قال وزير النفط والثروة المعدنية بدولة الإمارات عبيد بن سيف الناصري: "انه ليس هناك مبرر الآن لزيادة انتاج منظمة "اوبك" لأن الاسعار لا تزال في إطار النطاق السعري الذي حددته المنظمة بين 22 و 28 دولاراً للبرميل. ولكن الوزير، الذي تحدث "للحياة" ترك الباب مفتوحاً امام المنظمة لإتخاذ قرار جماعي عندما تجتمع غداً الخميس في أوساكا اليابانية في شأن مستوى الإنتاج. وقال: "إن أوبك ستصل الى قرار جماعي في شأن زيادة الإنتاج أو تركه عند مستوياته الحالية"، مؤكداً ان المنظمة "ستتخذ القرار الذي يخدم مصالح دولها مجتمعة وليس مصلحة دولة او منطقة واحدة". واضاف الناصري: "ان قرار زيادة الإنتاج من عدمه يتحدد في ضوء الحاجة الفعلية للسوق النفطية ولا تمليه ظروف سياسية موقتة" في إشارة الى التهديدات الأميركية بضرب العراق. واكد انه سيتم في اجتماع "اوبك" استعراض وجهات النظر التي قد تختلف مع وجهة نظرنا بعدم زيادة الإنتاج وسيتم ترجيح وجهة النظر التي تخدم المصلحة الجماعية لدول "أوبك". وجدد الناصري تأكيده على عدم زيادة الإنتاج في اجتماع أوبك "خصوصاً ان مستوى الأسعار والطلب العالمي على النفط والمخزونات الاستراتيجية لا تتطلب أي زيادة في انتاج أوبك". واكد انه في حال حدوث زيادة في الطلب الدولي ستجتمع "أوبك" نهاية السنة أو في نهاية تشرين الأول اكتوبر لاتخاذ القرار المناسب. وقال: "ان الهدف النهائي لنا هو الحصول على سعر عادل ومعقول للنفط يرضي المنتجين والمستهلكين ونحاول تجنب الاضطرابات الشديدة في مستويات الاسعار". ولفت الناصري الى ان متوسط أسعار النفط السنة الجارية حتى الآن لا يزال عند مستوى 23 دولاراً للبرميل على رغم وجود تذبذبات في السوق تتحكم فيها عوامل كثيرة. وفي شأن مطالبة بعض دول "أوبك" بزيادة حصتها الانتاجية تحت ضغط التهديد بالانسحاب من المنظمة، قال وزير النفط الاماراتي: "إننا لم نسمع بهذه التهديدات من أي دولة، وان دولاً كثيرة منها دولة الامارات لديها طاقة انتاجية فائضة، لكن هذه الطاقة ليست للاستخدام في الوقت الحالي، وستكون جاهزة للاستخدام عند ارتفاع الطلب على النفط وخروج حقول نفطية في مناطق كثيرة من العالم من دائرة الانتاج". ورفض الوزير الاماراتي التعليق على اشاعات في شأن انسحاب بعض الدول من منظمة "أوبك". وقال: "لا أريد ان أعلق على مثل هذه الاحاديث، خصوصاً اننا لم نسمع بها". وأكد على ضرورة التزام الدول الأعضاء حصصها الانتاجية الحالية، وقال: "اننا نعترف بوجود ضعف في الالتزام من جانب بعض الدول وهذا ناتج عن وجود سعر مناسب للبرميل يشجع بعض الدول على زيادة انتاجه، ولكن الحديث عن تجاوز أوبك لسقف الانتاج 21.7 مليون برميل يومياً بمعدل مليوني برميل مبالغ فيه كثيراً". ورفض الناصري اضفاء الشرعية على التجاوزات الانتاجية الحالية عندما تجتمع "أوبك" الخميس، وقال: "ان لنا تجربة سيئة في هذا الشأن عندما اجتمعنا في جاكارتا عام 1998 الأمر الذي أدى الى انخفاض كبير في أسعار النفط اضطررنا بعده الى خفض انتاج المنظمة بمقدار خمسة ملايين برميل لزيادة الاسعار الى مستويات معقولة". وتوقع وزير النفط الاماراتي ارتفاع الاسعار في حال نشوب اعمال عسكرية ضد العراق، خصوصاً اذا تعدى تأثير الحرب الى دول مجاورة، وقال: "لقد سمعنا أخباراً ايجابية بموافقة العراق على عودة المفتشين من دون شروط مسبقة وهذه خطوة ايجابية نأمل ان يتم تفهمها من جانب الدول الأخرى". ورفض الناصري توقع مستويات الأسعار في حال توجيه ضربة عسكرية الى العراق... وقال: "ان نشوب الحرب سيشكل كارثة على العراق والمنطقة والاقتصاد العالمي". واكد ان أي حرب لا تبرر زيادة الانتاج.