لندن - "الحياة" - قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية في تقرير أمس ان كبار المسؤولين العسكريين البريطانيين وجهوا تحذيرا شديدا الى حكومة توني بلير من مخاطر المشاركة في هجوم تقوده الولاياتالمتحدة على العراق، لان هذه الحرب ستكون خاسرة وستقتصر نتائجها على مكاسب سياسية ضئيلة في مقابل خسائر اكيدة في الارواح. واضافت ان القادة العسكريين قلقون من مخاطر تورط القوات المسلحة البريطانية في "التزام لا نهاية له ومحفوف بالمخاطر في العراق". ورجحوا ان تثور الدول العربية ضد الضربات الغربية للعراق في ظل غياب اتفاق سلام في الشرق الاوسط. واشار التقرير الى ان من غير المرجح ان تسمح المملكة العربية السعودية باستخدام قواعدها العسكرية في ضرب العراق، وقال انه من دون تعاون الرياض سيكون صعبا على القوات الاميركية والبريطانية شن هجوم. واوضحت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة طلبت ما يصل الى 25 الف جندي بريطاني ليشكلوا جزءا من قوة غزو للعراق اذا تحركت واشنطن ضد بغداد ونظامها. وكشفت الصحيفة ان تقريرا اعده رئيس هيئة الاركان العامة الجنرال مايكل ووكر اشار الى ان الجيش سيكون بحاجة الى اعتمادات مالية كبيرة في حال مهاجمة العراق. وتحدثت عن طلب وزارة الدفاع مبلغ 500 مليون جنيه استرليني اضافي لموازنة الاشهر المقبلة لتغطية التزاماتها المتزايدة، خصوصا بعدما بات مؤكدا ان قوات حفظ السلام البريطانية في افغانستان ستبقى في هذا البلد الى ما بعد الموعد المحدد اصلا في نيسان ابريل المقبل. ويعكس التقرير انقسام الرأي في بريطانيا بشأن ما اذا كان بلير، احد الحلفاء البارزين للولايات المتحدة في حملتها العسكرية في افغانستان، سيكون حكيما في دعمه الهجوم على العراق. واعرب اعضاء بارزون في حزب العمل الذي يتزعمه بلير عن عدم ارتياحهم، كما ان القوات المسلحة تدرك انه مع وجود التزامات بحفظ السلام في البلقان وافغانستان فان القيام بحملة رئيسية اخرى قد يعني نقصا في الرجال. وذكرت صحيفة "صنداي تلغراف" امس ان وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت حذّر بلير من ان القيام بعمل عسكري في العراق قد يؤدي الى اضطرابات أهلية خطيرة في بريطانيا. ونقلت الصحيفة عن بلانكيت قوله لزملائه في الحكومة: "لا يمكن ان نفصل العراق عن الشرق الاوسط، والا سنواجه اضطرابات كبيرة على الصعيد الدولي وفي بريطانيا". وفي برلين أ ف ب، اعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر امس عدم وجود غالبية في مجلس النواب الالماني البوندستاغ تؤيد مشاركة المانيا في ضربات محتملة ضد العراق. وقال فيشر في خطاب امام مؤتمر حزب الخضر في برلين ان "الكثير من التكهنات" يدور حول موضوع العراق لكن "اقول بوضوح: لا توجد غالبية في البوندستاغ تؤيد مشاركة عسكرية في العراق".