قال وزير النفط والثروة المعدنية في دولة الامارات عبيد بن سيف الناصري ان قمة دول منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك التي ستعقد يوم الاربعاء المقبل في كاراكاس قد تتخذ قراراً بزيادة انتاج المنظمة. ووصف قرار الادارة الأميركية بضخ جزء من الاحتياطي الاستراتيجي بأنه قرار "سيادي داخلي" قد يكون له تأثير ايجابي. وأكد الوزير في تصريحات له قبيل مغادرته أبوظبي امس في طريقه الى كاراكاس ان زيادة الانتاج ليست مطروحة على جدول أعمال القمة، ولكن القادة "يرون ما هو ضروري وممكن" في شأن ضخ كميات اضافية من النفط الخام إذا تطلبت السوق النفطية ذلك. وقال ان لدى "أوبك" آلية لضخ 500 ألف برميل في كل مرة تتجاوز فيها الأسعار 28 دولاراً للبرميل لمدة 20 يوماً. وأضاف ان "أوبك" وادراكاً منها لأهمية امداد السوق بالنفط قامت في اجتماعاتها الثلاثة الأخيرة بضخ كميات أكبر من المعدل الذي حددته الآلية. واتخذت "أوبك" في اجتماعات عقدتها في آذار مارس وحزيران يونيو الماضيين وأيلول سبتمبر الجاري بزيادة انتاجها بمعدل 1.7 مليون برميل يومياً و708 آلاف برميل يومياً و800 ألف برميل يومياً على التوالي دون أن تؤثر هذه الزيادات في وقف ارتفاع الأسعار. وأكد الناصري ان الامارات ستنتج حصتها كاملة 2.289 مليون برميل يومياً ابتداء من أول الشهر المقبل، وأنها ستكون مستعدة لانتاج أي كمية اضافية في حال قررت "أوبك" زيادة انتاجها 500 ألف برميل أخرى يومياً. وحول مطالبة المفوضية الأوروبية لمنظمة "أوبك" بضخ كميات اضافية من النفط قال الناصري ان المنظمة "عملت ما باستطاعتها"، وقامت بخطوات ايجابية وزادت الانتاج ثلاث مرات متتالية، وبأكثر ما تنص عليه آلية الأسعار، فزادت انتاجها بأكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً 3.2 مليون برميل يومياً ووصلت الزيادة في "أوبك" الى نحو أربعة ملايين برميل يومياً نتيجة التجاوزات، ويضاف اليها الزيادات الانتاجية من الدول خارج "أوبك". وأكد ان الدور الآن على الدول المستهلكة في تخفيف الأعباء على المستهلكين في هذه الدول من خلال إعادة النظر في الضرائب الباهظة على النفط باعتراف جميع المحللين. ووصف وزير النفط الاماراتي قرار الادارة الأميركية بضخ جزء من المخزون الاستراتيجي بأنه "قرار سيادي" وتحدده السياسة الداخلية للولايات المتحدة الأميركية، و"سيكون له من دون شك تأثير على الأسعار، ونأمل ان يكون تأثيراً ايجابياً ويؤدي الى تخفيف حدة الارتفاعات في الأسعار والوصول الى توازن واستقرار في أسعار النفط". وأكد ان حديث الولاياتالمتحدة الأميركية عن استخدام بدائل للنفط "سياسة ليست جديدة" وتمارسها جميع الدول المتقدمة وتأتي في اطار تنويع مصادر الطاقة. وقال: "انها سياسة ليست آنية، وانما هي سياسة مستمرة". وتوقع وزير النفط الاماراتي ان تحقق أسعار النفط مستويات طيبة خلال سنتي 2000 و2001. وقال انها ستكون بحدود 25 دولاراً للبرميل وربما تتجاوز ذلك نتيجة وجود مؤشرات على تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفع يتجاوز أربعة في المئة في الدول الصناعية والدول النامية خلال هاتين السنتين. وأكد الناصري أهمية أن تضع قمة كاراكاس استراتيجية جديدة لمنظمة "أوبك" تتعامل مع الظروف والمتغيرات الحديثة في الاقتصاد العالمي. وقال ان المنظمة تؤكد في كل اجتماع على وضع استراتيجيات جديدة وزيادة التعاون بين المنتجين في "أوبك" وخارجها وتفعيل الحوار بين المنتجين والمستهلكين "وهو أمر ضروري للمرحلة المقبلة". وقال الناصري ان قمة كاراكاس مهمة لأنها تأتي احتفالاً بمرور 40 عاماً على تأسيس المنظمة، وتأكيداً على أهمية "أوبك" بالنسبة للاقتصاد العالمي ودعم التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء.