"صلابة في الجوهر ومرونة في الشكل" هذه الصيغة اعتبرها الكرملين أمس أساساً لمهمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في بغداد، فيما ذكر وزير الدفاع ايغور سيرغييف انه "لا يصدق" احتمال انزال ضربة بالعراق وقدم الخبراء والعسكريون الروس تفصيلات مهمة عن الأسلحة الصاروخية والكيماوية العراقية، وسيناريو الهجوم الجوي الأميركي. وذكر السكرتير الصحافي لرئيس الدولة سيرغي ياسترجيمبكي ان الصيغة التي تجمع بين الصلابة والمرونة وضعت على أساس اجماع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وأضاف ان الكرملين يعتقد بأن "فرصة السلام قائمة وكبيرة"، ان "الكرملين يعتقد بأن هناك فرصة كبيرة للسلام في الأزمة العراقية وان رحلة انان الى بغداد أمامها فرصة كبيرة للمساعدة في تسوية المواقف سلمياً". وفي بودابست أشار وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف الى ان "النقطة الحرجة" لم يتم تجاوزها بعد. وقال ان ذلك سيحصل في حال تخلي واشنطن عن نية ضرب العراق، وقبول بغداد اقتراحات انان. وأوضح ان "جوهر المشكلة في الشكل والواجهة" وان العراق يصر على أن تفتح القصور الرئاسية ل "زائرين وليس مفتشين" على ان يسمح لهم بأخذ عينات واجراء حفريات ونقل ما يستخلص من هناك الى مختبرات في بلدان أخرى. وأكد وكيل وزارة الخارجية ايغور ايفانوف ان انان "لن يساوم" بل سيسعى الى تنفيذ قرارات الأممالمتحدة مع مراعاة "حساسيات" تتعلق بثمانية قصور رئاسية. وأكد ان هناك "تساؤلات وشكوكاً" في شأن أسلحة الدمار الشامل إلا أنه أضاف ان "الضربات لن تعطي اجوبة". ومن جانبه استبعد وزير الدفاع المارشال سيرغييف العمل العسكري. وقال "لا أصدق أنه سيبدأ"، مشيراً الى ان العراق إذا لم تكن لديه أسلحة فلا داعي لضربه اما إذا كان يملكها قال الضربة ستؤدي الى "اوخم العواقب". ونقلت صحيفة "اوباشيا غازيتا" الاسبوعية أمس عن خبراء في وزارة الدفاع ان العراق لا يملك احتياطياً من أسلحة الدمار الشامل، لكن من المحتمل وجود "كميات ضئيلة من المواد السامة". وأشار الخبراء الى أن المعدات التي ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان العراق اشتراها من روسيا لصنع أسلحة بيولوجية انما هي معدات لانتاج "بروتينات الاعلاف". وأوضحوا ان تصنيع أسلحة جرثومية يحتاج الى معدات بدائية تستخدم عادة في "المطابخ" وموجودة في جميع أنحاء العالم. وقدم القائد العام لقوات الصواريخ الروسية فلاديمير ياكوفليف معلومات جديدة عن القوة العسكرية العراقية. وذكر أن لدى العراق بين 35 و60 منصة لاطلاق صواريخ "سكود" التي قال انها قادرة على حمل رأس نووي صغير "اذا كان موجوداً". وقال ان الصواريخ الموجودة لدى بغداد لا يمكن أن تصيب مواقع تبعد أكثر من 400 كيلومتر، هذا في حين ان خبراء عسكريين روساً كانوا ذكروا سابقاً ان الصواريخ المتبقية لدى العراق لا يزيد مداها عن 150 كيلومتراً. وتوقع مسؤول في هيئة الأركان العامة ان يصل عدد القتلى، في حال انزال ضربة بالعراق، الى 25 ألف شخص. وذكر في حديث الى صحيفة "كوميرسانت ديلي" ان الأميركيين تحدثوا عن أربعة الاف، لكنه شدد على أن هذا الرقم قد يكون صحيحاً لو أن القذائف أصابت بدقة كل الأهداف. وأوضح ان قوات الدفاع الجوي المنتشرة في مواقع قريبة من المناطق المأهولة ستحاول الرد وعند ذاك سيبدأ الأميركيون هجوماً صاروخياً عليها ويستخدمون طريقة "السجاد المفروش" أي ضرب مساحات واسعة وليس أهدافاً محددة. وعلى الصعيد السياسي اصدر مجلس السفراء العرب في موسكو بياناً أمس أيّد فيه الجهود الرامية الى "منع استخدام القوة أو التهديد بها" وأكد ضرورة "احترام سيادة العراق ورفض كل محاولات تجزئته وتقسيمه".