صعدت المانيا موقفها الرافض شن هجوم اميركي على العراق، وجدد المستشار الاتحادي غيرهارد شرودر تأكيده بأن المانيا لن تشارك تحت قيادته في أي حرب ضد العراق. وفي كلمة القاها في مهرجان انتخابي في زاربروكن اتهم شرودر منافسه المسيحي ادموند شتويبر بأنه يخلط في موضوع العراق بين الصداقة مع الولاياتالمتحدة وبين الخنوع. وتعرض شتويبر الى انتقادات أيضاً من رئيس الكتلة النيابية للحزب الليبيرالي فولفغانغ غيرهارث، الذي وصف الانتقاد الأخير الذي وجهه شتويبر الى الولاياتالمتحدة وحذرها فيه من اتخاذ خطوة انفرادية، بأنه "تكتيك انتخابي فقط". ووجه وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك تحذيراً من ان حكومته ستسحب الجنود ال52 المتواجدين في الكويت مع مصفحاتهم الست اذا بدأت الولاياتالمتحدة تدخلاً عسكرياً ضد العراق. وقال وزير الدفاع لصحيفة "برلينر تسايتونغ" الصادرة امس ان المصفحات الست من نوع "فوكس" المتخصصة في مواجهة أسلحة الدمار الشامل ارسلها الجيش الألماني مع طواقمها الى الكويت كجزء من المساهمة الألمانية في الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد الارهاب. ورداً على سؤال عما اذا كان سيقبل بالحرب اذا اتخذ مجلس الأمن قراراً بذلك قال: "مثل هكذا قرار يشكل قاعدة قانونية، الا انه غير ملزم، وكل دولة تقرر بصورة سيادية". وبعدما فند الأسباب التي تساق لتبرير الهجوم على العراق قال ان السبب الوحيد المقنع "هو أن تثبت الولاياتالمتحدة بأن العراق يحضر لعدوان ضدها". وأضاف: "صحيح ان صدام حسين ديكتاتور قاس يحاول الحصول على أسلحة خطيرة، ولكن بحسب المعلومات الحالية لا يوجد من جانبه أي تهديد محدد لأوروبا" معرباً عن قناعته بأن الرئيس الأميركي جورج بوش سيستشير حلفاءه قبل توجيه أي ضربة. من جهتها حذرت الرئيسة السابقة لمفتشي الأممالمتحدة غابرييله كراتس فاساك من القدرة التي يملكها العراق في مجال السلاح الجرثومي. وقالت انه من الصحيح ان أسلحة الدمار الشامل في العراق خفضت بصورة كبيرة "ولكن المرء لا يعرف بالطبع ما الذي حصل خلال السنوات الثلاث ونصف الأخيرة بعدما مُنع المفتشون من دخول العراق". وأضافت ان العراق يملك في كل الأحوال المعارف والقدرة. وقالت انها تعتبر ان الخطر الصادر عن العراق "واقعي" مشيرة الى انه "يمتلك مجموعة واسعة من الجراثيم القاتلة والحاملة للأمراض، وكذلك جراثيم تسبب أضراراً اقتصادية".