حثت تايوانالصين على عدم المبالغة في رد الفعل تجاه قانون الاستفتاء الذي أقرته تايوان يوم الخميس الماضي وأكدت ان سياسة تايبيه تجاه تحقيق سلام مع الصين لم تتغير، جاء ذلك على لسان شين مينج تونج نائب مدير مجلس الشئون الداخلية في الوزارة الذي قال ايضا في مؤتمر صحفي إن قانون الاستفتاء هو خطوة مهمة في طريق ديموقراطية تايوان ولكن سياستنا لن تتغير. وقال إن عزمنا على حماية سيادة تايوان وتحقيق سلام مع الصين لن يتغير وعلى الصين أن تفهم عملية تحقيق الديموقراطية في تايوان بدقة. ففي الماضي تسبب عدم التفاهم الصيني في توتر علاقتها بتايوان. وقدمت بعض الاحزاب السياسية ومجلس الوزراء صورا مختلفة لتطبيق قانون الاستفتاء ومن بينهم الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم الذي دعا لاجراء تصويت على استقلال تايوان لكنه لم ينجح. من جانبها أبدت الصين ارتياحا إن القانون الجديد لا يسمح بإجراء تصويت على الاستقلال ولكنها انتقدت الرئيس التايواني شين شوي بيان للترويج لفكرة استقلال تايوان، ووصفت صحيفة جوانجمينج اليومية الصينية الرئيس التايواني بأنه مثير للمتاعب وحذرته من اللعب بالنار. وقالت الصحيفة في المقال الذي كتبه المؤرخ يو باي إن الرئيس التايواني "وتابعيه يشوهون التاريخ ويسعون لاستقلال تايوان بشكل مباشر. ويثبت التاريخ دائما انك إذا لعبت بالنار تحترق ، وأفعال الرئيس التايواني ستتسبب في إلحاق الكوارث بتايوان." وكان البرلمان التايواني أقر قانونا يسمح للحكومة بإجراء استفتاء بشأن الاستقلال إذا تعرضت تايوان للهجوم. وفي ذات السياق أعلنت الولاياتالمتحدة معارضتها لاي استفتاء من شأنه أن يقرب بين تايوان وبين استقلالها عن الصين، فقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر ان بلاده تعارض أي محاولة يقوم بها أي من الجانبين لتغيير الوضع الراهن على جانبي المضيق"،كما نطالب الطرفين بالكف عن أي تدابير أو تصريحات من شأنها زيادة التوتر أو جعل الحوار أمرا عسير التحقيق". وكان البرلمان التايواني وافق الاسبوع الماضي على إجازة ما يسمى ب "الفقر ة الخاصة بالدفاع" التي اقترحها الحزب التقدمي الديمقراطي ومجلس الوزراء. وطبقا لما تنص عليه هذه الفقرة فإن رئيس تايوان يتمتع بسلطة الدعوة لاستفتاء بشأن الاستقلال إذا تعرضت تايوان لهجوم من جانب الصين. وكانت الصين حذرت من أنه إن وافقت تايوان على التشريع الخاص بالاستفتاء دون قيود، فإن الحرب واقعة لا محالة. وتخشى الصين من أنه بمجرد وضع آلية للاستفتاء موضع التنفيذ، فإنه يمكن عندئذ استخدامها لاجراء تصويت بشأن الاستقلال. من جانب آخر أكدت تايوان امس أن العلاقات التي أقامتها مؤخرا مع جزيرة كيريباسي في المحيط الهادي متينة على الرغم من محاولات الصين للاضرار بها، وقال لين سونج-هوان رئيس إدارة شئون شرق آسيا والمحيط الهادي بوزارة الخارجية التايوانية في مؤتمر صحفي "علاقاتنا مع كيريباسي متينة وودية ونخطط لدعوة رئيس كيريباسي أنوت تونج لزيارة تايوان في أوائل شباط/فبراير"، مضيفا إن الصين اتخذت إجراءات "عنيفة" لمحاولة إقناع كيريباسي بالتخلي عن اعترافها بتايوان. وكانت كيريباسي قد أقامت علاقات دبلوماسية مع تايوان في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على الرغم من أنها مازالت تعترف بالصين وطالبت بكين الجزيرة بتصحيح "خطأها" ثم قطعت العلاقات معها في التاسع والعشرين من الشهر نفسه. ومن المقرر أن يغادر السفير الصيني ما شوشو كيريباسي في الرابع من كانون الاول/ديسمبر الجاري على أن يغادر موظفو السفارة في الخامس من الشهر ذاته حيث أغلقت الصين قاعدتها المتصلة بالاقمار الصناعية في الجزيرة وأوقفت العمل في بناء استاد رياضي. يذكر أن عدد سكان جزيرة كيريباسي لا يتجاوز 100 ألف نسمة لكن اعترافها بتايوان يعد انتصارا دبلوماسيا لتايبيه التي تعترف بها 27 دولة فقط معظمها دول صغيرة.