينمائي المتطور الذي حرص عليه المخرج شريف عرفة، وفريق العمل الذي تكون من نجوم شباب مطروحين الآن على الساحة بقوة مثل احمد السقا ومنى زكي وأحمد رزق. قررت اخيراً الوقوف على المسرح القومي من خلال مسرحية "تحب تشوف مأساة" للكاتب الساخر لينين الرملي، فهل جاءت خطوة المسرح بعد تشبع سينمائي وتلفزيوني لك في الفترة الاخيرة؟ - لم اتشبع بعد لا من السينما ولا من التلفزيون، ولكن مجرد التفكير في الوقوف على خشبة المسرح القومي المصري شيء جميل، وله ثقل ومكانة كبيرة لأي فنان. ومن ناحية اخرى اعجبني النص المسرحي جداً، لأنه يتناول مشكلة التغييب الذي يحياه الشباب العربي الآن، وانعدام الثقافة والانعزال وغيرها، ولانني اثق في المؤلف واحترم مكانته وتاريخه، وفي امكانات مخرج العرض الفنان خالد جلال وافقت على بطولة العرض على الفور، ناهيك بوجود فنان كبير معنا مثل عبدالرحمن ابو زهرة والكثير من النجوم الشباب مثل نور اللبنانية ولقاء الخميسي وسامح الشجيع وأحمد فؤاد سليم وغيرهم. ما هو جديدك؟ - حتى الآن لم احدد بعد العمل الذي سأبدأ تصويره، ولكن هناك فيلماً أنتظر عرضه هو "خلي الدماغ صاحي" للمخرج محمد ابو سيف وبطولتي امام داليا مصطفى وسامح العدل، لأنه عمل كوميدي من الطراز الراقي. وهو يحكي في قالب فانتازي قصة شاب فقير تتنازعه الرغبات في الثراء وامتلاك المال، ما يهدد حياته الهادئة والبسيطة، كما اقرأ الآن عدداً من السيناريوات الجديدة لأختار من بينها قصة رومانسية ستكون جديدة في السينما خلال الفترة المقبلة. وكيف ترى المشهد السينمائي الراهن في مصر؟ - لو سألتني هذا السؤال قبل عامين ربما ما استطعت ان اجيبك، ولكنني الآن أرى ان هناك تصفية سينمائية بدأت تحدث، وبدأنا نرى الجمهور وهو يدين الكثير من الاعمال السيئة التي تتذاكى عليه، ولكن ليس معنى كلامي اننا نريد النجوم الموجودين حالياً في شكل سينمائي معين. على الاطلاق، اتمنى ان يتعدد النجوم الموجودون حالياً، لأن هذا التعدد من شأنه إثراء المشهد السينمائي بأنماط وأشكال سينمائية عدة من شأنها ان تفيد الناس. فكل نجم يستطيع ان يقيس مدى نجاحه بنوعية الاعمال التي تعرض عليه، وهو ما يشعرني بالتفاؤل الآن، فأنا راضٍ عن اعمالي الاخيرة بنسبة كبيرة، وأعتقد انني لم ادخل حسابات الشباك السينمائي بعد، وأتعامل مع نفسي على انني ممثل هاو يحب العمل في السينما والفن، بعيداً من النجومية المفاجئة، التي سرعان ما تنتهي الى فشل كبير.