انتقد زعيم حزب الاستقلال وزير العمل المغربي السيد عباس الفاسي اداء حكومة السيد عبد الرحمن اليوسفي في ميادين "الاصلاح الجبائي والاستثمارات والتصدي لظاهرة الرشوة". واعتبر الفاسي ان اداء الحكومة التي يشارك فيها حزبه كان ايجابيا لكنه لم يخل من نقط ضعف. وشدد، لدى تقديمه قوائم مرشحي حزبه للانتخابات البرلمانية المقررة في 27 الشهر الجاري وبرنامجهم الانتخابي امس في الرباط "ان نزاهة الانتخابات تشكل مدخلا اساسيا للحد من تداعيات الازمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد". ورأى "ان المفهوم الجديد للسلطة اضفى الحياد على تدخل الادارة التي لم تعد خصما او طرفا في الانتخابات وتقوم بجهود لاقرار القطيعة مع سلبيات الماضي". وقال الفاسي ان استمرار خطة التناوب التي نقلت المعارضة السابقة الى الحكومة، وضمنها حزبا الاستقلال والاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه اليوسفي "سيرسم الخريطة السياسية للبلاد"، في اشارة الى امكان حيازة بعض الاحزاب المشاركة في حكومة اليوسفي غالبية نيابية تؤهلها لتشكيل الحكومة المقبلة. ووصف الاقتراع المقبل بانه "سيكون مصيريا بالنسبة الى المغرب وقضية الصحراء ومكانة البلاد الاقليمية والدولية"، داعيا الى الحد من موقف الانتظار، في اشارة الى ما واجهته الحكومة الحالية التي احتاجت الى تحالف سبعة احزاب على الاقل لتشكيلها. وقال ان برنامج حزبه اتخذ "الثقة في المستقبل" شعارا له واختار الميزان رمزا للمرشحين على قوائمه، تأكيدا لدلالاته في العدالة. واضاف ان برنامج حزبه يركز على ضرورات النهوض الاقتصادي والتزام سياسة فعالة في العمل وانصاف الارياف وتمتين التماسك الاجتماعي ودعم الاعلام والمعرفة. الى ذلك،ا لتقى موقف الاستقلال والاتحاد الاشتراكي في اعتبار دور وزارة الداخلية محايدا. وكتبت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها اليوسفي امس ان الحكومة "تقوم من خلال وزارة الداخلية بشكل يومي منظور وغير مسبوق بحملة توعية يمكن اعتبارها ثورة حقيقية"، معتبرة ان المسؤولية باتت "ملقاة على عاتق الاحزاب والناخبين". لكن الجدل لازال متواصلا في الاوساط السياسية في شأن حظوظ غير المنتسبين الى الاحزاب في خوض المنافسات المقبلة، نظرا الى الاقتراع بالقائمة.الا ان وزير الداخلية السيد ادريس جطو اعترف بصعوبات يمكن ان تكتنف خيارات الناخبين في مواجهة 26 قائمة على الاقل. وقال ان بعض الاحزاب الجديدة قدمت طلبات خوض الانتخابات، لكن ذلك "لم يعد ممكنا"، نظرا الى دخول الترشيحات فترة العد العكسي. اذ من المقرر ان تبدأ الحملات الانتخابية في الرابع عشر من الشهر لتستمر حتى ليل اقتراع. وتعتبر هذه المرة الاولى يخوض فيها حوالي 26حزبا انتخابات اشتراعية. لكن مراقبين يرون ان اعداد الاحزاب التي ستصمد بعد الاقتراع سيتقلص الى حوالي النصف، خصوصا ان نظام الاقتراع بالقوائم يرجح كفة الاحزاب الكبرى.