اعلنت "سرايا القدس" التابعة لحركة "الجهاد الاسلامي" مسؤوليتها عن مقتل ضابط في الجيش الاسرائيلي امس خلال عملية توغل نفذها الجيش في بلدة صيدا شمال الضفة الغربية واسفرت ايضا عن استشهاد فلسطيني من الحركة واعتقال آخر. وفي قطاع غزة، توغل الجيش في بيت حانون في اعقاب مقتل ثلاثة جنود في وقت سابق في هجوم نوعي نفذته ألوية تابعة ل"لجان المقاومة الشعبية"، واثار صدمة في الاوساط الاسرائيلية لجهة جرأته، خصوصا بعد الاضرار التي الحقها بدبابة "ميركافا 3" التي تعتبرها اسرائيل الاكثر تطورا وقوة في العالم، في حين اعترف بعض المعلقين ان الهجوم "وجه صفعة مدوية الى الغطرسة العسكرية الإسرائيلية". وفي التفاصيل، افادت مصادر عسكرية اسرائيلية ان اللفتنانت كولونيل ايال وايس 34 عاما، وهو قائد وحدة النخبة "دوفديفان" منذ نيسان ابريل عام 2001، قتل جراء انهيار جدار في احد المنازل الذي اصابه جنوده باضرار في وقت سابق اثناء عملية توغل في صيدا. الا ان حركة "الجهاد" اعلنت انها قتلت الضابط الاسرائيلي، مشيرة الى انه "في سياق العدوان الوحشي قامت القوات الصهيونية بمحاصرة ومهاجمة منزل المجاهد جاسر عفيف عبد الغني من قيادات سرايا القدس قرب طولكرم فتصدى لهم المجاهدون الابطال بوابل من النيران والقنابل اليدوية فقتل خلال هذا الاشتباك قائد الوحدة الصهيونية الخاصة دوفديفان"، مضيفة: "اثر ذلك هدمت قوات الاحتلال المنزل وغيره من المنازل" كما اعتقلت جاسر عبد الغني. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الجنود وحدة "دوفديفان" التي يتنكر افرادها بالزي الفلسطيني، اسروا ناشطا واحدا على الاقل من "الجهاد". وافاد شهود ان فلسطينيا ينتمي الى "الجهاد" ويعاني من شبه شلل في رجليه، قفز من سطح منزله في محاولة للهرب، فلحق به جنود "الوحدة الخاصة" واطلقوا عليه النار وهو ميت. قطاع غزة وفي قطاع غزة، توغل الجيش مجددا في بيت حانون بعد مقتل ثلاثة جنود في ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة في هجوم نوعي نفذه مقاتلون من حركة "فتح" على طريق تربط مستوطنة "نتساريم" مع اسرائيل، وفجروا خلاله لغمين كبيرين اثناء مرور قافلة اسرائيلية. واوضح بيان صادر عن "لجان المقاومة الشعبية" ان ذراعها العسكرية "ألوية الناصر صلاح الدين" في قطاع غزة نفذت العملية التي جاءت رداً على "اغتيال خمسة من أبناء الأمن الوطني الفلسطيني واقتحام مدننا وقرانا، واستمراراً لنهج الجهاد والمقاومة". وأوضحت ان "ألوية الناصر صلاح الدين - لواء الشهيد اسماعيل أبو القمصان - فجرت عبوتين ناسفتين كبيرتين أثناء مرور قافلة صهيونية تضم باص ركاب للمستوطنين، وذلك على الطريق الواصل بين مفترق الشهداء ومعبر المنطار". ويستخدم المستوطنون وقوات الاحتلال الطريق في التنقل بين مستوطنة "نتساريم" المعزولة جنوبغزة ومعبر المنطار. واضاف البيان ان "لواءنا المقاتل اعقب هاتين العبوتين بهجوم كاسح بالأسلحة الرشاشة وقذائف الانيرجا استمر زهاء 45 دقيقة قبل ان يتمكن لواؤنا من العودة بسلام تاركاً الرعب والدمار في صفوف العدو وآلياته". واشار شهود الى ان انفجاراً وقع ما استدعى قدوم تعزيزات عسكرية اسرائيلية، فوصلت الى المكان دبابة انفجرت اسفلها عبوة كبيرة ثانية ادت الى شطرها الى قسمين ومقتل الجنود الثلاثة وجرح رابع نقل الى مستشفى في بئر السبع. