يستأنف اليوم الاثنين غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء النظر في قضية 31 متهما ضمن تنظيم السلفية الجهادية بزعامة يوسف فكري. وكانت المحكمة قد شرعت ليلة الجمعة الماضي وحتى ساعة متأخرة في استنطاق ثلاثة متهمين من بينهم يوسف فكري وكانت الدفوع الشكلية المقدمة من طرف دفاع مجموعة من 11 متهما قد انصبت بالأساس على الخروق التي يرى أنها شابت الإجراءات المتمثلة أساسا في تجاوز مدة الاعتقال الاحتياطي للمدة القانونية و عدم إشعار عائلات الأشخاص المعتقلين وانعدام حالة التلبس فضلا عن الدفع بكون هيئة المحكمة غير مشكلة بصفة قانونية. وقال ممثل النيابة العامة في رده على هذه الدفوع أنها لا تستقيم مع الواقع ولا تستند إلى أسس قانونية وإن هيئة المحكمة مشكلة بصفة قانونية مؤكدا أن الشرطة القضائية احترمت بشكل دقيق كل المقتضيات المنظمة للحراسة النظرية وأن جميع الإجراءات التي اتبعظت كانت سليمة . وكانت المحكمة قد قررت خلال الجلسة الصباحية ليوم الجمعة رفض فصل قضايا بعض المتهمين عن الملف الرئيسي وعدم استدعاء ضباط من الشرطة القضائية وشهود المؤسسات الدينية مع إرجاء البت في استدعاء الشهود الآخرين وقبول ضم إجراء الخبرة للجوهر. وتتابع عناصر هذا التنظيم بتهم تكوين عصابة إجرامية وتعدد جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتشويه جثث وإخفائها ومحاولة القتل باستعمال السلاح الناري وحيازة أسلحة نارية وذخيرة بدون ترخيص. كما تتهم المجموعة بحيازة أسلحة بيضاء وقناني الغاز المسيل للدموع واستعمالها وتعدد السرقات والاختطاف والاحتجاز وتزوير وثائق إدارية واستعمالها وتزوير لوحات ارقام السيارات وإضرام النار عمدا وانتحال هوية وألقاب وانتحال صفة الشرطة والمشاركة. إلى ذلك مازالت التحقيقات جارية مع تنظيم التكفير والهجرة المتكون من 12 شخصا، والتي سبق أن أوقفت مؤخرا بتهمة الارتباط بالزعيم الروحي السلفية الجهادية الفيزازي على ما يعتقد ، وذلك بعد أن أحيل منهم أربعة على استئنافية الدار البيضاء التي أجلت النظر في القضية إلى وقت لاحق، في حين لا يزال الباقون على ذمة التحقيق. من جهة اخرى بدأت الخيوط الرابطة بين تفجيرات الدار البيضاء بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن تنكشف بعدما تبين من خلال التحقيقات أن نفس الشخص الذي خطط لتفجيرات الرياض في 12 مايو الماضي كان يقف وراء العمليات الانتحارية التي نفذت بالدار البيضاء أسبوعا بعد ذلك ويتعلق الأمر بالمدعو أبي مصعب الزرقاوي وهو مواطن أردني من بين أبرز قيادات تنظيم القاعدة في الخارج. وحسب مصادر أمنية قريبة من التحقيقات فإن سبب تأخر تنفيذ العمليات الإرهابية بالدار البيضاء هو عدم حصول منفذي التفجيرات على الصواعق التي تفجر القنابل التقليدية الصنع التي اعتمد في صنعها على مواد محلية، وأشارت المصادر نفسها إلى الدور الذي لعبه كل من عبد العزيز بن يعيش وهشام التمسماني اللذين اعتقلا بإسبانيا في التنسيق الخارجي بين عناصر القاعدة المخططة للتفجيرات والعناصر التي نفذت التفجيرات، إضافة إلى دور كريم المجاطي الملقب بأبي إلياس المتزوج من أمريكية، والذي يعتبر أحد العناصر الخطيرة ذات الدراية بصناعة الصواعق، وسبق له أن درب أعضاء من تنظيم السلفية الجهادية الذي يقوده المعتقل يوسف فكري على صنع الصواعق ونوع جديد من خراطيش بنادق الصيد التي يتم تعديلها قبل استعمالها لتكون أكثر تدميرا. وأفادت ذات المصادر بأن المخططين للتفجيرات جندوا حوالي 60 انتحاريا مستعدين لتنفيذ عمليات جديدة بعد تفجيرات الدار البيضاء بمناطق مختلفة من المغرب، لكن اعتقالهم من طرف أجهزة الأمن المغربي أفشل هذه المخططات.