صعّد وزير الدفاع الألماني الجديد بيتر شتروك امس انتقاداته للإدارة الأميركية الساعية الى شن هجوم واسع على العراق. ووجه شتروك للمرة الأولى انتقادات وهو يتحدث الى ضباط ألمان لدى زيارته "اكاديمية القيادة" في هامبورغ التابعة للجيش الألماني، وهو أمر يعتبر سابقة في العلاقات بين المانيا وحليفتها الأساسية الولاياتالمتحدة. وقال شتروك انه لا يريد وغير قادر على الإنضمام الى شن حرب على العراق، مضيفاً ان "رغبة واشنطن في تغيير الرئيس صدام حسين بوسائل عسكرية تخالف الشرعية الدولية". وحذر من ان غزو العراق "سيدمر التحالف الدولي ضد الإرهاب، وسيزيد عدم استقرار الوضع في الشرق الأوسط ويؤدي الى تداعيات اقتصادية قوية". وتابع انه يخشى ان تواصل الإدارة خططها على رغم نصيحة الحكومة الألمانية بالتراجع عنها. وزاد في كلمته امام الضباط: "لا توجد حتى الآن معلومات تفيد بأن الرئيس العراقي يحمي ارهابيين دوليين، ويمتلك أسلحة نووية". واضاف ان "العراق لا يشكل تهديداً لنا". وبعدما شدد وزير الدفاع الألماني على ان بلاده "ذات سيادة في ما يخص اتخاذ القرارات العسكرية" علق على انتقادات المعارضة لحكومته وللمستشار غيرهارد شرودر باتباع "طريق الماني مستقل" قائلاً: "الطريق الألماني هو طريق أوروبي في هذه الحال". وأوضح ان موقف حكومته "متوافق عليه مع الحكومة الفرنسية، والمعارضة في بريطانيا تتصاعد ضد الخطط الأميركية للهجوم على العراق". الى ذلك، اعتبر وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية لودفيغ فولمر ان التصريحات الأخيرة لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني حول العراق "جزء من الصراع السياسي الداخلي في الولاياتالمتحدة". ورأى ان صوت المعارضين للتدخل العسكري في العراق أصبح أعلى من السابق، مضيفاً ان "على المرء ان يأخذ في الإعتبار وجود معركة انتخابية في الولاياتالمتحدة، وان تشيني يسعى الى جمع معسكر الحكومة" ولم يطرح أي حجج جديدة تسمح بتغيير الموقف الأوروبي. ودعا الناطق باسم حزب الاشتراكية الديموقراطية الشيوعي الإصلاحي للشؤون الخارجية فولفغانغ غيركه البرلمان الألماني الى الإجتماع ودرس التهديدات الأميركية، واتخاذ قرار برفض المشاركة في أي حرب ضد العراق.