سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
90 دبابة تشارك في توغل اسرائيلي في القطاع ... والعملية "حل موقت" في انتظار المصادقة على إكمال احتلاله . آلاف يتعهدون الانتقام للشهداء التسعة في "مجزرة غزة"
ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة بشعة جديدة في حق الفلسطينيين في قطاع غزة أمس راح ضحيتها تسعة شهداء و25 جريحاً وتدمير عدد من المنازل والورش الصناعية والمحال التجارية. وخمسة من الشهداء التسعة مقاتلون ومقاومون من "فتح" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي". ومن بينهم شقيقان لعائلة المغني، وشقيقان آخران لعائلة الديب. والشهداء هم محمد محمود كشكو 45 عاماً من حي الزيتون جنوب مدينة غزة وهو أحد أبرز ناشطي كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة "فتح"، وياسين نايف نصّار 50 عاماً من الحي نفسه ومن ناشطي حركة "حماس"، وجابر عبدالله الحرازين 40 عاماً من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ناشط في حركة الجهاد الاسلامي، والشقيقان ايهاب ووليد هشام المغني 21 و16 عاماً، والشقيقان خالد وعادل عطا الديب 34 و30 عاماً، ونضال اسماعيل الرسك 26 عاماً وجميعهم من حي الشجاعية، واشرف زويد 22 عاماً من حي الدرج. وشيعت بعد صلاة ظهر أمس الشهداء التسعة الى مثواهم الأخير في موكبين جنائزيين مهيبين في مقبرة الشهداء شرق المدينة ومقبرة حي الشيخ رضوان شمال المدينة. وهتف المشيعون، الذين قدر عددهم بالآلاف وحملوا الأعلام الفلسطينية ورايات فصائل المقاومة، بحياة الشهداء، داعين الى الانتقام لدمائهم من الصهاينة. وكانت 90 دبابة وآلية عسكرية اسرائيلية تقدمت من ثلاثة محاور في اتجاه حيي الزيتون والشجاعية جنوب وشرق مدينة غزة على التوالي، قادمة من مستوطنة "نتساريم" اليهودية الواقعة جنوبالمدينة، ومن مواقع عسكرية تقع على خط الهدنة الفاصل بين أراضي قطاع غزة وأراضي 48 شرق المدينة. وتوغلت الدبابات اكثر من كيلومترين داخل المدينة وأصبحت على بعد نحو 500 متر من وسطها وقلبها النابض. وخرج مئات المسلحين والمقاتلين للتصدي لدبابات الاحتلال التي سلكت طرقاً فرعية ضيقة وشوارع ترابية غير مألوفة، وهدمت جدران وأسوار بعض المنازل للوصول الى الحيين وتلافيا للسير في الشوارع والطرقات الرئيسة والفرعية المعهودة خشية أن يكون المقاتلون زرعوها بالألغام والعبوات الناسفة. وقال شهود ل"الحياة" ان عشرات وربما مئات العبوات الناسفة زرعها المقاتلون في شوارع الحيين، خصوصاً حي الشجاعية، الأمر الذي اسفر عن تدمير ثلاث دبابات "ميركافا" اسرائيلية، وهو أمر لم تؤكده أو تنفه سلطات الاحتلال الاسرائيلي. وكان المقاومون الفلسطينيون دمروا منذ اندلاع الانتفاضة وحتى الآن خمس دبابات من نوع "ميركافا" ومدرعة من نوع "نجمحون" اسرائيلية الصنع. وبدأ الهجوم الاسرائيلية عند الحادية عشرة قبل منتصف ليل الاثنين - الثلثاء واستمر زهاء ست ساعات حتى الخامسة فجر الثلثاء وأسفر عن سقوط الشهداء التسعة و25 جريحاً وتدمير عدد من المنازل من بينها منزل محمد فرحات المقاتل في حركة "حماس" الذي استشهد في عملية فدائية نفذها في بداية العام الحالي في مستوطنة "عتسمونه" في رفح أقصى جنوب قطاع غزة وقتل فيها خمسة اسرائيليين. ووصفت مصادر طبية في مستشفى الشفاء اصابات ستة من الجرحى بأنها خطيرة جداً. في حين وصفت جروح الباقين بأنها بين خفيفة ومتوسطة. ونسفت قوات الاحتلال بالديناميت عدداً من الورش الصناعية والمخارط وورش اصلاح السيارات ومحركاتها، وعدداً من محال بيع قطع غيار السيارات التي يشتهر بها الحيان في المدينة. ولحقت اضرار جسيمة بعدد من المنازل والسيارات والمحال التجارية اثناء عمليات التفجير والقصف بقذائف الدبابات والرشاشات، الذي شاركت فيه أيضاً طائرات مروحية من نوع "اباتشي" اميركية الصنع. وحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" فإن قوات الاحتلال "فجرت 13 ورشة استخدمت لصنع الوسائل القتالية وصواريخ القسام". ونقلت الصحيفة على موقعها على شبكة الانترنت عن ناطق باسم الجيش الاسرائيلي انه "تم كشف 58 ورشة لتصنيع الوسائل القتالية منذ بداية الشهر" الجاري، مضيفة ان "الحملة العسكرية التي جرت الليلة شبيهة بالعمليات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في ارجاء قطاع غزة في الاسابيع الاخيرة، وذلك بهدف ملاحقة المطلوبين وضبط وسائل قتالية وورش لصناعة الذخائر والقذائف والعبوات الناسفة". وكشفت ان قائد وحدة "جفعاتي" العميد عماد فارس الذي قاد معظم الحملات العسكرية في الاسابيع الاخيرة في قطاع غزة، هو الذي يقود الحملة الحالية ايضاً. ويتبين من اسم قائد الوحدة انه من اولئك الدروز الذين يحاولون اثبات ولائهم للدولة العبرية حتى ولو على حساب اشقائهم الفلسطينيين ودمائهم، في الوقت الذي يرفض جنود اسرائيليون يهود ودروز الخدمة في الأراضي الفلسطينية. وقالت الصحيفة: "ان عمليات توغل الجيش الاسرائيلي في مناطق السلطة الفلسطينية في قطاع غزة هل حل موقت، وذلك حتى يصادق الجهاز السياسي على القيام بحملة واسعة للسيطرة على قطاع غزة بمشاركة العديد من الفرق العسكرية". وتأتي هذه المعلومات والعملية الأخيرة في غزة بعد ساعات قليلة على تهديدات اطلقها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الذي اعتبر ان قطاع غزة يمثل مركزاً لحركة "حماس" وان قواته لم تنته بعد من القطاع، وأنه سيحشد قوات اضافية لمهاجمة القطاع وضرب "حماس".