تايبه - أ ف ب - أعلنت البحرية التايوانية امس، الغاء مناورات بحرية مقررة سابقاً، سعياً وراء خفض التوتر مع الصين والناجم عن دعوة اطلقها الرئيس التايواني شين شوي بيان الاسبوع الماضي، لاجراء استفتاء حول استقلال الجزيرة. وترافق ذلك مع خطوة اخرى للتخفيف من حدة التوتر مع الصين، هي تخلي الحزب الحاكم في تايوان عن مشروع قانون كان سيسمح بالتصويت على مستقبل الجزيرة. وجاء ذلك في وقت حذر مسؤول عسكري صيني من ان تايوان تغامر بالتسبب بقيام الجيش الصيني بعملية عكسرية، اذا اصر رئيسها على اجراء استفتاء. لكن عدداً من المحللين استبعدوا هذا الاحتمال على الفور، معربين عن اعتقادهم بأن هناك اتجاهاً نحو نزع فتيل الازمة. وقال ناطق باسم البحرية التايوانية ان المناورات التي كانت متوقعة الاسبوع المقبل قبالة الشواطئ التايوانية "الغيت تجنباً للتكهنات والتأويلات السيئة، نظراً الى الوضع القائم". وكانت التمارين التي ستشارك فيها الدفاعات الجوية والبحرية والمخصصة لاعتراض الغواصات، ستبدأ في 15 الجاري قبالة هوالين الواقعة على الشاطئ الشرقي للجزيرة بحسب ما ذكرت صحيفة "تشاينا تايمز". التراجع عن الاستفتاء وعلى الصعيد السياسي، تخلى ترونغ تشاي النائب في الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم عن اقتراح مشروع قانون يدعو الى الاستفتاء، الامر الذي كان سيزيد من حدة غضب الصين التي نددت بمواقف الرئيس التايواني واعتبرتها خطوة عدائية في اتجاه استقلال الجزيرة التي تطالب باستعادتها. وقال احد معاوني النائب ان "تشاي حذر من ان الوقت كان غير ملائم". وكان النائب يريد نيل موافقة الحزب على المشروع قبل رفعه الى الحكومة ثم الى البرلمان لاقراره. وأشار المصدر نفسه الى انه من غير المرجح في غياب تأييد الحزب الحاكم ان يصل المشروع الى مرحلة المناقشة في البرلمان في الدورة البرلمانية الجديدة في ايلول سبتمبر المقبل. وتأتي الدلائل على الانفراج بعدما اوضح الرئيس التايواني ان وسائل الاعلام شوهت تصريحاته السبت الماضي، مما كان السبب وراء الازمة الجديدة مع الصين. وفي بكين، اعتبر مسؤول عسكري صيني رفيع المستوى تصريحات شين انها "استفزازية" وحذر من ان استخدام القوة يبقى امراً محتملاً. وقال المسؤول لصحيفة "تشاينا دايلي" انه "يجب ضمان السلام واكتسابه بالقوة". وأضاف: "اذا كنا نريد السلام فيجب ان نكون مستعدين لاعمال عسكرية" في اشارة هي الاولى من نوعها الى عمل عسكري محتمل. وأعاد المسؤول تأكيد رغبة الصين في اعادة التوحيد مع تايوان سلماً، بعد انفصال دام اكثر من نصف قرن، لكنه شدد على "ضرورة مواصلة البلد الام استعداداته العسكرية من اجل دعم وتشجيع اعادة توحيد سلمية". وأضاف: "يجب ألاّ نخدع انفسنا لأن الانفصاليين لن يتخلوا عن السعي الى الاستقلال". وكانت الحكومة الصينية حذرت مطلع الاسبوع الحالي، من ان شين سيقود التايوانيين الى الكارثة اذا استمر في فكرة الاستفتاء من اجل تحديد مستقبلهم. الا ان الصين لم تتخذ اي اجراء للرد. ورات الصحيفة انه "سيكون من العبث محاولة تعديل الوضع القائم عبر فصل الصين عن تايوان، مما سيؤدي بالجزيرة الى الحرب". وكانت بكين هددت مراراً باستخدام القوة ضد الجزيرة اذا اتجهت نحو الانفصال الرسمي. وكانت تايوان انفصلت عن بكين بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم عام 1949. واستبعد محللون اليوم مخاطر اندلاع فوري للنزاع. وقال جوزف شينغ من "سيتي يونيفرسيتي" في هونغ كونغ ان بكين تعلم ان "شين لن يدفع باتجاه الاستفتاء في مستقبل قريب، واخذت علماً بجهود تايوان من اجل التقليل من مغزى تصريحاته".