قالت مصادر سياسية ان تقديم قوائم المرشحين للانتخابات الاشتراعية في المغرب سيبدأ في السادس من أيلول سبتمبر المقبل، في حين تبدأ الحملة الانتخابية التي تدوم قرابة اسبوعين في 15 من الشهر ذاته، على ان يكون يوم الاقتراع في 27 منه. وعلى رغم ان الاعداد النهائية للمرشحين والاحزاب المشاركة لن تكتمل قبل 14 أيلول سبتمبر، فاللافت ان خلافات عدة داخل الفاعليات السياسية في المعارضة والحكومة بدأت في الظهور نتيجة اصرار قياديين على احتلال المركز الاول في قوائم المترشحين. وتردد ان سبعة وزراء في حكومة رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي سيخوضون الحملات الانتخابية على رأس لوائح المرشحين. وفي حين استبعدت اوساط حزبية ان يرشح اليوسفي نفسه للانتخابات المقبلة، علم ان السيد عباس الفاسي، زعيم حزب الاستقلال وزير العمل، سيترشح في مدينة العرائش على الساحل الاطلسي شمال البلاد، بينما يخوض وزراء في الاتحاد الاشتراكي وتجمع الاحرار والتقدم والاشتراكية منافسات حامية في الرباط. ولا تزال القوائم النهائية للمرشحين في الدار البيضاء، المركز الاقتصادي التجاري في البلاد، محل خلافات. وذكرت مصادر سياسية ان منتسبين الى الاتحاد الاشتراكي هددوا بالانسحاب الجماعي من الانتخابات في حال "فرض" مرشحين من خارج المدينة عليهم. وتعرض حزب الاستقلال بدوره لبعض الاهتزاز في قواعده في مناطق شرق البلاد. لكن مراقبين يرون ان تزايد اعداد الاحزاب المشاركة والذي قد يفوق 35 حزباً، من شأنه أن يؤثر سلبا في تشرذم اصوات الناخبين، وهو أمر يفيد الاحزاب الكبرى وفق نظام الاقتراع بالقوائم. وتعمل قيادات احزاب الكتلة المشاركة في حكومة اليوسفي جاهدة من أجل تلافي المواجهة بين قياداتها في دوائر انتخابية، وإن كان الاعتقاد السائد يرجّح صعوبة التحالف في النظام الانتخابي الجديد. وفيما يبلغ عدد الناخبين المحتملين حوالي 14 مليوناً، رجحت المصادر ان يتأثر الاقبال على صناديق الاقتراع بالاجراءات الجديدة، خصوصاً في الارياف. غير ان مصادر وزارة الداخلية اكدت، وفق تجربة اجرتها في مدينة تمارةجنوبالرباط، ان الاقبال على الصناديق سيكون رهن نتائج المنافسات ولن يتأثر بالاجراءات التقنية الجديدة التي تطاول البصم بالمداد الحبر بالنسبة الى غير القادرين على الكتابة. وفي وقت بدأت اجهزة الاعلام الرسمية حملات تعريف بالنظام الانتخابي الجديد، أخذت احزاب صغيرة واخرى جديدة على الحكومة انفراد الاحزاب الكبرى باستخدام اجهزة الاعلام الرسمية. وكانت نسبة المتغيبين عن الانتخابات الاشتراعية لعام 1997 بلغت درجة عالية عزاها سياسيون الى انعدام الثقة في الاقتراع ونتائجه. ويبدو الرهان على حشد اكبر عدد ممكن من الناخبين هاجساً اساسياً لمحتلف الأحزاب في المعركة الانتخابية التي تبدأ منتصف الشهر المقبل.