بيروت - "الحياة" كشف وفد خبراء المياه الأميركيين الذي زار جنوبلبنان امس على الأشغال التي تنفذها السلطات اللبنانية لاستكمال تركيب مضختين وأنابيب لجر مياه نبع الوزاني الى عدد من القرى الحدودية لتزويدها مياه الشفة والري. وكانت اسرائيل احتجت، ملوحة بالحرب، ومطالبة واشنطن بالضغط على لبنان لوقف هذه الأشغال. واكد لبنان إصراره على استكمال هذه الأشغال معتبراً ان الإفادة من مياه الوزاني رافد لنهر الحاصباني الذي يصب في بحيرة طبريا في فلسطينالمحتلة هو حقه لأن ما يستخدمه منها أقل من حصته. واتفق الرؤساء اميل لحود ونبيه بري ورفيق الحريري على ان "اي معالجة لهذه القضية تتم عن طريق الأممالمتحدة مع اطلاع الدول الصديقة ومنها الولاياتالمتحدة على الموقف اللبناني في هذا الصدد". وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة" ان التحرك الأميركي الميداني لمعاينة الأشغال جاء بعدما لجمت واشنطن التهديدات الإسرائيلية، وذلك من أجل "تجنيب الدولة العبرية خوض معركة خاسرة على الصعيد الدولي"، إذ أن لبنان لا يستخدم سوى حصة قليلة مما يفترض أن يحصل عليه. وقال احد المسؤولين اللبنانيين الذين رافقوا وفد الخبراء الأميركيين برئاسة جيم فرنكوفيتش ل"الحياة" أن الخبير "طرح اسئلة وطلب زيارة مواقع تدل الى انه يعرف تماماً عما يبحث، وإلى ان الجانب الإسرائيلي زوده معطيات كثيرة لتبرير احتجاجه على الأشغال التي نقوم بها، وبالتالي أراد التأكد من صحتها. وأبرز ما بيناه للوفد ان لا صحة لادعاء اسرائيل اننا نحول مجرى الوزاني إذ شاهد كيف ان الأشغال تقتصر على تمديد الأنابيب بهدف جر المياه الى نحو 15 قرية عطشى في المرحلة الأولى، على ان تزود قرى اخرى في مرحلة ثانية. كما اطلع على الأماكن التي ستقام فيها المضختان لجر نحو 4 ملايين متر مكعب سنوياً". وأضاف: "شاهد الجانب الأميركي كيف أقامت اسرائيل مضخة في الأراضي اللبنانية وبنت جداراً من الحجارة لتجميع المياه عبر قرية الغجر، وأطلعناهم على موقع مبنى قديم كان انشئ من اجل انشاء محطة ضخ قبل الحرب لاستخدام مياه الوزاني، حال الاحتلال الإسرائيلي دون استكماله في العقدين الماضيين". وأوضح المسؤول اللبناني ان الجانب الأميركي طلب معلومات عن كمية المياه التي سيؤدي المشروع الى ضخها وتفاصيل تقنية عن نوعية المضختين اللتين ستقامان، وخرائط عن المشروع قبل التنفيذ. وذكرت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" ان الجانب اللبناني طلب من الوفد الأميركي اسئلة خطية ليرد عليها خطياً، بينما يعد ملفاً تقنياً عن المياه التي يستخدمها وحقه في مزيد منها سيسلم الى الأممالمتحدة والمسؤولين الأميركيين الذين اوفدوا خبيراً آخر يصل غداً من الخارجية هو شارل لاوسن. وقال المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية ان لحود والحريري اتفقا على متابعة التحرك الديبلوماسي لشرح حق لبنان في المياه، فيما رد بري على معلومات نشرتها الصحف الإسرائيلية بأن المسؤولين الإسرائيليين يطالبون بأن يقتصر استغلال لبنان للمياه على نهر الليطاني بالقول: "إنهم يريدون ما سلبوه من مياه لهم وما تبقى لنا ولهم...".