برلين، موسكو، لندن، بروكسيل - "الحياة" - أ ف ب - اعلن المستشار الاشتراكي الديموقراطي الالماني غيرهارد شرودر مجدداً تحفظاته ازاء هجوم عسكري محتمل على العراق معتبرا انه قد "يدمر التحالف الدولي ضد الارهاب" الذي تشكل بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. ورداً على سؤال احد قراء صحيفة "بيلد" الشعبية في عددها الصادر أمس، قال المستشار الالماني من دون ان يسمي الولاياتالمتحدة: "ان هذه المعركة ضد الارهاب لم تحسم بعد، ولذلك احذر من هجوم على العراق. فلن يفهم هذا الهجوم على انه وسيلة دفاعية وقد يدمر التحالف الدولي ضد الارهاب". واضاف "ان الشرق الاوسط يحتاج الى سلام جديد وليس الى حرب جديدة. هذا هدف سياستنا وهو يتوافق مع الحاجات السياسية والاقتصادية. وكل سياسة اخرى، ستؤدي الى تفاقم الازمة الاقتصادية العالمية ولن تنتج منها سوى صعوبات اقتصادية. وفي كفاحنا ضد الارهاب، سنواصل العمل بحكمة وحزم". ومن جانبه، استبعد المرشح المحافظ للمستشارية ادموند شتويبر في رده ايضاً الى الصحيفة نفسها تدخل الجيش الالماني مرة اخرى في الخارج وقال: "ان تدخلا جديدا للبوندسفير الجيش الالماني في الخارج ليس على جدول الاعمال. والى ذلك، فان الجيش الذي يشارك 10 آلاف من جنوده بمهمة حفظ سلام في الخارج تابعة للامم المتحدة، من افغانستان الى البلقان، بلغ حدود قدراته". كذلك، اعتبر رئيس حكومة مقاطعة بافاريا ورئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي ان "الاجماع الواسع بين الاحزاب على الخطوط العريضة للسياسة الخارجية امر ايجابي بالنسبة الى المانيا". غير ان المسؤول عن السياسة الخارجية في قيادة اركان حملته، والرئيس السابق للاتحاد المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شوبل كان اعلن تأييده مشاركة الجيش الالماني في هجوم ضد العراق شرط ان يتم الهجوم بتفويض واضح من الاممالمتحدة. من جهته، أعرب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بشكل واضح عن رفضه اي حملة عسكرية على العراق محذراً مما سماه فتح "جبهة ثالثة" في العراق الى جانب مكافحة الارهاب الدولي وازمة الشرق الاوسط. وقال فيشر في مقابلة مع صحيفة "زود دويتشي تسايتونغ" انه "من دون حل المشكلتين الارهاب والشرق الاوسط فان فتح جبهة ثالثة يشكل مجازفة كبرى لا يمكن التكهن بنتائجها". واضاف "ان الولاياتالمتحدة تملك الامكانات العسكرية لتغيير النظام في العراق" الا انه تساءل "هل نعرف ان ذلك ينطوي على تنظيم جديد كامل للشرق الاوسط ليس فقط على الصعيد العسكري وانما قبل كل شيء على الصعيد السياسي". واعتبرت روسيا قرار العراق دعوة هانز بليكس رئيس لجنة "انموفيك" دليلاً على "جدية" في التعامل مع موضوع عودة المفتشين. وأكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف في حديث خاص الى وكالة "انترفاكس" ان استخدام القوة لمعالجة الملف العراقي "مرفوض". واشار الى وجود "تهديدات" تلمح الى احتمال القيام بعمليات عسكرية ضد العراق، وقال ان ثمة في الجانب المقابل جهوداً "لحل" العقدة في اطار القانون الدولي. وتابع ان روسيا تشدد على ان سيناريوات القوة "مرفوضة من وجهة النظر القانونية الدولية ولن تؤدي الى شيء سوى المزيد من تعقيد الوضع" في الخليج والشرق الاوسط. الى ذلك، قالت ناطقة باسم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان "الاتحاد الاوروبي يدعم جهود الامين العام للامم المتحدة المكلف من مجلس الامن متابعة كل الجهود الديبلوماسية" رافضا اعطاء المزيد من التوضيحات. واضاف مصدر في الامانة العامة لمجلس وزراء الاتحاد الاوروبي ان "موقف الاتحاد الاوروبي واضح منذ اعوام، وقد كرره في تموز يوليو الماضي وهو ان على العراق ان ينفذ كل الالتزامات التي تحددها قرارات الاممالمتحدة في ما يتعلق بوضعه". وأوضح ناطق باسم المجلس ان هذه الموجبات تتضمن "حرية تنقل المفتشين المكلفين الرقابة على الاسلحة في الاراضي العراقية". وقال ديبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه "الكل في الاتحاد الاوروبي موافق على ضرورة استنفاد كل الجهود الديبلوماسية قبل اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية". مضيفاً "علينا ان نسعى من اجل ان لا يسبب عمل كهذا المزيد من التدهور في النزاع في الشرق الاوسط". الى ذلك، ذكرت صحيفة ال "غارديان" البريطانية أمس ان المملكة المتحدة، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة التي تتعرض اكثر فأكثر للانتقادات بسبب العملية العسكرية المحتملة ضد العراق، هي الامل الاخير للعراق لتفادي الهجوم الاميركي. ونقلت الصحيفة عن ممثل العراق في لندن مظفر امين ان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري على استعداد للقدوم الى بريطانيا وان "الحكومة البريطانية تعرف ذلك". واشار الناطق باسم الخارجية البريطانية الى انه ليس على علم بهذا الاقتراح. وكان اعلان مسكوني في بريطانيا وقعه اكثر من 2500 شخص ورأى في الهجوم على العراق عملا "غير قانوني وغير اخلاقي" سلمته جمعية "باكس كريستي" المسيحية الى رئاسة الحكومة البريطانية، وايد الاعلان اسقف كانتربري الجديد روان وليام. وذكرت الصحيفة ان ممثل العراق في لندن على اتصال مع الزعماء الدينيين الذي يسعون الى مخرج سياسي للازمة، ونقلت عنه قوله "قلت لهم اطلبوا من الحكومة البريطانية ماذا تريد من العراق ونحن ننفذه".