واشنطن، برلين - أ ف ب، رويترز - تشتبه الولاياتالمتحدة في أن العراق يملك مختبرات متنقلة لانتاج أسلحة جرثومية أو كيماوية، وتعتقد بأنه سيتوصل الى انتاج صواريخ بعيدة المدى خلال ثلاث سنوات قادرة على حمل أسلحة الدمار الشامل، واتهمت النيابة العامة في المانيا رئيس احدى الشركات بتسليم بغداد كمية كبيرة من الأسلحة بينها قطع غيار لطائرات "ميغ". وأعلن رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال ريتشارد مايرز الجمعة ان واشنطن تشتبه في ان العراق يملك مختبرات متنقلة موضوعة على شاحنات للتهرب من رصدها، وقادرة على انتاج اسلحة جرثومية او كيمياوية. وقال الجنرال مايرز في مؤتمر صحافي إن "لا حاجة الى مكان كبير لوضع هذه المختبرات"، واضاف ان "وضعها في شاحنات يتيح سهولة اخفائها اكثر". وكان مسؤول كبير في وزارة الدفاع بنتاغون أوضح قبل ساعات طالبا عدم الكشف عن هويته، ان العراق قادر على اقامة مختبر كامل لانتاج الاسلحة الجرثومية على اربع مقطورات نصفية. وعزز المسؤول كلامه برسم بياني تظهر فيه شاحنة توفر المياه والكهرباء واخرى تتيح صنع المواد وثالثة تجرى فيها عملية التخمر واخيرة يتم فيها تنقية الاسلحة البيولوجية وتجهيزها. وعرض ايضا صورة قال انها لشاحنة عراقية وضعت على غطاء محركها آلة لرش المواد الكيمياوية. واضاف هذا المسؤول ان مفتشي الاممالمتحدة الذين غادروا العراق سنة 1998 اشتبهوا في وجود مثل هذه المختبرات المتنقلة لكنهم لم يتمكنوا من العثور على اي منها. وأعلنت وزارة الدفاع ان الاستخبارات الأميركية تعتقد بأن العراق قد يتوصل، خلال ثلاث سنوات، الى امتلاك صواريخ قادرة على حمل اسلحة الدمار الشامل يغطي مداها اسرائيل وتركيا ومعظم دول الخليج. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع في حديث الى الصحافيين عن الخطر الذي قد يمثله العراق ودول اخرى، في مجال الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية، ان بغداد تواصل تطوير صواريخ يتجاوز مداها الحدود التي وضعتها الاممالمتحدة. ويقضي قرار للامم المتحدة صدر بعد حرب الخليج عام 1991 بألا يمتلك العراق صواريخ يزيد مداها على 150 كيلومتراً. الا ان القرار لم يضع حدودا لحمولة الصاروخ من المواد الحربية او وزن مقدمته. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هذا يعني اخذ صاروح بالغ القوة وتحمله بثقل كبير وعندها سينطلق 150 كيلومتراً. لكن اذا خفف الوزن فسينطلق مسافة اكبر، ويعتقد بأن هذا هو بالضبط ما يفعله العراقيون". وأوضح "أن ذلك يعني أن بغداد تستطيع بمساعدة خارجية اطلاق صاروخ متوسط المدى مطور محلياً لمسافة 1500 كيلومتر بحلول منتصف العقد". وقال ان العراقيين أجروا بالفعل تجارب على صواريخ يتجاوز مداها 150 كيلومتراً إلا أنه امتنع عن الخوض في التفاصيل. وقدم المسؤول نسخة غير سرية من تقرير وزع اخيراً على اعضاء الكونغرس وحلفاء الولاياتالمتحدة عن الاخطار التي تمثلها جماعات ارهابية ودول مثل ايرانوالعراق وكوريا الشمالية وسورية وليبيا والسودان التي تقول واشنطن انها تطور اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية. ونشرت صحيفة "فيلت ام سونتاغ" الالمانية نقلا عن محادثات سرية بين رئيس جهاز التجسس الفيديرالي ونواب المان، ان العراق توصل الى تصنيع طائرة عسكرية قادرة على اطلاق غازات سامة على مسافة قد تصل الى 1000 كيلومتر. واشار المصدر ذاته الى ان مهندسين يعملون لحساب الرئيس العراقي صدام حسين حولوا الطائرات المقاتلة الروسية القديمة من طراز "ميغ 23" إلى طائرات تعمل لاسلكيا وقادرة على اطلاق غازات جرثومية وكيمياوية. وأضافت ان العراق يمتلك كل المعلومات النظرية لصنع اسلحة نووية، انما لا يزال يحتاج الى قطع اساسية من الفولاذ الخاص. ونقلت الصحيفة عن اجهزة الاستخبارات الالمانية ان العراق يركز حاليا على تطوير اسلحة جرثومية من النوع الذي يحتوي على عصيات الجمرة الخبيثة.