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" في موقعها على الانترنت ان الانفجار استهدف دبابة "ميركافا سيمان 3" اسرائيلية الصنع. ونقلت عن مصادر مطلعة انه "تم نصب اللغم على شارع ترابي تستخدمه دبابات الجيش وان قوة الانفجار ادت الى تحطم دروع الدبابة التي تعتبر احدى الدبابات الاكثر تطوراً وقوة في العالم، مضيفة ان "الذين كانوا داخل الدبابة من كتيبة سوفا التابعة للواء المدرعات باراك". ونقلت الصحيفة عن احد ضباط المدرعات قوله: "رأيت الكثير من الدبابات التي تعرضت لاصابات لكنني لم ار اصابة كهذه ابداً" في اشارة الى قوة الانفجار الذي يقال انه ناجم عن لغم زنته 50 كيلوغراماً من المتفجرات. وفي اعقاب الهجوم توغلت الدبابات والآليات الاسرائيلية 800 متر جنوب مدينة بيت حانون، اضافة الى تسيير دوريات راجلة في المنطقة بحثا عن المنفذين الذين لاذوا بالفرار. كما توغلت دبابة اخرى نحو 200 متر جنوب شرقي مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة. ووقع الهجوم في منطقة يسميها الفلسطينيون "حجر الديك" يحدها من الجنوب مخيم البريج للاجئين ومن الشمال حي الشجاعية في مدينة غزة ومن الشرق خط الهدنة ومن المغرب مدينة غزة، ويبلغ عدد سكانها ألفي نسمة يقطنون منازل متناثرة على مئات الدونمات. وقبل نحو سبعة شهور استشهد أحد أبرز القادة المؤسسين للجان رمضان عزام وثلاثة من رفاقه في انفجار لغم زرعه الجنود على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر. واطلق القادة اسم رمضان عزام على أحد الألوية ايضاً، اضافة الى لواء اسماعيل أبو القمصان الذي اغتالته قوات الاحتلال قبل نحو شهر، ولواء الشهيد خالد عواجة وغيره. وكان أبو القمصان الذي انتقم له رفاقه أول من امس بقتل الجنود الثلاثة، قائد لجان المقاومة الشعبية شمال قطاع غزة. وقال قائد الالوية الحالي ل"الحياة" ان مقاتلي الألوية المختلفة التابعة للناصر صلاح الدين نفذوا اكثر من 100 عملية عسكرية ضد أهداف اسرائيلية في قطاع غزة حيث يتركز نشاطها، منها 15 عملية نوعية اسفرت عن مقتل أو جرح جنود أو مستوطنين. إسرائيلياً، نقلت الاذاعة الرسمية عن مصادر عسكرية ان الفلسطينيين تبنوا، في هذا الهجوم، أساليب "حزب الله" سواء لجهة استخدام العبوات الناسفة الكبيرة أو لجهة وضع عبوتين أو أكثر لإصابة قوات الانقاذ والتعزيزات التي ترسل بعد الانفجار الأول. وتحت عنوان "لبنان هنا، الآن" كتبت صحيفة "معاريف" في افتتاحيتها تقول إن الفلسطينيين نجحوا في تسديد ضربة قوية لأحد رموز جبروت الجيش الإسرائيلي - "دبابة ميركافا 3". وزادت ان ثمة بعداً خطيراً آخر لهذا الهجوم "الذي يعتبره الفلسطينيون برهاناً على قدرتهم على مواجهة المدرعات الإسرائيلية والتكنولوجيا المتطورة، التي طالما أشعرتهم بالنقص". وتابعت ان "الهجوم قفز في المناطق الفلسطينية درجة أخرى - مباشرة إلى الأيام العصيبة في لبنان". فالسيناريو عن لبننة المناطق بدءاً بالعبوات الناسفة على جوانب الطرق وبالكمائن المتطورة على شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة "تحقق أمس وبأقصى خطورته". ورأت أن الفلسطينيين الذين وضعوا العبوة تبنوا أساليب عمليات "حزب الله" في لبنان، "مستغلين عدداً من المبادئ الأساسية لرجال العصابات التي تحارب جيشاً نظامياً وقوياً. ومع هذا الواقع، واجه الجيش صعوبة في معالجته".