ادى نشر تقويم الحكومة البريطانية لما يملكه العراق من اسلحة الدمار الشامل، واعلانها الاستعداد العسكري بصورة متوازية مع الجهود الديبلوماسية، الى تراجع مؤشر بورصة لندن الى اقل من مستوى 3700 نقطة وخسارة الشركات البريطانية ما يصل الى 37 بليون دولار من قيمتها في الساعة الاولى لنشر ما عُرف باسم "ملف بلير"، وتراجع المؤشر من 3739.4 نقطة الى 3625 نقطة مسجلاً ادنى مستوى منذ تموز يوليو 1996 عندما بلغ المؤشر 3612.6 نقطة. وتزامن تراجع بورصة لندن مع اغلاق الاسواق الآسيوية على انخفاض خصوصاً بورصة طوكيو التي انخفض مؤشرها الى 9321.64 نقطة. كما ادى الموقف البريطاني المتشدد الى ارتفاع خام القياس "برنت" ليقترب من مستوى 30 دولاراً للبرميل وليتناسق ارتفاعه مع تجاوز "سلة اوبك" الحد الاقصى لآلية الاسعار ولتحقق 28.28 دولار للبرميل والى تحقيق الذهب اكثر المكاسب منذ 9 اسابيع. لندن - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - رويترز - قال ارنست فيلتكه عضو مجلس محافظي البنك المركزي الاوروبي امس ان نشوب حرب في العراق قد يؤدي الى خفض معدل النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. وابلغ ندوة نظمتها مؤسسة "ماركت نيوز انترناشيونال" ان ثمن النفط يُسدد بالدولار لذلك سيرتفع الطلب على الدولار، ما قد يؤسس تضخماً مستورداً ويؤدي الى انخفاض النمو. وأضاف انه يشعر بالقلق خشية الا تقتصر اي حرب تنشب على العراق وانها قد تمتد الى مصر وتركيا وربما السعودية. مؤشر "فايننشال تايمز" وفي ظل اجواء الحرب هوى مؤشر "فايننشال تايمز" للاسهم البريطانية الى ادنى مستوياته في ستة اعوام بعدما بددت المخاوف المتفاقمة في شأن تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع ارباح الشركات البريطانية نحو 24 بليون جنيه استرليني 37 بليون دولار من المؤشر. وانخفض المؤشر المؤلف من اسهم 100 شركة بريطانية كبرى، بعد ساعة من نشر "ملف بلير"، 2.5 في المئة. وقال احد المتعاملين البريطانيين "الانباء السيئة تتوالى يوماً بعد الآخر. ولا بادرة في الأفق على اي انباء سارة". واشار الى المخاوف في شأن الشرق الاوسط والاقتصاد الاميركي والقلق المتزايد في شأن متانة القطاع المصرفي. وكانت اسهم المصارف البريطانية وراء نحو 40 نقطة من خسائر المؤشر بينما بددت اسهم الاتصالات 14 نقطة اخرى. وفقد سهم مجموعة "بريتيش تيليكوم" 6.24 في المئة كما خسرت اسهم "باركليز بنك" و"لويدز تي. اس. بي." في حدود 4.5 في المئة. النفط ومع لجوء تجار النفط الى قطف المكاسب من ارتفاع الاسعار في بورصة لندن بعد ارتفاع الطلب على الخام حافظ "برنت" على جانب كبير من ارتفاعه في المعاملات الآجلة بعدما سجل قفزة كبيرة عند الفتح تدعمه المخاوف المتزايدة من عمل عسكري ضد العراق وتوقعات بانخفاض المخزون النفطي الاميركي. وارتفع برنت صباحاً الى 29.88 دولار للبرميل لكنه تراجع لاحقاً الى 29.54 دولار للبرميل في عقود تشرين الثاني نوفمبر وهو مستوى لم يشهده منذ الفترة التي أعقبت هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي على الولاياتالمتحدة. وعند الثانية بعد الظهر بتوقيت غرينيتش كان "برنت" عند مستوى 29.64 دولار للبرميل. وفي المعاملات الالكترونية على نظام اكسيس ارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود تشرين الثاني 41 سنتا الى 31.12 دولار للبرميل ليسجل أعلى مستوى منذ 19 شهرا. وزاد سعر السولار في بورصة لندن لعقود تشرين الاول 2.25 دولار للطن ليصل الى 249 دولاراً. ويترقب المحللون بيانات معهد البترول الاميركي عن المخزونات ويتوقعون ان تظهر انخفاض الخام بنحو 2.8 مليون برميل في الاسبوع الذي انتهى في 20 ايلول الجاري. 60 دولاراً للبرميل وقال خبراء في شؤون النفط ان سعر برميل النفط قد يبلغ 60 دولاراً في حال ادى الهجوم على العراق الى نزاع واسع النطاق في الشرق الاوسط. ورأى هيرمان فرانسن مدير شركة "بتروليوم ايكونوميكس ليمتد" في ندوة نظمتها جامعة جون هوبكينز "ان مثل هذا السيناريو ممكن اذا ما نجم عن تدخل اميركي محتمل اتساع نطاق النزاع الى اسرائيل التي ستتعرض حتماً لهجوم عراقي بالاسلحة البيولوجية". وبالعكس، اذا واجه تدخل عسكري اميركي محتمل في العراق قليلاً من المقاومة فان سعر النفط قد يتدنى بسرعة كبيرة بعد ارتفاع في البداية كما كانت عليه الحال في 1991. وفي هذه الحالة، ستتوافر مادة النفط في السوق في السنوات العشر المقبلة من دون اي ضغط على الاسعار. واعتبر جيمس بليك المسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط، "ان سعر النفط الخام يمكن ان يتضاعف في حال اتساع النزاع". لكنه قال "من غير المرجح كثيرا ان يغرق النفط العراقي السوق حتى في حال نصر سريع للاميركيين". من جهة اخرى، اعتبر هيرمان فرانسن انه "لا يمكن في اي حال من الاحوال ان يكون لنزاع واسع النطاق الانعكاس نفسه الذي سببه الحصار النفطي في السبعينات على السوق النفطية الدولية". وقال "اليوم لدينا سوق نفطية آجلة في نيويورك ودول اخرى اكثر شفافية وآلية للرد وضعتها الوكالة الدولية للطاقة وتحد من انعكاس اي حصار نفطي". الذهب وقفز سعر الذهب امس الى أعلى مستوى منذ 9 اسابيع مع هبوط أسواق الاسهم الاوروبية الى ادنى مستوياتها منذ خمسة أعوام ونصف العام وسط احتمالات الهجوم على العراق. وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 325 دولاراً للاونصة في جلسة التعامل الاوروبية ليسجل بذلك أعلى مستوى منذ 22 تموز يوليو الماضي بارتفاع يقترب من ثلاثة دولارات عن سعر الاغلاق في نيويورك الاثنين. وقال متعاملون ان الاموال تدفقت من الصناديق الاستثمارية على الذهب بحثاً عن ملاذ آمن من الهبوط الحاد الذي تشهده أسواق الاسهم والمخاوف من نشوب حرب مع العراق.