بعد ساعات قليلة على إعلان وزير الخارجية الاميركي كولن باول انه لم يتلق "رداً محدداً" من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في شأن مدة الهجوم الاسرائيلي في الضفة الغربية، وبعد اعلان الجيش عن سقوط مئات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين في جنين، نفذت فلسطينية هجوماً استشهادياً قرب اكبر سوق تجاري وسط القدس الغربية أسفر عن مقتل ستة اشخاص واصابة نحو 54 آخرين وتبنته "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح". وسبق ذلك هجومان تبنتهما "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الاسلامي" أحدهما قرب معبر بيت حانون ايريز في قطاع غزة، قتل فيه جندي اسرائيلي ومنفذه، والثاني قرب مستوطنة "ايلي سيناي" في قطاع غزة. القدسالمحتلة، نابلس، الظاهرية، غزة، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلنت الشرطة الاسرائىلية مقتل ستة اشخاص في هجوم شنته استشهادية فلسطينية في موقف باصات قرب اكبر سوق تجارية في شارع يافا وسط القدس الغربية وتبنته "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح". وقال قائد الشرطة الاسرائيلية شلومو اهارونسكي ان منفذ الهجوم فتاة. وفيما بث التلفزيون الاسرائيلي ان عدد القتلى بلغ ستة ونحو 54 جريحاً، اعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان الانفجار وقع بينما كانت الاستشهادية يستعد لركوب باص على الخط الرقم 23 في شارع يافا. واعتبر الناطق ايمانويل نخشون ان الهجوم يشكل "رسالة من الفلسطينيين الى باول"، في اشارة الى الزيارة التي يقوم بها حالياً إلى اسرائيل وزير الخارجية الاميركي كولن باول. وقال الناطق: "انها رسالة رعب وموت ارسلت لتتزامن مع زيارة باول". وأعلنت "كتائب شهداء الاقصى" مسؤوليتها عن الهجوم في اتصال هاتفي مع محطة تلفزيون "المنار" الناطقة باسم "حزب الله". وأشارت "المنار" الى ان المجهول الذي تبنى العملية باسم "كتائب الأقصى"، أكد ان "فتاة نفذت العملية الاستشهادية" من دون كشف هويتها. وسارع البيت الابيض الى الاعلان ان الهجوم لن يثني الرئيس جورج بوش عن جهوده وسيبذل "كل جهد" من اجل التوصل الى وقف اطلاق النار. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر إن بوش "يدين هذا الهجوم القاتل... ولن يثني الرئيس عن مواصلة السعى للسلام على رغم هذا الهجوم". واضاف: "هناك اناس لا يريدون السلام. الرئيس يريد السلام وسيواصل كل جهد من اجل السلام". لكن قائد الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان اعتبر ان الهجوم "جاء نتيجة للحقد الذي اوجده رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ونتيجة للمجازر والجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني في جنين ونابلس وغيرها من الاراضي الفلسطينية". وبعدما اوضح دحلان المحاصر في رام الله انه "لا يتحدث باسم منفذ هذه العملية"، قال ان "لا علاقة لها بتوقيت زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول وان الحقد الذي اوجده شارون يعبر عن نفسه بردود فعل تلقائية من مواطنين وليس من تنظيمات فحسب". وفي رده على سؤال عن اتهام السلطة الفلسطينية، قال دحلان: "عليهم الاسرائيليون ان يبحثوا عن متهم غير السلطة اذ دمرت قوات الاحتلال مؤسسات السلطة وهم يحاصرون الرئيس ياسر عرفات في مقر الرئاسة"، وتابع: "ان المتهم الحقيقي هو الاحتلال الذي اقدم على ارتكاب المجازر"، مضيفاً: "لا يوجد أي فلسطيني يرغب في الموت او القتل لكن القتل يفرض نفسه على الشعب الفلسطيني عبر ارتكاب المذابح والمجازر من قوات الاحتلال". هجومان في غزة من جهة اخرى، قال قيادي في حركة "الجهاد الاسلامي" ان "الشهيد حازم ابو القمبز 21 عاماً من سكان حي الشجاعية احد ابطال سرايا القدس نفذ فجراً عملية بطولية قرب المنطقة الصناعية في بيت حانون". وكان الجيش افاد امس ان عنصراً من "حرس الحدود" الاسرائيلي وعاملاً فلسطينياً توفيا متأثرين بجروح اصيبا بها في هجوم فلسطيني بالأسلحة الآلية عند معبر بيت حانون الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل. واضاف القيادي في "الجهاد" ان "عدداً من الجنود قتل واصيب في العملية"، موضحاً أنها "العملية الثالثة بعد عملية اقتحام مستوطنة ايلي سيناي شمال قطاع غزة ليل الخميس - الجمعة التي نفذها الشهيد محمد الاسكافي من جباليا وعملية حيفا الاستشهادية الاسبوع الماضي التي نفذها الشهيد راغب جرادات من سيلة الحارثية في جنين". وأكد ان "سرايا القدس مستمرة في تصعيد العمليات الاستشهادية وعمليات المقاومة ضد الاحتلال". وفي بيت ساحور، افادت مصادر طبية ان الفلسطيني عطا الله الحايك 45 عاماً استشهد امس بنيران رشاش ثقيل اسرائيلي اثناء تنقله بسيارته وقت حظر التجول الذي يفرضه الجيش. كذلك قتلت الفلسطينية باسمة الكفية 32 عاماً مساء أول من أمس برصاص إسرائيلي في مدينة الظاهرية في الضفة، وهي أم لاربعة اولاد، بالرصاص. وأفاد أحد جيرانها ان الجيش الذي ضرب طوقاً حول المدينة رفض وصول سيارة اسعاف لنقل الفلسطينية الجريحة مما أدى الى وفاتها متأثرة بجروحها بعد ساعات قليلة. وكان الجيش اعاد احتلال المدينة الواقعة جنوب الخليل اول من امس. من جهة اخرى، افاد ناطق باسم الجيش امس ان ضابطاً اسرائيلياً توفي متأثراً بجروح اصيب بها الثلثاء خلال احتلال قرية دورا جنوب الخليل. واوضح ان اللفتنانت دوتان ناهتومي 22 عاماً من سكان "كيبوتز تسوبا" قرب القدس توفي ليل الخميس - الجمعة متأثراً باصابته بالرصاص. وبوفاة الضابط يرتفع الى 29 عدد العسكريين الاسرائيليين الذي قتلوا في معارك مع الفلسطينيين خلال الهجوم الاسرائيلي في الضفة الذي بدأ في 29 اذار مارس. إلى ذلك، قال شهود ان الجيش اعتقل 30 فلسطينياً خلال عملية توغل قام بها امس في قرية كفر قليل جنوب نابلس استمرت ثلاث ساعات قام خلالها الجنود بالتوغل من بيت الى بيت في القرية.