في سورية، أعلن السيد ساترفيلد بالأمس ان الإدارة الأميركية تعارض القانون الذي يجري التحضير لإقراره في الكونغرس الأميركي، ويفرض محاسبة سورية و... اخراجها من لبنان! وفي لبنان اضاف على ما أعلنه في سورية ان ادارته تتمسك بسيادة واستقلال لبنان؟ كيف يريد نائب مساعد وزير خارجية أميركا سيادة واستقلال لبنان، ومتى؟ وفي تصريحه في سورية أسمعه السوريون ما يناقض ذلك، وفي لبنان اسمعه اللبنانيون ما اعتادوا سماعه من دون تحقيق. واضح التسويف في ما قيل، لا الحل الذي لو كان مقصوداً لصرح سعادة السفير في دمشق ما قاله في بيروت. وصرح في بيروت ما قاله في دمشق. منذ 10 سنوات، يا سعادة السفير، كان مفروضاً ان تبدأ سورية خروجها من لبنان تنفيذاً للاتفاق الذي رعيتموه. فلم تتحرك، ولم تطلبوا منها التحرك. وما قامت به عام 2001 لم يكن إلا ذراً للرماد في عيون الذين أصروا على خروجها بالتظاهر، وانتهوا بالسجون بعد الضرب والاهانة والتوقيف. والآن، عندما قام الكونغرس الأميركي ليفرض بقانون خروج سورية من لبنان، جئتم تعارضونه. فلماذا؟ وماذا تقصدون؟ وكيف تريدون لبنان سيداً مستقلاً؟ و40 ألف جندي سوري يرتعون فيه، لتبرير مقولتكم ومقولتهم في ضرورة بقائهم في لبنان لحفظ آمنه؟ ألا تعتقدون، والإدارة الأميركية، ان 70 ألف جندي لبناني يكفون لضبط أمن لبنان؟ والاستقرار على حدوده بعد خروج سورية وجيشها، مع الأسلحة الموزعة على الأنصار؟ وهل من العدل ان يعبث الغرباء في لبنان، وأهله مهجرون الى بقاع الأرض؟ لقد شبعنا من كوننا حقل اختبار وتجارب، وشبعنا من الفلسطينيين والسوريين والايرانيين والاسرائيليين وغيرهم من العابثين فينا وفي لبناننا. لذلك نقولها بكل صراحة، وانتم السفير الشاهد سابقاً ونائب المساعد لوزير فاعل حالياً: ان سيادة لبنان التي تريدونها بالكلام لم تعد تكفينا. ان ربط سيادة واستقلال لبنان بالقضية الفلسطينية لا يرضينا، ان يكون لبنان ثمناً لمواقف سورية مع مصالحكم الاقليمية لا يعجبنا. نقول لكم ان شعب لبنان، في لبنان، وفي أوروبا واستراليا وأفريقيا والأميركتين، يريده سيداً مستقلاً فعلاً لا قولاً. وان النضال السلمي لتحقيق غايته هذه من حقه. والقرارات الدولية التي صدرت، وفي طليعتها القرار 520، تؤكد هذا الحق. والكونغرس الأميركي اليوم يريد تشريع هذا الحق وتحقيقه. فلماذا المعارضة، والى متى هذا التسويف والتأجيل؟ باريس - اللواء عصام أبو جمرة الوزير في حكومة العماد ميشال عون 1988 - 1990