جدد الرئيس الاميركي جورج بوش امس وعده بالانتصار في الحرب على الارهاب في كلمة القاها امام حشد من 13 الفاً و500 شخص احتشدوا في مقر وزارة الدفاع، قبل ان يشارك في مراسم في موقع برجي مركز التجارة العالمي. وفي الوقت نفسه، اقيمت مراسم لاحياء الذكرى في السفارات الاميركية في انحاء العالم، حضرها الى شخصيات، اقارب الضحايا الاجانب لهجمات 11 ايلول. واقيمت مراسم مميزة في باريس، تخللها عرض ضوئي وتدشين نصب تذكاري لضحايا الهجمات. كذلك اقيمت مراسم في مقري الاطلسي والاممالمتحدة. نيويورك، باريس، واشنطن، بروكسل - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - بدأ الرئيس الاميركي جورج بوش احياء ذكرى الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر من العام الماضي بقداس خاص في كنيسة تقع على الجانب الآخر من البيت الابيض الذي احيط بعدد اضافي من حراس الامن في اطار حال التأهب التي تشهدها الولاياتالمتحدة. وتوجه بوش الذي ارتدى بدلة سوداء ومعه زوجته لورا في سيارته المصفحة ضد الرصاص الى كنيسة سانت جونز بالقرب من البيت الابيض، قبل ان يقف دقيقة صمت حداداً على ضحايا الهجمات في تمام الساعة الثامنة و46 دقيقة صباحاً 46،12 بتوقيت غرينتش، اي في الدقيقة نفسها التي شهدت اصطدام الطائرة الاولى باحد برجي مركز التجارة العالمي قبل عام. وقطع الرئيس الاميركي نشاطاته في البيت الابيض ووقف الى جانب زوجته لورا ويده بيدها في هذه الدقيقة التي دعا كل المواطنين الى المشاركة فيها. وفي موقع برجي مركز التجارة العالمي كانت هذه الدقيقة اشارة انطلاق لمراسم استغرقت 102 دقائق تليت خلالها اسماء القتلى ال2801 الذين سقطوا في نيويورك في 11 ايلول 2001. وتضمن برنامج بوش امس زيارات الى مواقع ثلاث هجمات وانتهى بخطاب الى الشعب في نيويورك امام تمثال الحرية. وجدد بوش امس وعده بالانتصار في الحرب على الارهاب في كلمة القاها امام حشد من 13 الفاً و500 شخص احتشدوا في مقر وزارة الدفاع. وقال: "نجدد تعهدنا بالانتصار في الحرب التي بدأت هنا"، مشدداً على ان "الارهابيين الذين كانوا يأملون في القضاء على معنويات بلادنا باختيار هذا الهدف البنتاغون مقر وزارة الدفاع منيوا بالفشل". وكان بوش كتب في مقال افتتاحي في صحيفة "نيويورك تايمز" انه عازم على هزيمة من هاجموا الولاياتالمتحدة والمح الى نيته في توسيع نطاق حربه ضد الارهاب لتشمل هجوماً لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين. وقال: "يجب علينا مواجهة التهديدات المتنامية للانظمة التي ترعى الارهاب وتسعى الى امتلاك اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية وتطوير صواريخ ذاتية الدفع". وكان بوش التقى عدداً من اعضاء المنظمات العربية والاسلامية خلال زيارته الى مقر سفارة افغانستان في واشنطن مساء اول من امس. وأعرب المدير التنفيذى للمجلس سلام المراياتى خلال اللقاء عن تقديره لقيام الادارة الاميركية بفتح ابواب الحوار مع المسلمين في الولاياتالمتحدة مؤكداً انه يجب الفصل التام بين الاسلام والارهاب حيث لا توجد ادنى علاقة للاسلام بالارهاب. وتحدث المراياتى عن قلق المسلمين في الولاياتالمتحدة من تزايد نسبة المضايقات والاعتداءات ضدهم في اعقاب احداث 11 ايلول، ودعا الى مضاعفة الجهود لمكافحة جرائم الكراهية. وأحيا وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس ذكرى ضحايا وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون ال184 الذين سقطوا في الاعتداء على