تحول الموقف من العراق ومن الخطط الاميركية لاسقاط نظام الرئيس صدام حسين الى محور سجالي انتخابي بين الاحزاب السياسية الالمانية التي ترفض غالبيتها اللجوء الى الخيار العسكري ضد بغداد. وتشير استطلاعات الرأي الالمانية قبل الانتخابات النيابية العامة التي ستجرى في 22 الشهر المقبل، الى رفض غالبية الالمان المشاركة في توجيه ضربة عسكرية الى العراق. وبعد تأكيد المستشار غيرهارد شرودر رفضه فكرة شن هجوم على العراق، خلال سجال مع منافسه المسيحي ادموند شتويبر الاربعاء الماضي، اعلن كل من وزير خارجيته يوشكا فيشر حزب الخضر ووزير دفاعه بيتر شتروك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في مناظرة تلفزيونية مع ممثلي الاحزاب المسيحية والليبرالية والشيوعية الاصلاحية بثت ليل الخميس، انهما لا يفهمان لماذا تصعّد ادارة الرئيس جورج بوش الموقف ضد العراق. واعتبر فيشر ان الادعاءات الاميركية ضد نظام بغداد غير صحيحة، مشيراً الى ان المعلومات التي تملكها اجهزة استخبارات بلاده وبلدان اخرى اوروبية تؤكد ان البنية العراقية لانتاج اسلحة نووية دمرت تماماً على ايدي خبراء لجنة "اونسكوم". واضاف ان العراق لا يزال يملك اسلحة كيماوية وجرثومية لكنه غير قادر على استخدامها ضد دول اخرى مثل اسرائيل لان قدرته الصاروخية تعرضت للتدمير في صورة شبه كاملة. وتابع فيشر ان لا اساس لاتهام العراق بالتعاون مع تنظيم "القاعدة" واسامة بن لادن، وبدعم الارهاب، بحسب المعلومات الموجودة لدى الحكومة الالمانية. وكرر تساؤله عن اسباب تركيز واشنطن على العراق بمثل هذا التصعيد. ملاحظاً ان الاميركيين "سيرتكبون خطأ فادحاً اذا اصروا على شن هجوم حاسم، من دون ان يأخذوا في الاعتبار الوضع المتأزم في الشرق الاوسط". ولمح الى ان مثل هذا الامر سيحبط كل ما تحقق اخيراً لايجاد حل سياسي دائم للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وشدد وزير الدفاع الالماني على ضرورة اظهار رفض برلين الحل العسكري في العراق، والذي يطرح يومياً في واشنطن وفي وسائل الاعلام الاميركية، وقال ان "الوقت حان كي تقول الحكومة الالمانية لحليفتها الولاياتالمتحدة رأيها علناً وبكل صراحة انها ترفض الموافقة على ذلك الحل والمشاركة في هجوم. واكد ان الجيش الالماني سيسحب القوة التي ارسلها الى الكويت وتضم ست مصفحات لكشف اسلحة الدمار الشامل و52 خبيراً في هذا المجال، في حال هوجم العراق، لأن بقاءها هناك في هذه الحال يفتقد تغطية من البرلمان الاتحادي الالماني. لكنه شدد على ان الجيش سيواصل تنفيذ مهماته المقررة في اطار التحالف الدولي ضد الارهاب.