الناصرة - "الحياة" - على رغم التزام مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الصمت وعدم التعقيب على خطاب الرئيس جورج بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس، نقلت الاذاعة العبرية عن أوساط سياسية رفيعة ارتياحها العميق للتحذير الذي أطلقه بوش للعراق، فيما صدرت كبرى الصحف العبرية بعناوين كبيرة مثل: "في الطريق الى الحرب" و"خطاب بوش اعلان حرب" و"الحرب آتية لا محالة"، ونشرت مقالات لأبرز معلقيها حاولوا فيها استشراف ما حمله الخطاب وأبرزها المقال الذي نشره السفير الأميركي السابق في تل ابيب مارتن انديك في صحيفة "يديعوت احرونوت" وانتقد فيه قرار بوش اختيار منصة الجمعية العامة ليطلق تهديداته للعراق، كما حذر حكومة اسرائيل من نتائج "غير محسوبة" وليست في مصلحتها. وجاء لافتاً خبر نشرته صحيفة "هآرتس" الليبرالية افاد ان العراق كثف في الفترة الأخيرة دعمه الفلسطينيين بالأسلحة والمال لحضهم على استئناف العمليات الانتحارية بهدف تركيز الأبصار على الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني و"فتح جبهة ثانية مع بدء الهجوم الأميركي على العراق". ولم يشر كاتب الخبر الى المصادر الاستخبارية التي اعتمدها في زعمه ان جيش الاحتلال أحبط في الأشهر الأخيرة هجومين خطط لهما بدعم عراقي، مضيفاً ان اجهزة الأمن الاسرائيلية لاحظت علامات واضحة لمحاولات تهريب أسلحة من العراق الى الأراضي الفلسطينية و"محاولات تهريب أسلحة ضد الطائرات والدبابات". واستدرك ليقول ان الدعم العراقي للفلسطينيين أقل بكثير من دعم ايران ل"حزب الله". لكن العراق "يرى في تصعيد الارهاب الفلسطيني عقبة في الطريق الاميركي لضربه اذ ان ظهوره أي العراق كرائد في الدعم العربي للفلسطينيين سيرغم الدول العربية على الوقوف الى جانبه". وافاد التلفزيون الاسرائيلي ان شارون أصدر تعليمات لوزرائه بعدم إبداء حماسة شديدة للموقف الاميركي من العراق لتجنب اتهام الولاياتالمتحدة بالتآمر مع اسرائيل، ما قد يشكل حجر عثرة في مساعي الولاياتالمتحدة لتجنيد الرأي العالمي الى جانبها. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر قوله ان الخطاب لن يؤثر على الجدول الزمني للهجوم الأميركي المخطط، وان المعركة التي يديرها الرئيس الاميركي الآن تتناول حشد الدعم الدولي للهجوم على العراق. اما رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو فاقترح في كلمة ألقاها أمام الكونغرس على الولاياتالمتحدة اسقاط النظام في ست دول "لتفكيك شبكة الارهاب العالمية". وكتبت صحيفة "معاريف" ان نتانياهو قصد اساساً الأنظمة في العراقوايران وسورية وليبيا والسودان والسلطة الفلسطينية. وكتب المعلق العسكري البارز زئيف شيف في "هآرتس" ان ثمة استنتاجات يمكن استخلاصها من الخطاب تتعلق بشكل مباشر باسرائيل. ورأى السفير الأميركي السابق مارتن انديك ان بوش اخطأ برؤيته منصة الأممالمتحدة "مكاناً مثالياً لإعلان الحرب على العراق" كما انه خاطر بمطالبته الرئيس العراقي بالسماح بعودة المفتشين، لأن التجاوب مع هذا المطلب سيفشل مخططه لإسقاط النظام العراقي. وحذر انديك الاسرائيليين المتحمسين للهجوم الأميركي لقناعتهم ان اسقاط الرئيس العراقي سيؤدي الى اسقاط عرفات ويذكّرهم بما يسميه "قانون النتائج غير المبرمجة". وتابع ان بوش قد يجد نفسه مضطراً الى التجاوب مع مطالب الدول العربية التي تجاهلها "الى حد مفاجئ" حتى الآن، وفي مقدمها مطلب انسحاب جيش الاحتلال من المدن الفلسطينية "فمعارضة الدول العربية للهجوم ليست جدية لأن أمنها يعتمد على الولاياتالمتحدة وعندما تحين لحظة الحقيقة ستفضل السير وراء بوش، لكن قادتها سيطالبون بالثمن وعندها لن يتأخر رنين الهاتف عند شارون وقد يطالب بسحب جيشه من مدن الضفة الغربية". المعارضة الإسرائيلية تخشى "زلزالاً" إلى ذلك، اعتبر زعيم المعارضة اليسارية الاسرائيلية النائب يوسي ساريد الموقف الذي ورد في خطاب الرئيس جورج بوش امام الجمعية العامة للأمم المتحدة اول من امس ايجابياً، لكنه عبر عن خشيته من ان يؤدي الهجوم الاميركي على العراق الى "زلزال" في الشرق الاوسط. وقال لوكالة "فرانس برس": "تصميم الولاياتالمتحدة على منع العراق من اقتناء اسلحة دمار شامل أمر جيد، ولكن اذا لم تتمكن من تشكيل تحالف، فإن الخطر كبير من ان تؤدي عمليتها الى زلزال" تعاني منه دول عربية.