مبنى الوزارة في 11 ايلول الماضي، وذلك في احتفال جرى وسط اجراءات امنية مشددة جداً. وقال رامسفيلد في خطاب "نحن هنا لتكريم اولئك الذين قتلوا في هذا المكان، ومن اجل ان نعيد تكريس انفسنا للقضية التي دفعوا حياتهم ثمناً لها، قضية الحرية الانسانية". ورفع علم اميركي ضخم على الواجهة التي اصطدمت بها الطائرة، محدثة فجوة اعيد بناؤها اخيراً، في حين ردد الحاضرون النشيد الوطني الذي ينتهي بالعبارة الشهيرة "بلد الاحرار، وطن الشجعان". وأشاد رئيس هيئة الاركان الجنرال ريتشارد مايرز برجال "مشروع فونيكس" الذين شاركوا في اعادة بناء الواجهة المدمرة التي يبلغ طول ضلعها 800 متر. وقال مايرز "لقد قمتم بعمل يفوق ترميم جدراننا، لقد رممتم نفوسنا". الاميركيون في الخارج وأقامت السفارة الاميركية في الرياض امس احتفالاً ل"تخليد ذكرى ضحايا هجمات 11 ايلول الماضي"، اقتصر على الموظفين الاميركيين العاملين في السفارة وعائلاتهم. ووقف الحضور دقيقة صمت حداداً على الضحايا، ولم تغلق السفارة ابوابها بل واصلت اعمالها العادية من دون اي مخاوف امنية غير اعتيادية. وأحيت بلدية باريس ذكرى "11 أيلول" بإطلاق أضواء "ليزر" في سماء مقرها، فيما دشن في مدينة كاين نصب تذكاري يرمز الى برجي مركز التجارة العالمي. وشهدت مدن أخرى مثل بوردودليل وغرينوبل وغيرها احتفالات رمزية. وأفردت الصحف الفرنسية مساحات واسعة على صفحاتها لذكرى 11 أيلول، في حين ان بعض هذه الصحف أعد ملحقات خاصة، تناولت مختلف أوجه ومسببات هذه الأحداث وتأثيرها في أوضاع الولاياتالمتحدة والعالم. وفيما شكل التعاطف مع الشعب الأميركي وتحديداً مع ضحايا أحداث 11 أيلول، القاسم المشترك بين مختلف المقالات الصحافية والبرامج التلفزيونية، فإنها لم تخل من انتقادات قاسية لسياسة الادارة الأميركية، كنظرية "الهجمات الوقائية". الاطلسي ووجه الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون امس تحية لضحايا اعتداءات 11 ايلول، واشاد بتماسك المجموعة الدولية، لكنه حذر في الوقت نفسه من انه "لم يتم بعد الانتصار" في الحرب على الارهاب. وقال اللورد روبرتسون خلال حفلة لاحياء ذكرى ضحايا الاعتداءات في مقر الحلف في بروكسل "لم نربح الحرب بعد". وكرر الامين العام للحلف في هذه المناسبة تأكيد اهمية العلاقات بين الولاياتالمتحدة واوروبا في الحملة ضد الارهاب. وقال: "قبل سنة، شهدنا الارهاب يضرب في الصميم دولة عضواً في الحلف، واليوم نحن في الحلف الاطلسي نؤكد مجدداً التزامنا بالحفاظ على الشراكة عبر الاطلسي القائمة بين اوروبا واميركا الشمالية". ووقف ممثلو الدول الاعضاء ال19 في الحلف دقيقة صمت خلال الحفلة التي نظمت امس في مقر الحلف. والقى السفير الاميركي لدى الحلف نيكولاس بيرنز كلمة مقتضبة في هذه المناسبة. الاممالمتحدة وجددت الاممالمتحدة من جهتها امس الالتزام بمحاربة الارهاب احياء منها للذكرى السنوية لهجمات 11 ايلول. وانتهز الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان مناسبة عقد الجمعية العمومية للمنظمة الدولية ليذكر العاملين فيها ان مواطني عشرات الدول فقدوا ارواحهم في الهجمات التي سقط خلالها نحو 2800 قتيل. كذلك جدد أنان التزام المنظمة بمواصلة حملتها العالمية ضد الارهاب. والقى أنان في وقت لاحق خطاباً امام مجلس الامن ووزير الخارجية الاميركي كولن باول. وامتدحت الاممالمتحدة اصرار نيويورك على "عدم الاذعان للارهاب"، والتعهد "بالصمود في مواجهة الخطر الذي يهدد كل ما حققته الاممالمتحدة".