سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موقعها يقلق اسرائيل التي تخشى ان يستخدمها الانتحاريون ممراً لعبورهم . سكان برطعة يتوجسون من بدء بناء السياج الامني : يحيل القرية الى سجن كبير ويقتلها بفصلها عن الضفة
برطعة الضفة الغربية - أ ف ب - كما ينتظر المحكوم بالاعدام تنفيذ الحكم، يتوجس سكان قرية برطعة الفلسطينية شمال الضفة الغربية وصول الجرافات الاسرائيلية للبدء باعمال بناء السياج الامني الذي سيفصل بين الاراضي الفلسطينية واسرائيل. ويقسم "الخط الاخضر" الذي يفصل الاراضي الفلسطينية عن اسرائيل هذه القرية الى نصفين، لكن سكانها يخشون ان يفصلهم السياج الامني تماما عن الضفة ودولة فلسطين مستقبلا، اذا ما رأت النور يوما. وعندما يتم بناء السياج، ستصبح برطعة وقريتان مجاورتان لها في الجانب الاسرائيلي، من دون ان يمنح سكانها الجنسية الاسرائيلية. ويقول كمال ابو بكر، وهو من سكان جنين ويملك متجرين في برطعة، ان الامر بالنسبة اليه "يعني خراباً كاملاً... لن اتمكن من الحصول على المنتجات، كما ان العرب الاسرائيليين الذين يجتازون الخط الاخضر للتبضع بأسعار رخيصة لن يأتوا الي بعد ذلك". وتخضع جنين الواقعة على بعد كيلومترات من برطعة، لحظر التجول. ودفعت المدينة التي يعتبرها الاسرائيليون "وكراً للارهاب" ثمناً كبيراً لمقاومتها للاحتلال الاسرائيلي منذ بداية الانتفاضة. ويقول ابو بكر: "جئت الى هنا كما فعل كثيرون غيري بعدما اغلقت متاجري الاربعة في جنين حيث لم يعد لدى الناس المال ليشتروا". هذا الوضع بالتحديد هو ما يقلق الاسرائيليين، فموقع برطعة جعل منها نقطة مرور بين الضفة واسرائيل، وهم يخشون من استخدام الانتحاريين الطريق الرئيسة للقرية والعبور منها الى اسرائيل كما تعبر السيارات المحملة بالبضائع ومواد البناء في الاتجاهين، بين اسرائيل وجنين. ويتبع السياج الذي تهدف منه اسرائيل الى منع تسلل المقاتلين الفلسطينيين مسار "الخط الاخضر" عموما، لكنه يتوغل في اماكن عدة داخل اراضي الضفة ليقضم منها كيلومترات. ويقول غسان كبها، مختار الجهة الشرقية في القرية: "سنعيش عمليا في اسرائيل. ماذا سيكون بوسع السلطة الفلسطينية ان تفعل. سنكون بين خطي حدود، سنوضع في سجن كبير، وسنكون اداريا تابعين لمنطقة مبهمة، تبعيتها غير محددة". ويضيف ان "لاهالي برطعة 2،3 كيلومترات مربعة من الاراضي، وعلى الاقل عشرة آلاف شجرة زيتون. لا اعرف ما الذي سيحدث لها". ولم يتلق المختار بعد بلاغا رسميا في شأن مرور السياج فوق أراضي القرية. لكن ناطقا باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية اكد ان السياج سيفصل القرية عن الضفة. ويقول ابو بكر ان "السياج يعني الموت لبرطعة، عدا عن نتائجه الخطيرة على مجمل منطقة جنين". ويضيف: "لم يعد في جنين سوى الدمار والفقر وسوء التغذية، وبرطعة باتت تلعب دورا اساسيا. انا اعيل 25 شخصا يعتمدون علي لبقائهم. اذا فقدت عملي لا اعرف ما سيحدث". ويقول الناطق باسم وزارة الدفاع: "على رغم صعوبة الامر من الناحية العملية، سنعمل بحيث نسمح بالعبور بين الجانبين يوميا". ويضيف ان السياج الذي يتضمن بناء جدران وحواجز وخنادق على 350 كيلومترا سيبنى وفق تقنية حديثة تسمح بازالته لاحقاً. وتؤكد اسرائيل ان السياج لن يعدل حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967، لكن كثيرين يعتقدون العكس. ويقول مجدي الذي يعمل لدى البلدية: "اعتقد ان السياج مشروع دائم وليس موقتاً في شيء. وما أراه الآن انه اذا ما قامت دولة فلسطينية يوما، فلن اكون جزءا منها".