إسلام آباد، واشنطن، برلين - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلنت اسلام آباد أمس انها اعتقلت 12 اجنبياً بينهم اثنان يشتبه في انهم من كبار اعضاء تنظيم "القاعدة" وقتلت اجنبيين آخرين في سلسلة من الغارات في مدينة كراتشي الاسبوع الماضي. وأكد مسؤولون اميركيون وباكستانيون ان احد المعتقلين هو رمزي بن الشيبة العضو البارز في تنظيم "القاعدة" والذي يعتقد انه منسق الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 أيلول سبتمبر من العام الماضي. الا انه لم ترد اي تقارير عن هوية العضو الثاني البارز. وأفادت وزارة الداخلية الباكستانية في بيان "ان شرطة السند شنت غارات ليلتي التاسع والعاشر وصباح 11 من الشهر الجاري واعتقلت 12 اجنبياً وقتل اثنين". وأضاف البيان: "يشتبه ان اثنين من المعتقلين من كبار اعضاء تنظيم القاعدة ويجري التأكد من هويتيهما". وذكر مسؤول اميركي ان السلطات الباكستانية اعتقلت ابن الشيبة في كراتشي بمساعدة مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. فيما أوضح مسؤولون باكستانيون ان ابن الشيبة ومشتبهاً فيهم اخرين اعتقلوا بعد معركة استمرت ثلاث ساعات وانه يجري استجوابهم في مكان سري داخل باكستان. وأبلغ وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر الصحافيين في كراتشي ان ابن الشيبة "اعتقل اثناء هذه العملية". ونفى ان تكون العملية جرت بالاشتراك مع "أف بي آي". واوضح ان "المداهمة قامت بها الشرطة وعمليات الاستجواب تقوم بها الوكالات لكنها لم تكن عملية مشتركة مع مكتب التحقيقات الفيديرالي ولم يكن هناك عناصر منه في العملية". لكنه اضاف ان "المكتب يمدنا بمعلومات"، موضحاً انهم "يملكون المعدات التي تسمح لهم بتحديد المواقع وبعد ذلك ينقلون المعلومات الينا". واجاب رداً على سؤال عن مكان المشتبه فيهم حالياً "انهم لدى الاستخبارات. حتى الآن هم لدينا". وأبدى استعداد باكستان لتسليمهم الى السلطات الاميركية اذا تبين انهم متورطون في نشاطات ارهابية. وقال حيدر ان اسماء المعتقلين وجنسياتهم ستعلن في وقت لاحق أمس، الا انه صرح في وقت لاحق بأن احد القتيلين قد يكون مصرياً وان الباقين يمنيون. وكان احد المعتقلين يرتدي قميصاً ازرق اللون عندما اقتادته الشرطة معصوب العينين وهو يكبّر في الغارة وكان قريب الشبه من ابن الشيبة. وقال حيدر: "هناك رجل يطلق على نفسه اسم عبدالله عمر لكننا نشتبه في انه قد يكون رمزي بن الشيبة لأنه قريب الشبه منه". وابن الشيبة معروف باسم رمزي بن الشيبة او رمزي محمدعبد الله عمر. وذكرت الشرطة انها عثرت في المنزل على هاتف يعمل عبر الاقمار الاصطناعية وجهاز كمبيوتر محمول و"بعض الاقراص الممغنطة مسجل عليها خطب اسامة بن لادن". واشار شرطي الى ان عبارة "الله اكبر" كانت مكتوبة بالدم على جدار مطبخ المنزل. وأفاد مسؤول كبير في الشرطة الباكستانية ان مكتب التحقيقات الفيديرالي والاستخبارات الباكستانية يحققان مع المعتقلين. وذكرت الشرطة الباكستانية ان ضباطاً اميركيين تعقبوا ابن الشيبة الى مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في منطقة في مدينة كراتشي اثر مكالمة هاتفية اجراها عبر الاقمار الاصطناعية. لكن مسؤولي الامن وضباط الاستخبارات واجهوا مقاومة مسلحة عندما اغاروا على المبنى الاربعاء ولم ينجحوا في اعتقال ابن الشيبة الا بعد تبادل لاطلاق النيران استمر ثلاث ساعات قتل خلاله اثنان من اعضاء "القاعدة" كما اصيب ستة من رجال الشرطة وطفلة تبلغ من العمر اربعة اعوام. وأوضح مسؤول في الشرطة: "ساعدت مكالمة هاتفية عبر الاقمار الاصطناعية "اف بي آي" في تعقب المشتبه فيهم. واغار رجال مكتب التحقيقات والاستخبارات الباكستانية في بادئ الامر على المبنى واعتقلوا اثنين من المشتبه فيهم الا انه في وقت لاحق جرى استدعاء الشرطة للمساعدة في العملية عندما قاوم مشتبه فيهم آخرون داخل المبنى". واضاف: "ذكر احد المعتقلين في العملية انه يدعى رمزي وقال انه عربي". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر قريبة من الاستخبارات الباكستانية انه تم توقيف مسؤول مهم في "القاعدة" في كراتشي الثلثاء الماضي عشية توقيف رمزي بن الشيبة. وقال احد هذه المصادر ان عملية التوقيف الاولى هي التي سمحت بتوقيف ثلاثة اشخاص هم "مساعد لبن لادن وآخر عربي وثالث يحمل جواز سفر باكستانياً". واشار المصدر الى ان "المسؤول المهم في القاعدة" الذي اوقف الثلثاء قد يكون "ابو بن عديل او ابو بكر" واوردت بعض المصادر اسم خالد الشيخ محمد، الا ان مصادر اخرى نفت ذلك. واشار مصدر في الشرطة الى ان المشكلة هي "انهم يعيشون باسماء مستعارة وجوازات سفر مزورة". المانيا واعلن وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي أمس ان المانيا ستقدم طلباً لتسليمها رمزي بن الشيبة. وقال للصحافيين "سنقدم طلب تسليم لأننا اصدرنا مذكرة توقيف دولية" بحقه. واعتبر شيلي "من المحتمل" ان تقدم دول اخرى طلبات تسليم ايضاً. ورأى ان اعتقال ابن الشيبة "خطوة اضافية .. تثبت انه ان بذلنا جهداً مشتركاً، فسنكون فاعلين في كل مكان من العالم".