قال مصدر أمني ان التحقيق مع "خلية القاعدة" في المغرب أدى الى اعتقالات شملت أكثر من 400 شخص ينتسبون الى تنظيمي "السلفية الجهادية" و"التكفير والهجرة" الاسلاميين المحظورين. وأشار الى ان حملات الاعتقال مستمرة، وأدت حتى الآن الى "تفكيك خلايا اسلامية متشددة"، في اشارة الى اعمال القتل المنسوبة الى التنظيمين والتي تُعد بالعشرات. وذكر المصدر ان التحقيق مع المعتقلين الاسلاميين في مناطق مختلفة من المغرب كشف "سيناريوات مذهلة" تتعلق ب"تصفية عشرات من المواطنين ببرودة دم بذريعة خروجهم على الشريعة الاسلامية". وفي هذا الإطار، وجّه قاضي التحقيق في محكمة الدار البيضاء رسمياً تهمة "القتل العمد" الى تسعة اسلاميين ينتسبون الى "السلفية الجهادية". وتعتبر هذه المرة الأولى التي يُكشف فيها رسمياً في المغرب عن اعمال قتل مروعة تنسب الى ناشطين اسلاميين يقاضى المتورطون بها علناً. وعزا المصدر الأمني ما وصفه ب"بشاعة اعمال القتل في حق مواطنين ابرياء" الى "تدني المستوى التعليمي للمتهمين"، إذ لا يتجاوز مستواهم المرحلة الثانوية. وافيد ان المتهمين نظموا انفسهم في جماعات تُطارد ليلاً "الكفار والزناة" بالسلاح الابيض والهراوات. واشار المصدر الى ان المحققين يتجهون الى كشف جثث إضافية اختفى أصحابها عن الأنظار منذ شهور وكشفت مكانها التحقيقات مع جماعة "الهجرة والتكفير" التي يتزعمها يوسف فكري. وأفيد ان الجثث متناثرة بين مدن الدار البيضاء والقنيطرة وسلا. وكان المحققون كشفوا في بيت "أمير" الجماعة يوسف فكري مسدساً وبذلة شرطي عُثر على جثته في بئر مهجورة في الدار البيضاء. وافاد المصدر ان الموقوفين الاسلاميين "عبّروا عن عدم ندمهم عن اعمال القتل وأكدوا اقتناعهم بما فعلوه". وينتشر هؤلاء خصوصاً في الاحياء الهامشية والفقيرة التي تقل فيها الرقابة الامنية. وكانت "الحياة" زارت حياً في الدار البيضاء اعتقل فيه ناشطون من تنظيم "الصراط المستقيم" متهمون بقتل مواطن رمياً بحجر. وعزا مُسنٌ "حال الفوضى" في الحي الذي يقطن فيه الى "غياب دوريات الامن". وأخذ على السلطات عدم تشديد الرقابة على نقاط بيع المخدرات في الحي والتغاضي لفترة عن نشاط الاصوليين. لكن عائلة أحد المتهمين الاسلاميين رفضت الاتهامات المنسوبة الى أعضاء التنظيم، مشيرة الى ان الشخص المتهمين بقتله "كان يروّج المخدرات في الحي، وقتله لم يكن عمداً". وأوضح المصدر الامني ان السلطات المحلية كانت تراقب تحركات هؤلاء منذ مدة من دون اعتقالهم لعدم ارتكابهم ما يوجب ذلك. وعُرف المتهمون بخطبهم المدوية في مساجد في مدن فاسوالدار البيضاء وتطوان التي كانت تستقطب مواطنين ومجموعات "الافغان العرب" الذين حاربوا في افغانستان ضد السوفيات. وتدعم الخطب زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وتدعو الى الحرب ضد الولاياتالمتحدة واسرائيل. ووضعت السلطات حداً لتلك الخطب بعد ادانة الناشط الاسلامي المتشدد محمد عبدالوهاب الرفيقي المعروف ب"أبو حفص" والحكم بسجنه ستة شهور قبل ان يصدر عفو ملكي عنه. وعلقت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي على مواقف المتهمين بالقول انهم "يطمحون الى تنفيذ الشريعة الاسلامية ومحاربة امبراطورية الشر بجز الرقاب واراقة الدم وجلد الكافرين والخارجين على التعاليم".